|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الامام المهدي والعلم الحديث
بتاريخ : 22-01-2009 الساعة : 10:18 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) والعلم الحديث
د عبد الوهاب الحكيم
أول ما يتبادر للذهن عندما يرد ذكر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) سؤال هو هل يمكن للإنسان أن يطول عمره كل هذه الفترة الطويلة التي تجاوزت الألف سنة ؟ وما هي الفائدة من بقاء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) لهذه الفترة الطويلة، وما هو الغرض من إبقائه، وهل هناك أمثلة لبقاء مخلوقات أخرى كل هذه الفترة الطويلة ؟ لقد أجاب الكثير ممن كتبوا عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) عن هذه الأسئلة كل بطريقته الخاصة،
وبإعطاء بعض الأمثلة وأخصّ بالذكر منها على بقاء بَشر آخرين أحياء مَثَلَ النبي عيسى (عليه السلام) الذي أجمعت البشرية على كونه باقياً يعيش لحد الآن ( كما يعتقد على الأقل المسيحيون منهم والمسلمون ).
وكذلك الخضر (عليه السلام) الذي تجمع الأديان الثلاث على بقائه حياً، وأنه سوف يأتي مع المسيح (عليه السلام) الذي تجمع الأديان الثلاثة على قدومه لهذه الدنيا وإنقاذه للبشرية بعدما تُملأ هذه الدنيا ظلماً وعدواناً.
كما أن القرآن الكريم ينصّ على بقاء النبي نوح (عليه السلام) في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً، ولو أن الآية هنا تنصّ على صفَتين للفترة التي بقي فيها النبي نوح (عليه السلام) تنص على ألف سنة، ثم تقول إلاّ خمسين عاماً، وسوف اترك تفاصيل هذه في مجال آخر موضحاً، فهل هناك فرق بين (السنة) و(العام) أم لا ؟ كما ينص القرآن الكريم على كون الشهداء ( ... بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ ) آل عمران/ 169.
وهذه الأمثلة لا مجال للشك فيها إذ إن القرآن ( لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ... ) فصلت/ 42.
والجواب على السؤال الأول، هل يمكن لمخلوق ما أن يعيش أكثر من ألف سنة، أو أي فترة مديدة فوق الفترة المتعارف عليها لبقاء الإنسان مثلاً، والتي لا يتجاوز المعمّر فيها أكثر من (مئة) سنة بقليل إلا ما ندر؟
أقول: إنه من الناحية العلمية الدقيقة لا يوجد عمر محدّد للمخلوقات حيث تبدو لأول وهلة ـ وعندما يُنظر إلى الأجزاء الدقيقة من هذه المخلوقات (اعني الخلية) أو بشكل أدق (إلى الذرات منها) ـ تبدو وكأنها سوف تعيش للأبد. وسوف أفصّل هذا كما يلي:
عمر الذرة:
إن الذرة بتفاصيلها الجميلة والدقيقة تعطي صورة حقيقية عن قدرة الباري عز وجل، وعظمة خلقه فيها، ولما تحمله من قوة جبارة، وطاقة يعرف تأثيرها الجميع خاصة بعدما علم تأثيرها في القنبلة الذرية التي أسقطت على هيروشيما وناكازاكي من قبل الأميركيين في ( الحرب العالمية الثانية)، وقد ذكر في مقالات أخرى أن ( القوة الكبرى ) الموجودة في داخل النيوترونات التي تجمع ما بين أجزائها ، والتي تدعى بـ ( الكويرك ) (Quriks) تعادل القاعدة (10 مرفوعة للإس 32) من بلايين الفولتات 10 إس 32 كيغا فولت (ألف مليون فولت) وهذه القوة الكهربائية الجامعة لأجزاء النيوترونات لا يمكن توليدها بأقوى المحرّكات الكهربائية التي استطاع الإنسان أن يصنعها على وجه الأرض (أقوى محرك كهربائي تمّ صنعه لحد الآن لا يولد طاقة كهربائية أكثر من (4000) (أربعة آلاف كيغا فولت)، فإذا أردنا أن نولّد كهرباء تعادل الكهربائية الموجودة في داخل الذرة (3210 كيغا فولت) فإننا سوف نحتاج إلى مولد كهربائي يصل قطره إلى حدود قطر أحد المجرّات (كمجرّتنا التي نعيش ضمنها: مجرة درب التبانة). فما هي هذه القوة الجبارة التي أودعها الباري عزّ وجلّ في الذرة في أجزائها، والتي لا يمكن لبشر ما ولا ـ حتى في المستقبل المنظور ـ أن يحطم (قلب الذرة) وهذا من رابع المستحيلات كما شاهدنا.
ولكن السؤال ما هو عمر الذرة ؟ الجواب على ذلك هو أن أجزاءها على ما يبدو تعيش إلى الأبد ، على الأقل على مستوى الالكترونات (التي يقدر عمرها باللانهائية) (Infinity). وكذلك الحال بالنسبة للنيوترونات حيث يقدر علماء الفيزياء عمرها ببلايين بلايين المرات بقدر عمر الكون المنظور ، والذي يقرّ له لحد الآن بحدود 14 بليون سنة ، إذ إن عمر البروتونات يقدّر بحدود 3610 عشرة إس 36 من السنين، بينما عمر الكون كله لا يقدّر بحدود (104×3210 سنة).
إذاً : إن الذرات بأجزائها المختلفة ، والتي تكوّن أجزاء كل شيء مخلوق على وجه الأرض ، بل في كل هذا الكون سوف تبقى إلى الأبد بالنسبة لنا وإلى الخالق بالطبع، إذ إن وجوده أزلي منذ خلق هذه الذرّات وإلى أن تحين الساعة التي يدعوها إليه لكي تلاقي الجزاء الذي تستحقه. إذ إن كل شيء في هذا الكون (... كُلّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلّا وَجْهَهُ ...) القصص / 88، وعلى ما يبدو من هذا العمر المديد لأجزاء الذرة، أنها لم تخلق لهذه الدنيا أبداً، وإنما خلقت ليوم الآخرة حيث لا تفوت الباري عزّ وجلّ أي ذرة منها، وسوف يأتي بها الباري عزّ وجلّ، وليس هناك أوضح من هذه الآية الكريمة في صورة لقمان حيث يخاطب النبي لقمان (عليه السلام) ابنه ويقول له واصفاً وصفاً دقيقاً أصغر أنواع المخلوقات (ولو لم يأتِ باسمٍ الذرة لأن وصف الذرة وأجزائها لم يكن مكتشفاً في ذلك الوقت، ولم يتمكن إنسان ذلك العصر من اكتشاف معالم الذرة، بل لم يتمكن إنسان هذا العصر أن يرى أجزاء الذرة ولحد الآن) بقوله، ـ ودعونا نتعمق في وصف القرآن الكريم للذرات في هذا الكون وكيف أنها سوف تعود إلى الباري عندما يدعوها إليه ـ في الآية / 16 من سورة لقمان: ( يَا بُنَيّ إِنّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السّماوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّهُ ...) أي يا بني إن يكن هناك مثقال حبة أي جزء صغير جداً بمقدار المثقال من حبة الخردل ـ لأنها أصغر شيء منظور عند الإنسان، فهي عبارة عن بذور نبات الخردل وهي بالفعل أصغر أنواع البذور المنظورة ـ وإن هذه الحبة الصغيرة الدقيقة إذا كانت موجودة في داخل صخرة (أي أنها حتى ولو كانت متحجرة (fossels) بلغة العصر الحديث) أو أنها موجودة في مكان ما في هذا الكون الرحب الواسع (في السماوات) أو على أي مكان في الأرض، فإن الباري عزّ وجل سوف يأتي بها إليه ويلقيها جزاءها الأوفى. أي وصف أوفى وأدق من وصف القرآن الكريم للأجزاء الدقيقة الموجودة في هذا الكون، ولا أدقّ من الذرّات، وكيف أن الباري عزّ وجل سوف يأتي بها إليه بقدرته وجبروته وعظمته سبحانه وتعالى عما يصفون.
مما تقدم اتضح أن الذرة عمرها مديد ، وأن (المادة لا تفنى)، وأنها باقية إلى يوم يبعثون. فسوف لن تفنى هذه الذرات أبداً، والباري عزّ وجل سوف يأتي بها من أي مكان في هذا الكون حتى ولو كانت مطمورة، بل حتى ولو كانت متحجرة في أي صخرة أو في أي مكان في السماوات أو في الأرض.
ولكن قد يتساءل آخرون بأننا نتعامل مع إنسان كامل (الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)) وليس مع ذراته، وهل يمكن أن يطول عمر هذا الإنسان لفترة طويلة أم لا ؟
أقول في الجواب على ذلك (ولو أن الجزء الأول من هذا الجواب قد تمت الإجابة عليه) إن الباري عزّ وجل قد أبقى على مخلوقاته المقرّبة إليه كالشهداء جميعاً ونبيّ الله عيسى والخضر (عليهما السلام) على شكل ذرات وبتركيبة أخرى كالإبقاء على أرواحهم مثلاً، الروح أيضاً من الأسرار التي خصّ الباري بها نفسه: ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبّي وَمَا أُوتِيتُم مّنَ الْعِلْمِ إِلّا قَلِيلاً ) الإسراء / 85.
وما تزال الروح بعيدة عن متناول العلم الحديث والى المستقبل المنظور على الأقل . ولم يتمكن العلم الحديث من التعرّف على كنهها أبداً، ولسبب بسيط واضح هو عندما يُراد تحليل الخلايا للكشف عن أسرار تكوين البروتينات والأنزيمات ـ وهي الأجزاء المهمة التي بدونها لا تستطيع الخلية أن تعيش أجزاء قليلة من الثانية ـ ووجدت طريقة جديدة يظهر سر جديد من أسرار الحياة في الخلايا ، وكلما فتحت أبواب لأسرار أكثر وأكثر، كلما زاد التعقيد في الكشف عن أسرار الروح ، ألم يقل الباري عزّ وجل: (... مَا أُوتِيتُم مّنَ الْعِلْمِ إِلّا قَلِيلاً ).
الموقع العالمي للدراسات الشيعية
|
التعديل الأخير تم بواسطة نووورا انا ; 28-06-2009 الساعة 07:55 AM.
|
|
|
|
|