عبد الله بن جعفر الطيار هو احد ابناء بني هاشم، تربى مع الحسن والحسين عليهما السلام بعد ان استشهد اباه في معركة مؤتة وقد تزوج زينب عليها السلام ابنة الامام علي واخت الحسن والحسين عليهم السلام.
وكان عبد الله بن جعفر كريم وقد ضرب المثل في جوده وسخائه.
وفي يوم من الايام خرج جعفر الى خارج مدينة رسول الله صلى الله عليه واله وقد كان الوقت صيفا فوصل الى بستان على الطريق فنزل فيه ليستريح من السفر ويستظل من حرارة الشمس.
وبينما هو جالس اذ شاهد غلام يعمل في البستان بجد ونشاط وفي الاثناء جاء كلب يلهث من العطش وجوع. فجاء الغلام بصرة فيها ثلاثة اقراص من الخبز واعطى للكلب قرصا ليأكله، ثم اعطاه قرصا اخر ثم ثالثا ثم سقى الكلب الماء حتى شبع الكلب وارتوى وغادر البستان. هذا كله وعبد بن جعفر ينظر الى الغلام وفعله.
فنادى جعفر الغلام وسأله: كم قوتك في اليوم يا فتى؟
فأجاب الفتى: مثلما رأيت ثلاثة اقراص من الرغيف لا غيرها.
فسأله جعفر: ولماذا آثرت الكلب على نفسك. اي لماذا اعطيت الكلب كل طعامك ولم تبق لك شيئا؟
فأجاب الفتى: ان ارضنا هذه ليس فيها كلاب. واعتقد ان هذا الكلب جاء من مكان بعيد وهو جائع وعطشان فكرهت ردّه.
فقال عبد الله بن جعفر: وماذا ستأكل اليوم؟
فأجاب الفتى: اظل هكذا بدون طعام الى يوم غد.
فقال عبد الله بن جعفر في نفسه (والله ان هذا الغلام لأسخى واكرم مني). فقال جعفر ياغلام قف مكانك حتى آتيك. فذهب الى اصحاب البستان واشترى البستان منهم وكل ما فيه بثمن كبير ثم وهب كل ذلك للفتى الفقير واعطاه مالا فصار هذا الفتى غنيا وفرح كثيرا