[ابو طالب العاملي]

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
*****************************

أخي " موالي سني " السلام عليك ورحمة الله وبركاته
إسمع قولي ولا تعجل
وافتح قلبك وتمهل
حتى اعظك بما هو حق لك علي
فإن سمعت قولي ,وأنصفتي ، كنت بذلك أسعد
وإن لم تسمع مني القول ولم تنصف نفسك ، كنت من الهالكين
فإن وجدتك أهلا للنصح أكملت معك وإلا لم أضيع وقتي معك 0

فحق على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، وسؤالك دليل البحث عن الحق ،

فلبيك فلبيك

الآية التي أوردتها تقول (( بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ))

هناك نكات مهمة في الآية :

أولا : عندما يخاطب الله رسوله بعبارة "يا أيها الرسول " هذا يعني أن المسألة تختص بالرسالة ، وإذا خاطبه ب"يا أيها النبي" تكون المسألة تختص بالنبي (صلى الله عليه وآله ) 0

ثانيا : هناك عبارتان إحداها "بلغ وا أنزل " والثانية " فما بلغت رسالته "
مما يدل على أن ما أمر بتبليغه الرسول روحي فداه هو غير ما بلغه مسبقا أي القرآن والشريعة السمحاء 0

إذن هناك رسالة قد تم تبليغها وهي القرآن والسنة ، وهناك ما أنزل غير ما تم تبليغه يأمر الرسول بتبليغه الآن 0وهذا لا يخفى على أدنى متأمل وملتفت 0

إذ لا يصح عطف الشيء على نفسه 0

وطبعا يؤيد ذلك المسلمات التاريخية أن هذه الآية نزلت آخر الدعوة ، بالتحديد في "حجة الوداع" أي في آخر عمره الشريف
إذ أن الرسالة كانت قد بلغت مسبقا ، وهي لإذ ذاك تحصيل حاصل 0


ثالثا : إن أهمية ما أمر به الرسول (صلى الله عليه وآله ) جعلت الخطاب ، يشبه التهديد لا للنبي هاشاه بل تنبيها على خطورة المسألة فقال عزوجل : (("وإن لم تفعل فما بلغت رسالته")) فأي خطر هذا الذي يجعل من الرسالة مهددة لهذا الحد ؟؟؟؟؟

رابعا : الجواب هنا قد يعترض الكثيرون على تنصيب علي (عليه السلام ) ، لأنه بالأمس قتل الكثيرين في"بدر" و"أحد"
و"الخندق" و"حنين" وغيرها ، والجروح لما تندمل ، والقروح لما تبرد ،والأحقاد مضمرة في الصدور ، قد يصدح بها الآن ، عند التبليغ ، وإليك قصة يوردها الثعلبي في تفسير آية "سأل سائل بعذاب واقع " ما مضمونه :

( لما نزلت آية يا أيها الرسول بلغ 000 وبلغ النبي (صلى الله عليه وآله ) استخلافه لعلي (عليه السلام ) فقال (صلى الله عليه وآله ) : يا أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه ،وعاد من عاداه ،وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه كيفما دار )) ثم أمر الناس بمبايعته فقال عمر بخ بخ لك يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهكذا فعل الجميع أبو بكر وعثمان وغيرهما ، فبلغ ذلك (( الحارث بن النعمان الفهري )) فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فقال يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه ، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا ، وأمرتنا أن تنصلي خمسا فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا ، وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله عزوجل ؟0

فقال : والذي لا إله إلا هو ، إن هذا من الله ، فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته ، وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله وأنزل الله عزوجل : (( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ، من الله ذي المعارج )) [الغدير 1/240]

وهنا تكمن خطورة الموقف لذا طمآن الله رسوله وقال (( والله يعصمك من الناس )) 0

حيث أن الخطر المحدق أشد حتى من تبليغ الرسالة ، فبلغ التطمين لهذه الدرجة 0

وهناك الكثير الذي يقال ولكن الإطلة تصيب بالسأم
وأنا مستعد للإجابة على ما تريد
بشرط أن تطالع ما أتعبتني بكتابته ، وإلا فقل لا أريد أن أقرأ ، عندها لا تضيع وقتي ولا أضيع وقتك 0

ثم إن كلمة (كافرين ) معناها اللغوي تغطية الحقائق وطمسها
لذا يقال ، للحارث الذي يحرث الأرض بعد تغطية معائبها "كفار " 00(( أعجب الكَفَارَ نباتُه 00 )) 0
فمن وصله أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله ) ولم يوضحه ويعمل به فهو كافر بمقدار هذه الحصة 0

والسلام ***********************والحمد لله على هداه