نعم انها بويضة غارقة في اعماق المبايض فى الانثي ، وكانها لؤلؤة وحيدة في صدفة!
والحق انها اشرف من كل لآلئ الارض ، اذ انها منشأ لتكون خير ما يدب على وجه الارض كخليفة له عليها!
ولكن يا للغفلة!! .. واذا بهذا الجزء الصغير الذي كان وحيدا في ظلمات الارحام ، أخذ يتحدى مالك الرقاب ناسيا اصله !
وكانها كرة زرقاء لفت بخيوط صفراء بشكل عشوائي .. ولكن هيهات ان تكون عشوائية في هذا الوجود الذي اتقنه االبديع البارئ!..
انها كرة من الكرات اللمفاوية التى تشكل حراس البدن .. اولا يذكرنا ذلك بقوله تعالى : { وما يعلم جنود ربك الاهو}
ليس هذا فقط!.. فكل شيي فى الوجود طوع ارادته .. اوهل تخاف بعدها يا بني آدم شرا ، اذا كان هو المحامي والنصير؟
انه نصير ولكن لمن ؟.. للأولياء الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
فكما جعل له واقيه في عالم الأبدان - كهذا المخلوق الغريب - فكذلك له تعالى من يقي وليه المطيع من كل سوء فى عالم الارواح .. اذ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله
سوط من سياط الغضب يدفع هذا الحيوان المجهرى داخل الدم ، ليتخلل كل زاوية ارادها من البدن من دون رادع ومانع
وكانه الحاكم الذي لا يحجزه حاجب ولا بواب ، الا ماشاء الله تعالى من جنود مثله فى الصغر، تسمى بالكريات البيض!..
فلنتذكر السياط العظمى التى لو حلت على العبد المسكين ، اسقطته من الوجود ، فتخطفه الطير او تهوي به الريح فى مكان سحيق!
لنتذكر نموذجا من هذه السياط كما روي عن الباقر (ع) : إنّ لله عقوبات في القلوب والأبدان : ضنك في المعيشة ، ووهن في العبادة ، وما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب!
يتبع ان شاء الله