أبو حاتم وأبو زرعة: تركا حديث البخاري لأنه مبتدع في نظرهما !
بتاريخ : 04-12-2008 الساعة : 06:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
كثيرا ما يرد زملائنا السلفية بعض الأحاديث التي نحتج عليهم بها بدعوى ضعف الإسناد! ويكتفون بإيراد تضعيف لواحد أو اثنين من علماء الرجال لأحد رواة الحديث بدعوى أن الجرح مقدم على التعديل!
ونقول لهم إذا كنتم تؤمنون بهذه القاعدة على إطلاقها فابدأوا بتطبيقها على البخاري (توفي سنة 256) فقد قال ابن أبي حاتم في ترجمته: محمد بن إسمعيل البخاري أبو عبد الله: قدم عليهم الرى سنة مائتين وخمسين روى عن عبدان المروزى وأبي همام الصلت بن محمد والفريابي وابن أبي أويس، سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق.
الجرح والتعديل ج 7 ص 191
ولهذا السبب ذكره الذهبي في كتاب (المغني في الضعفاء) وقال:
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري مولى الجعفيين: فحجة إمام ولا عبرة بترك أبي زرعة وأبي حاتم له من أجل اللفظ، لأنه مجتهد في المسألة بل ومصيب.
المغني في الضعفاء
بقي أن نتعرف على الرجلين الذين تركا حديث البخاري:
أبو حاتم الرازي (توفي سنة 277) :
قال عنه الذهبي: الإمام الحافظ، الناقد، شيخ المحدثين، الحنظلي الغطفاني ... كان من بحور العلم. طوف البلاد، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنف، وجرح وعدل، وصحح وعلل. مولده سنة (195) وأول كتابه للحديث كان في سنة (209) وهو من نظراء البخاري، ومن طبقته، ولكنه عمر بعده أزيد من عشرين عاما.
قال الحافظ عبدالرحمن بن خراش: كان أبو حاتم من أهل الأمانة والمعرفة.
وقال هبة الله اللالكائي: كان أبو حاتم إماماً حافظاً متثبتاً.
وذكره اللالكائي في شيوخ البخاري.
وقال النسائي: ثقة.
قال الذهبي: إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله، فإنه لا يوثق إلا رجلا صحيح الحديث، وإذا لين رجلا، أو قال فيه: لا يحتج به فتوقف حتى ترى ما قال غيره فيه، فإن وثقه أحد، فلا تبن على تجريح أبي حاتم، فإنه متعنت في الرجال، قد قال في طائفة من رجال "الصحاح" ليس بحجة، ليس بقوي، أو نحو ذلك.
سير أعلام النبلاء ج 13 ص 247
أبو زرعة الرازي (توفي سنة 264) :
قال عنه الذهبي: الإمام، سيد الحفاظ، عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ: محدث الري... مولده بعد نيف ومئتين. ابن عدي: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد، حدثني الحضرمي، سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، وقيل له: من أحفظ من رأيت؟ قال: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة الرازي.
ابن المقرئ: حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر القزويني: سمعت محمد بن إسحاق الصاغاني يقول: أبو زرعة يشبه بأحمد بن حنبل.
ابن عدي: سمعت الحسن بن عثمان، سمعت ابن وارة، سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي، فليس له أصل.
قال الذهبي: يعجبني كثيراً كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل، يبين عليه الورع والمخبرة، بخلاف رفيقه أبي حاتم، فإنه جراح.
سير أعلام النبلاء ج 13 ص 65
تاريخ بغداد ج 2 - ص30/31 في ترجمة البخاري برقم [ 424 ]
قال الخطيب البغدادي أخبرنا أبو سعيد محمد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي قال أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون قال سمعت أبا حامد الشرقي يقول سمعت محمد بن يحيى يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث يتصرف ، فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ ، وعما سواه من الكلام في القرآن ، ومن زعم أن القران مخلوق فقد كفر ، وخرج عن الإيمان ، وبانت منه امرأته ، يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه ، وجعل ماله فيئا بين المسلمين ، ولم يدفن في مقابر المسلمين ، ومن وقف وقال : لا أقول مخلوق أو غير مخلوق ، فقد ضاهى الكفر ، ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم ، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه ، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه .