|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 17464
|
الإنتساب : Mar 2008
|
المشاركات : 728
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
العشق السرمدي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 24-03-2008 الساعة : 07:06 PM
كحل عيونك بالآتي
الصحابة علموا الناس التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدوفاتهفقد روى الطبراني بسند صحيح أن الصحابي الجليل عثمان بن حنيف طبَّقحديث التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته، مما يدل على أن التوسل به (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس مخصوصاً بحياته قال الصديق المغربي في رسالته (إرغامالمبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي) ص11:
(وبعد، فإن الشيخ الألبانيصاحب غرض وهوى، إذا رأى حديثاً أو أثراً لايوافق هواه فإنه يسعى في تضعيفهبأسلوب فيه تدليس وغش، ليوهم قراءه أنه مصيب مع أنه مخطئ بل خاطئ غاش، وبأسلوبه هذاضلَّلَ كثيراً من أصحابه الذين يثقون به ويظنون أنه على صواب والواقع خلافذلك.
ومن المخدوعين به من يدعى حمدي السلفي الذي يحقق المعجم الكبير، فقدأقدم بجرأة على تضعيف أثر صحيح لم يوافق هواه كما لم يوافق هوى شيخه، وكان كلامه فيتضعيفه هو كلام شيخه نفسه! فأردت أن أرد الحق إلى نصابه، ببيان بطلان كلام الخادعوالمخدوع به، وعلى الله اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي:
روى الطبراني في المعجمالكبير:9/17، من طريق ابن وهب، عن شبيب، عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر الخطميالمدني، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف (رضي الله عنه):أنرجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان (رضي الله عنه) في حاجة له فكان عثمان لا يلتفتإليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بنحنيف:إئت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل:اللهم إني أسألك وأتوجهإليك بنبيك محمد (ص) نبي الرحمة. يامحمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي. وتذكر حاجتك، ورح إليه حتى أروح معك. فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثم أتى بابعثمان بن عفان فجاء البواب حتى أخذ بيده، فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه علىالطنفسة، وقال له ما حاجتك فذكر حاجته فقضاها له، ثم قال:ما ذكرت حاجتك حتى كانتهذه الساعة، وقال:ما كانت لك من حاجة فأتنا.
ثم إن الرجل خرج من عنده فلقيعثمان بن حنيف فقال له:جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليَّ حتىكلمتَه فيَّ. فقال عثمان بن حنيف:والله ما كلمتُه، ولكن شهدتُ رسول الله (ص) وأتاهرجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي (ص) أو تصبر؟ فقال: يا رسول الله إنهليس لي قائد وقد شقَّ علي. فقال له النبي (ص): إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين، ثمادع بهذه الدعوات! قال عثمان بن حنيف:فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث، حتى دخلعلينا الرجل كأنه لم يكن به ضُرٌّ قَـطْ.
صححه الطبراني، وتعقبه حمدي السلفيبقوله:لاشك في صحة الحديث المرفوع، وإنما الشك في هذه القصة التي يستدل بها علىالتوسل المبتدع، وهي انفرد بها شبيب كما قال الطبراني، وشبيب لابأس بحديثه،بشرطين:أن يكون من رواية ابنه أحمد عنه، وأن يكون من رواية شبيب عن يونس بن يزيد. والحديث رواه عن شبيب بن وهب وولداه إسماعيل وأحمد، وقد تكلم الثقات في رواية ابنوهب عن شبيب في شبيب، وابنه اسماعيل لايعرف، وأحمد وإن روى القصة عن أبيه إلا أنهاليست من طريق يونس بن يزيد، ثم اختلف فيها على أحمد. ورواه ابن السني في عمل اليوموالليلة، والحاكم من ثلاثة طرق بدون ذكر القصة، ورواه الحاكم من طريق عون بن عمارةالبصري عن روح بن القاسم به، قال شيخنا محمد ناصر الدين الألباني:وعون هذا وإن كانضعيفاً فروايته أولى من رواية شبيب لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة، عن أبيجعفر الخطمي. انتهى.
وفي هذا الكلام تدليس وتحريف نبينه فيما يلي:
أولاً: هذه القصة رواها البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بنشبيب بن سعيد، ثنا أبي عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي أمامة بن سهلبن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف، أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان (رضي اللهعنه)، فذكر القصة بتمامها. ويعقوب بن سفيان هو الفسوي الحافظ الإمام الثقة، بل هوفوق الثقة، وهذا إسناد صحيح البخاري، ومعنى ذلك أنها صحيحة، وهذا الذي يوافق كلامالحافظ ويبطل ما استنبطه الألباني من كلام الحافظ في مقدمة فتح الباري،فليتأمل. وإن الحفاظ أيضاً صححوا هذه القصة، كالمنذري في الترغيبوالترهيب:1/476 بإقراره للطبراني، والهيثمي في مجمع الزوائد: 2/ 279، أيضاً،وقبلهما الإمام الحافظ الطبراني في معجمه الصغير: 1/307، الروض الداني. وغيرهم.
ثانياً: أحمد بن شبيب من رجال البخاري، روى عنه في الصحيح وفي الأدبالمفرد، ووثقه أبو حاتم الرازي، وكتب عنه هو وأبو زرعة، وقال ابن عدي: وثقه أهلالبصرة وكتب عنه علي بن المديني. وأبوه شبيب بن سعيد التميمي الحبطي البصري أبوسعيد، من رجال البخاري أيضاً، روى عنه في الصحيح وفي الأدب المفرد. ووثقه أبو زرعةوأبو حاتم والنسائي والذهلي والدارقطني والطبراني في الأوسط. قال أبو حاتم: كانعنده كتب يونس بن زيد، وهو صالح الحديث لا بأس به. وقال ابن عدي:ولشبيب نسخة الزهريعنده عن يونس عن الزهري أحاديث مستقيمة. وقال ابن المديني:ثقة كان يختلف في تجارةإلى مصر، وكتابه كتاب صحيح.
هذا ما يتعلق بتوثيق شبيب، وليس فيه اشتراط صحةروايته بأن تكون عن يونس بن يزيد، بل صرح ابن المديني بأن كتابه صحيح. وابن عديإنما تكلم على نسخة الزهري عن شبيب فقط، ولم يقصد جميع رواياته!
فما ادعاهالألباني تدليس وخيانة! يؤكد ذلك أن حديث الضرير صححه الحفاظ ولم يروه شبيب عن يونسعن الزهري! وإنما رواه عن روح بن القاسم!
ودعواه ضعف القصة بالإختلاف فيها حيثلم يذكرها بعض الرواة عند ابن السني والحاكم لون آخر من التدليس! لأن من المعلومعند أهل العلم أن بعض الرواة يروي الحديث وما يتصل به كاملاً، وبعضهم يختصر منهبحسب الحاجة، والبخاري يفعل هذا أيضاً، فكثيراً ما يذكر الحديث مختصراً أو يوجد عندغيره تاماً. والذي ذكر القصة في رواية البيهقي إمام فذ، يقول عنه أبو زرعةالدمشقي:قدم علينا رجلان من نبلاء الناس أحدهما وأرحلهما يعقوب بن سفيان، يعجز أهلالعراق أن يرو مثله رجلاً.
وتقديمه رواية عون الضعيف على من زاد القصة، لونثالث من التدليس والغش! فإن الحاكم روى حديث الضرير من طريق عون مختصراً، ثم قال: تابعه شبيب بن سعيد الحبطي عن روح بن القاسم زيادات في المتن والإسناد، والقول فيهقول شبيب فإنه ثقة مأمون، هذا كلام الحاكم، وهو يؤكد ما تقرر عند علماء الحديثوالأصول أن زيادة الثقة مقبولة، وأن من حفظ حجة على من لم يحفظ! والألباني رأى كلامالحاكم لكن لم يعجبه لذلك ضرب عنه صفحاً، وتمسك بأولوية رواية عون الضعيف عناداًوخيانة.
ثالثاً: تبين مما أوردناه وحققناه في كشف تدليس الألباني وغشه، أن القصةصحيحة جداً، رغم محاولاته وتدليساته، وهي تفيد جواز التوسل بالنبي (ص) بعد انتقاله،لأن الصحابي راوي الحديث فهم ذلك، وفهم الراوي له قيمته العلمية، وله وزنه في مجالالإستنباط.
|
|
|
|
|