حمدت ربي في داخلي ، بس رثيت لحال أخوي و هو ضايق الصدر ...
بغيت أقول له أي كلمة مواساة ... قلت :
- نصيب !
و كأني قلت شي محظور أو كلمة سب أو شتم !
لأن أخوي بس سمعها ثار علي و صرخ :
-نصيب ؟ أي نصيب ؟؟
الدكتور هيثم ؟
هذا نصيبها ؟ هي نصيبه ؟ و الله ما يستاهلها ...
- سلطان !
-و لا حتى بسام ... ما كان يستاهلها ...
طالعت بأخوي و أنا مصعوقة بكلامه .. أكيد جن !؟ اللي أكد لي كذا الكلام اللي قاله لي تكمله :
- شوق ... شوق أبيك تكلميها ...
- نعم أخوي ؟؟؟ كأني سمعت غلط ؟
- سمعت زين يا شوق ... اعرفي منها ليه ردتني ؟ عشان الدكتور سبقني و الا إيش السبب . هي ناوية تتزوجه و إلا إش الموضوع ؟
هالامرة انا اللي ثرت بوجه سلطان و قلت :
- لا أبدا ..
و لا أسألها و لا لي دخل أصلا بالموضع ... سلطان طلعني نهائيا برى جنونك هذا
كأني كنت قاسة بزيادة ؟ لأنه أخوي شكله زعل ... و طالعني بنظره خيبة أمل ...
و من غير ما يقول أي شي عطاني ظهره و طلع ...
و النهاية مع ها القصة ؟؟ ما خلصنا ... ؟؟؟
في اليوم نفسه شفت منال و انفتحت سيرة الموضوع و طبعا كانت مرتاحة لأنه انتهى على خير ...
لكن ... و أنا أتذكر نظرة أخوي الأخيرة ... أكاد أجزم ... أن الموضوع لسه فيه مفاجآت ثانية ...
و انتوا موعودين !!
............................
مريت على مرضاي بالمستشفى في الصباح ... كنت أطلع من غرفة و أدخل غرفة لين وصلت عند غرفة هبه ...
وقفت أناظر في الباب ... و أتذكر وجه منال و هي تطردني منها ...
كان ودي أدخل أشوف الصغيرة و أسلم عليها ، بس ...
يا ترى ... أبوها اللي معها و إلا أمها ...؟؟
ليت الجدران كانت شفافة !
بعد ما خلصت ، جلست عند مقر الممرضات أسجل بعض المعلومات بالكمبيوتر ، و جا الدكتور هيثم و صار يقرأ بعض التقارير اللي بإيده . سألته عن حالة هبه ، و قال أنها مثل أول ، بين تحسن و انتكاس .
شوي ، إلا سلطان طالع من غرفة هبه ، و جاي صوبنا ... و تصادمت نظراتنا
بس طاحت عينه علي تكهرب جسمي و انطلقت دقات قلبي بدون فرامل ... !
بسرعة نزلت عيني على الأرض عشان تصطدم بها ... يمكن يكون حادث أهون ؟
سلطان سلم ، و بعدها سأل الدكتور هيثم عن آخر التقارير و نتائج الفحوصات لهبه ...
الدكتور هيثم عطاه بعض المعلومات المختصرة ، فشكره .. و رد رجع الغرفة ، و عيوني معاه ...
سلطان ترك باب الغرفة مفتوح ، اللي يسمح لنا نشوف داخلها ... و يسمح له يشوف براها
حاولت أركز نظري على شاشة الكمبيوتر اللي قدامي ، بس ... نظرات بدون فرامل ، وش لون أتحكم فيها ؟؟
أنا جالسة هنا ، بس عقلي هناك ، مع سلطان داخل الغرفة ... أشوفه و هو يلاعب بنته مرة ، يشيلها على ذراعينه مرة ، و يحطها على رجلينه مرة ... يحضنها مرة ... و يقبلها مرة ... يمسح على شعرها مرة ، و تمسح هي على شعره و تطوق عنقه بذراعيها الصغار ... مرة أخرى ...
آه يا هبه ...
يا حظك !
يا ليتني أقدر أقترب منه مثلك ...
يا ليتني أتحول إلى هبه لو دقيقة وحدة ... !
كثير علي دقيقة وحدة بس ، أتحول فيها إلى شيء قريب قريب من قلب العسل ... ؟
آه يا العسل ...
انتبهت من شرودي على صوت الدكتور هيثم و هو يقول :
- متعلق ببنته كثير ذا الرجال !
التفت صوبه ، و عرفت أنه كان يراقبني و أنا أراقب سلطان و بنته ، و حسيت بخجل ...
- نعم ... الله يخليهم لبعض !
-و يخلي لك ولدك و يخليك له ، و لنا كلنا .
لحظتها دق المنبه براسي بقوة و خلاني أصحصح أكثر و أكثر ... الدكتور هيثم يقصد شي من جملته ذي !
ما لف و لا دار ، يوم شافني طالعت به فجأة بتركيز ، قال مباشرة :
- فكرت ِ مرة ثانية بموضوعنا ؟
هذا الفاضي على عمره بعد !
أي موضوع و أي تفكير ... و الله مو بداري بالدنيا و خاش عرض ! ودي أقول له كلمة قوية تخليه ينسى انه طرح الموضوع أصلا !
أرد العسل عشان أتزوجك أنت ؟
لا شعوريا قفزت عيني صوب سلطان ، كأني أبي أقارن بينهم !
و تكهربت مرة ثانية يوم تفاجات بعيونه تطالع فيني و بحدّه !
رديت نزعت أنظاري من عينه غصب ... و جبتها لعند الدكتور هيثم ، و فتشت عن الكلمة القوية بس ما لقيتها ...
سلطان ظل يطالعني !
أنا متأكدة أنه يطالعني ...
حتى و هو بعيد ، حاسة بنظراته جاية علي ... مثل الشمس ، تعشي عينك و تحرق جلدك و تحس بحرارتها و هي أبعد ما يكون ....
-ما فيه نصيب ...
هذه أقوى كلمة حصلتها ذيك لحظة ... و أنا مرتبكة و حالتي حالة ، الدكتور هيثم ابتسم و قال :
- اللي به خير الله يسويه ...
هو على باله إني مرتبكة بسببه هو ! و جملته توحي بأنه لسه ما قطع الرجاء !
رفعت عيني له أبي أقول له ( الموضوع منتهي خلاص ) ، بس قبل ما أتكلم وصلني صوت نساني وش كنت أبي أقول !