الجزء السابع
حسن: أردتُ أن أسألك هـل أنتَ حقاً موافق على الزواج بزهـراء..؟ .. أمكَ اتصلت بـي منذُ دقائق تـريدني أن أتحدث مع أبا فاضل فهـل أنتَ موافق..؟ .. فأنا لن أتحدث معهُ إلا إذا تأكدتُ بأنك موافق
حيـدر –ضاقَ صدره- : تحدث معهُ أبتاه فأنا ... أنـا ...."
أكمل مغمض العينين: أنــا موافق
حسـن: حسنـاً .. مبارك مقدماً
حيدر: لم يحدث شيء بعد
حسن: مادمت وافقت فسيحدث بأذن الله
حيدر: عـلى خيـر إن شاء الله
حسن: إن شاء الله .. إلى اللقاء
حيدر: رافقتكَ السلامة
أغلق بعدها السماعة
حسن –في نفسه- : أنـا متأكد بأنَ هذا ليس ما يريدهُ قلبك وعقلك .. أتمنىَ أن لا يكون هذا الزواج سبباً لحلول المشاكل علينـا .. رحمــاكَ يـا الله .. رحمــاك
ثمَّ طرق البـاب
حسن: تفضـل
حسين: أزعجتـك..؟
حسن: لا
حسين: جاءتنا صفقات وهـي ممتازة ستحبـو علينا بالمال الكثيـر .. فأحببت أن آخذ رأيك
حسن: إن كانت بنزاها فبتأكيد سأوافق
حسين: وهـل أنا من الـنوع الآخر..؟
حسن: حاشاكَ أخـي ، لـم أخبـرك .. أبنـي حيدر سيتقدم لخطبة زهـراء
حسين –الفرحة زادت في قلبه- : هـل أنتَ جاد..؟ .. خبـرٌ مفرح جداً
حسن: أتظن هذا الخبر مفـرح حقاً..؟
حسين: بتأكيــد .."
أكمل والحزن يتسلل لقلبه: لعلهُ ينسـى أبنتـي رحمها الله ويكمل باقي حياتهُ براحةٍ وسعادة
حسن: هـل تعلم مـن حبهِ وعشقهِ لفاطمة لـم أكن أتوقع إنهُ سيوافق على الزواج بأخرى
حسين: مهما كانَ حبهُ لهـا لابدَ أن يبحث عن سعادته فهـي قد ماتت ولن يفيدهُ أن يعيش على ذكراها للأبد ولا تنسى إنهُ مازالَ صغيراً وأبنهُ يحتاج أيضاً لأماً ترعاه وتداريه وتحن عليه وزهـراء بتأكيد لن تقصـر بذلك
حسن: أعلم وأنا سأكون أكثـر راحة لزواجهُ منها .. ولكن زواجهُ منها ليـس عن اقتناع
حسين: كيف ذلك..؟
حسن: زينب هـي من أصرت عليهِ بزواج ولـولا إصرارها لمَ وافق
حسين: مـع مرور الأيام سيقتنـع وستـرىَ السعادة تترسم في وجهه
حسن: لا أعتقد فلا تنسـى وليد كلـنا نعـرف حجم حبهُ الكبير لأبيه لا أعتقد إنهُ سيـكون أبداً على وفاق مـع زهـراء أو آيتي فتاة سـتقوم بدور أمه
حسين: أرجوكَ أبا حيدر لا تكن هكذا سلبياً
حسن: أنا لستُ سلبياً ولكن هذا الواقع وهذهِ الحقيقة لـمَ نكذب على أنفسنـا..؟ .. لـمَ..؟
حسين: مثلما سيقتنع حيـدر وليد أيضاً سيقتنـع .. ما علينا فعلهُ الآن هــو أن نحبب وليد بزهـراء وإن شاء الله ستسيـر الأمور على ما يرام
حسن: إن شاء الله .. آمـل ذلك
أنتهـى الدوام المدرسـي وعـادَ وليــد للمنزل .. أتجه لغـرفته دون أن يـسلم عـلى جدته زينب..!
بينمـا سالم وسـامـي جالسان مع بنين ووسيم يلعبـان سمعا سكينه تخبـر علي وعادل بأنَ أخاها قـد وافقَ على الزواج فتفاجئا كثيراً
سالم: لهذا كان وليد اليوم حزيناً جداً
سامي: أجـل .. لم أتخيـل أن يحدث هذا أبداً
سالم: ولا أنـا
بنين: لمَ توقفتما عن العب معنا
سالم: لـم أعد أرغب بالعب
سامي: ولا أنـا
وسيم: لاااا .. يجب أن تلعبان معنا
سامي: ليس الآن وسيم ،، سيضعـون الطعام
ثمَّ جاءَ حسيـن
حسين: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ
الجميع: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ وَبَرَكَاْتُهْ
حسين: كيف حالكم جميعاً..؟
سكينه: بخيـر والحمدُ لله
علي: بصحة جيدة والحمد لله
حسين: الحمدُ لله ، بُنـيتي لو سمحتي حضري لنا الغذاء فأني أتضور من الجوع
سكينه –متبسمة- : دقائق وسيكـون جاهزاً
حسين: عادل .. علي .. هـل علمتما بأن حيدر سيتقدم لخطبة زهراء زهـراء
علي –بانزعاج- : للتو علمنا وتفاجئت كثيـراً
عادل: لمَ يفاجئك هذا..؟ .. كان لابد أن يأتي هذا اليوم
حسين: أنتَ محق
علي: لـم يروق إليّ أبداً ما سيحدث
عادل: لـمَ..؟