العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية العجل يا مولاي
العجل يا مولاي
عضو برونزي
رقم العضوية : 27664
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 931
بمعدل : 0.16 يوميا

العجل يا مولاي غير متصل

 عرض البوم صور العجل يا مولاي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي خساره بجداره
قديم بتاريخ : 09-01-2009 الساعة : 08:17 PM


أمس، في العاشر من محرم الحرام، خسر المنتخب العراقي مباراته الثانية أمام عمان ليخرج من تصفيات بطولة الخليج التاسعة عشر بعد خسارته لمباراته الأولى أمام البحرين. وبتلك الخسارة خاب حلم جماهير ارض السواد المتشحة بالسواد في يوم السواد في فرحة تزيل عنها بعضا مما تراكم في صدورها من هموم وأحزان. واختلف النقاد الرياضيون ومتابعو أخبار الكرة وعشاقها في تحديد الأسباب التي أدت إلى تلك الكارثة الكروية. فمنهم من اتهم المدرب البرازيلي فييرا بالافتقار إلى الخبرة والحنكة وسوء تقدير إمكانيات اللاعبين، ومنهم من اتهم رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم ومن يتربع على عرشها من بعثيين لا يسرهم أبدا أن يفرح العراقيون بعد سقوط الطاغية، وصب فريق ثالث جام غضبه على اللاعبين المحترفين الذين لا يهمهم العراق بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية في التعاقد مع أندية خليجية، ويذهب فريق رابع إلى الأخذ بكل تلك الأسباب مجتمعة.
الرياضة، وكرة القدم بشكل خاص، لها دور كبير في السياسة، ومن أوائل من تنبه إلى هذا الدور هو الزعيم اليوغسلافي الراحل جوزيف بروز تيتو. فقد أوصى ذلك الزعيم العملاق ببناء فريق كرة قدم قوي يستطيع تحقيق انجازات كبيرة تسهم في توحيد الشعب اليوغسلافي على اختلاف قومياته وأديانه وطوائفه. وما شهده العراق من توحد خلف فريقه الذي فاز ببطولة آسيا في منتصف عام 2007 يؤكد صحة ما ذهب إليه توتو. فقد خرج العراقيون، عن بكرة أبيهم، إلى شوارع بغداد وغيرها من مدن العراق بل ومدن العالم مبتهجين بانتصار فريقهم ومتحدين ضد الإرهاب الذي يحصد أرواح أطفالهم ونسائهم. ومما عزز الدور التوحيدي للفريق العراقي هو تشكيلته الجميلة التي تضم لاعبين من مختلف شرائح المجتمع. وحلم العراقيون بنصر جديد يوحدهم من جديد ولكن ليس كل يوم عيد.
كرة القدم بعيدة كل البعد عن اختصاصي وعليه فلا استطيع أن أقيم إمكانيات المدرب البرازيلي فييرا، ولكني اعرف جيدا بان كل العراقيين أحبوه حين قاد منتخبهم للفوز بكأس آسيا، ولم يعد لتدريب المنتخب في شهر تشرين أول الماضي إلا بعد إلحاح شديد من قبل المسئولين العراقيين. ولذلك لا أرى الهجوم الشديد على فييرا اليوم إلا ردة فعل سريعة وغاضبة على ما أسفرت عنه نتيجة المباراة الأخيرة وفقدان الأمل في فرحة كبيرة. ولا ينفرد العراقيون بهذه الصفة بل تشاركهم فيها معظم شعوب الأرض. وسلوك الشعوب كثيرا ما يشبه سلوك الطفل الذي يقبّل يد أمه حين تمنحه شيئا ويعضها حين تمنعه من شيء.
لم تتغير قيادة الاتحاد العراقي لكرة القدم بسقوط النظام البعثي ولا يستلزم هذا ذاك لان من يقود الاتحاد يجب أن يكون خبيرا بشؤون الرياضة لا بشؤون السياسة. إلا أن العلاقة الوثيقة التي تربط الرياضة، وكرة القدم بشكل خاص، بالسياسة تجعل للولاء السياسي لقيادة الاتحاد دورا بالغ الأهمية في أداءها الوظيفي. ومن اكبر مآسي عراق اليوم هو انقسام مجتمعه إلى معسكرين متحاربين، احدهما يقاتل من اجل بناء وطن حر ديمقراطي والآخر يقاتل من اجل إعادة الدكتاتورية. وحين يكون ولاء قادة الاتحاد للمعسكر المعادي للبناء تكون من مصلحتها هدم كل ما تحققه قوى الحرية والديمقراطية من انجازات. وإذ تعطي انجازات المنتخب العراقي انطباعا عن استقرار العراق وتقدمه يكون من الطبيعي أن يسعى أيتام الدكتاتورية إلى هدم تلك الانجازات. فلا ضير أن يكون رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم شيعيا أو سنيا أو كرديا أو مسيحيا أو يهوديا بل الضير كل الضير في أن يكون بعثيا مواليا للإرهاب والتخلف والدمار. وإنشاء فريق كرة قدم قوي هو عملية بناء ولا يجيد البعثيون غير الهدم وهذا ما يحتم إبعادهم عن رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم، لا سيما وإنهم يلوحون جهارا بتمسكهم بحبهم للنظام الساقط.
لقد أبدع اللاعبون العراقيون في بطولة آسيا واستحقوا الفوز بكأس البطولة وبحب العراقيين كلهم وبلقب "اسود الرافدين". إلا أن فرحة العراقيين بتلك الأسود كانت أشبه بالعصافير على شجرة، كما يقول الشاعر الماغوط، لم تلبث طويلا. فسرعان ما تحولت الأسود المفترسة إلى ضباع تنتظر فرائس مرتدة وأخيرا حملان تنتظر من يفترسها. واهم ما فقده "اسود الرافدين" في مسقط هو الروح القتالية والإصرار على تحقيق النصر. واهم ما يبعث الروح القتالية والإصرار على النصر هو حب الوطن وأهله وتأريخه. ولا أميل إلى النظريات التي توعز فقدان "اسود الرافدين" لروحهم القتالية إلى مصالح شخصية وصفقات تجارية مع أندية خليجية وغيرها، فما أحوجنا اليوم إلى نبذ تهم الخيانة والعمالة واللجوء إلى دراسات علمية سليمة لواقع الكرة العراقية ومشاكلها.
علينا أن نكون رحماء مع فييرا كذلك. فقد كان بود الرجل أن يدخل الفرحة إلى قلوب العراقيين ولكن الرياح جرت بما لا تشتهيه سفنه. وهناك الكثير من أوجه الشبه بين مباريات كرة القدم ومعارك الجيوش. فبالرغم من أن في كلا الميدانين يكون للتدريب الجيد والخطط الذكية دورا كبيرا في النصر، يكون للروح القتالية دورا لا يقل أهمية عن التدريب والتخطيط. فلا يكفي السلاح المتطور والتدريب الجيد والخطط المحكمة لإحراز النصر في المعارك مالم يكن هناك إيمان قوي ورغبة كبيرة في القتال. وطالما غلبت جيوش ضعيفة، كالجيش الفيتنامي، جيوشا قوية كالجيش الأميركي. وكذلك الحال في كرة القدم. فلا يكفي التدريب وأحكام الخطط لإحراز النصر مالم يكن اللاعب مدفوعا بحبه لوطنه وتفانيه من اجل إعلاء شأنه، وطالما غلبت فرقا ضعيفة، كالجزائر، فرقا قوية كألمانيا بسبب ارتفاع الروح القتالية للاعبيها. وبإمكان فييرا أن يعلم لاعبينا كل شيء ولكنه لا يستطيع البتة أن يعلمهم كيف يحبون وطنهم ويبذلون له كل ماعندهم.
خسارة المنتخب العراقي هي ليست نهاية المطاف، وكثيرا ما يخسر الأبطال أمام الصغار ثم يعودوا لإحراز بطولات أخرى. فقد خسرت الأرجنتين أمام الكاميرون في عام 1990 بعد أن أحرزت كأس العالم في عام 1986، وخسرت فرنسا أمام السنغال في عام 2002 بعد أن أحرزت كأس العالم في عام 1998. فلا شك في أن منتخب العراق سيتجاوز محنته هذه ويعود إلى الملاعب أقوى مما كان وتعود معه فرحتنا به وبانتصاراته التي توحدنا رغم كل ما نختلف فيه.
(العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان)


من مواضيع : العجل يا مولاي 0 حكمة من الجنة
0 الصدق صفة للمؤمنين
0 ماذا تفعل نسائنا
0 كلمات في حب الحسين
0 هل هذه ام المؤمنين
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:54 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية