بسم الله الرحمن الرحيم
{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله }
تطل علينا في هذه الأيام الذكرى السنوية العشرون لاستشهاد المناضلة زهراء حبيب منصور الناصر على أيدي جلاوزة الحكومة السعودية
مقدمة:
نتابع تصفح الكتاب..وتستقر أبصارنا اليوم على صفحة ٍ ذات طابع ٍ خاص.. بطلها أو بالأحرى بطلتها إمرأة ٌ فارقت الحياة لما عانت فيها من الظلم والقسوة..لم تجد من ينصرها ولا من يدافع عنها في وجه من ظلمها وعذبها حتى الموت..
لقد كانت زهرة ً متفتحة.. تنبض بالحياة والأمل.. كانت عُشاً حنوناً يحوي العديد من الصغار ويغذيهم بالمحبة والدفء..بل كانت همسة َ فجر ٍ وبصيص أمل ٍ وسط أكوام الظلام..
لكن الزهرة الحنون مالبثت أن ذبلت وصارت كالفراشة المحترقة وسط ألسنة اللهب والوجع والآه..حلقت تلك الفراشة (بلا أجنحة) للبعيد الذي لايمكن إدراكه وقررت الرحيل إلى عالم ٍ تبحث فيه عما لم تجده على أرضنا من عدل ٍ ورحمة ٍ وإنصاف...
تمهيد:
الشهيدة زهراء لم ترتكب أي جرم ٍ تستحق بموجبه أن تسجن أو تعذب..جلّ ذنبها أنها قد تصورت ولو لوهلة ٍ بأن حرية الفكر والمعتقد موجودة ٌ في بلد ٍ كالسعودية..لكن هذا التصور قد كلفها الكثير..بل كلفها روحها التي فاضت وسط معتقلات آل سعود الظالمة...
سيرة الشهيدة زهراء الناصر:
المواطنة زهراء حبيب منصور الناصر هي من مواليد محافظة القطيف (الاوجام 1368 هـ, الموافق 1949 م).
من سكنة منطقة الأوجام, وهي ربة منزل, متزوجة ولديها العديد من الأبناء.
حقيقة التهمة والطريق إلى الشهادة:
عند عودة الشهيدة زهراء مع زوجها من زيارة قبر السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبى طالب (ع) في سوريا عثرت الشرطة على صورة للإمام الخميني وكتاب دعاء لدى الشهيدة فاحتجزتها مع زوجها في سجن مركز الحديثة, ونتيجة لتعرضها للتعذيب على مدى ثلاثة أيام, كانت قد توفيت بتاريخ15/12/1409هـ (الموافق 18 /7/ 1989 م) (وهي في الأربعين من عمرها), وسلمت الجثة إلى أهلها, ليتم دفنها في قرية الأوجام في17/12/1409هـ (الموافق20 /7/1989م), أما زوجها فقط تم إطلاق سراحه فيما بعد.
أصداء الخبر وردود الفعل:
ولقد تناولت تقارير منظمات حقوق الإنسان هذا الخبر في العديد من إصداراتها..وفي هذا الخصوص ورد تقرير اللجنة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان في الخليج والجزيرة العربية وعلى لسان السكرتير العام: أود توجيه أنظار السادة المهتمين إلى التزايد لأعمال القمع الشديد في (المملكة العربية السعودية) خلال الأشهر القليلة الماضية وأشير إلى بعض النماذج التي تم توثيقها من قبل اللجنة ومن بينها حادثة مقتل السيدة زهراء الناصر في 18/7/1989م على يد رجال المباحث في نقطة الحدود (السعودية) الأردنية بتهمة إخفاء كتاب ديني ممنوع.
أحقاً رحلت ِ يازهراء:
أفعلاً قد رحلت تلك الزهرة القطيفية؟
هل رحلت زهراء أم نحن من رحلنا وغبنا وشردت أذهاننا تجاهلاً وخيبة؟
أين زهراء الآن؟
إنها هناك..ليس في عالم ٍ آخر..بل هي موجودة ٌ في قلب كل حر ٍ شريف..يأبى الظلم والإضطهاد.. يقول الحق بلا خوف ٍ أو تردد وإن كان على نفسه.. لايلجأ للمجاملة ولا النفاق حتى ولو كلفه ذلك الكثير...
الزهرة القطيفية زهراء الناصر تستحق منكم ولو لحظة صمت أيها القطيفيون أينما كنتم..
إنها منكم..من أهاليكم..من نسائكم..من بلدتكم التي لم تعرف التخاذل والتجاهل فلا تتخاذوا ولا تتجاهلوا الآن يا من خرجتكم للعالم بأبطال ٍ قد رفعوا رؤوسنا عالياً أمام الأمم وعلى مر السنين..
للأسف الروبط ماشتغلت عندي يمكن تشتغل عندكم كل شي محجوب