العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية خادم نصر الله
خادم نصر الله
عضو برونزي
رقم العضوية : 7227
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 329
بمعدل : 0.05 يوميا

خادم نصر الله غير متصل

 عرض البوم صور خادم نصر الله

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي مقتل الإمام الحسين بن علي عليه السلام
قديم بتاريخ : 10-01-2008 الساعة : 12:15 PM



تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ ... لكنَّما عيني لأجلكَ باكية
تبتلُّ منكُم كربلا بدمٍ ولا ..... تبتَلُّ منّي بالدّموع الجارية





مواسيا بذلك قلب إمامه صاحب الأمر والزمان (عج) ومنتظرا فرجه الشريف و راجيا رضاك ورضا الباري عز وجل وان يوفقني لخدمتك ما دمت حيا.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
والصلاةُ والسلامُ على أشرف الأنبياء والمرسلين..
أبي القاسم محمد .. وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ..
واللعن الدائم على أعدائهم والناصبين لهم العداوة والبغضاء إلى قيام يوم الدين.


قال رسول الله (ص): { إنَّ الحسينَ مصباحَ هدىًٍ * وسفينة ُ نجاة * وإمام ُ خير ٍ و يُمن* و بحرُ عِلمٍ و ذُخر } عيون أخبار الرضا (ع) : 35.
صلى الله وبعد: في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله (ص) سطع نور الحسين بن علي في الثالث من شعبان في سنة أربع من الهجرة فاستبشر الحبيب المصطفى (ص) بالوليد الثاني من علي وفاطمة حتى غمرته الفرحة وبدا عليه الارتياح وقام من ساعته إلى بيت ابنته فاطمة (ع) فجي‏ء به إلى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏وآله وأذَّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً فأول ما سمع سبط رسول الله وريحانته صوت جده الكريم مكبرا الله اكبر لا اله إلا الله والله اكبر فكانت هذه الكلمات القصار لها الأ ثر الكبير في أعماق المولود الجديد حتى آخر لحظة من لحظات حياته و كان أشبه الناس برسول الله(ص) نشأ في ظل جده الرسول الأعظم عليه وآله، فكان الحبيب المصطفى هو الذي يتولى تربيته ورعايته .
رغم وجود علي وفاطمة سلام الله عليهما كان عليه السلام برعاية جده
وفي كنفه يغمره بحنانه وعطفه و يزقه العلم زقا مع أخيه الحسن المجتبى
فكان الحسن والحسين الذين أحبَّهما رسول الله(ص) حبا كبيرا حتى ربط حبه بحبهما حين اقبل الحسن والحسين يوما وهو يصلي وهما غلامان يثبان على ظهره إذا سجد واقبل الناس ينحوهما عنه فلما انصرف قال: (ص)
(دعوهما بابي وأمي هما .. مَن أحبني فليحبب هذين) (شرح الأخبار 76)
ويوما اخذ النبي(ص) بيد الحسن والحسين (ع) في جمع من الصحابة فقال
(من أحبني وأحب هذين واباهما وامهما كان معي في درجتي في الجنة يوم القيامة)
ونعم من قال
أخذ النبي ّ يد الحسين وصنوه ... يوما وقال وصحبه في مجمع
من ودَّني يا قوم أو هذين أو ....أبويهما فالخلد مسكنه معي (البحار ج 43ص280)
حتى التحق رسول الله (ص) بالرفيق الأعلى فكان برعاية والده الكريم
أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب(ع) اخو الرسول وابن عمه وباب علمه
ووريث صفاته وكمالاته
وبرعاية أمه فاطمة الزهراء الصديقة الكبرى سيدة نساء العالمين بضعة المصطفى سيدة نساء أهل الجنة أشرف واطهر امرأة في الخلق ومعه أخوه السبط الأكبر لرسول الله الحسن بن علي(ع) .
فكان الحسين عليه السلام صورة للخلق المحمدي والكمال العلوي ومجمع الفضائل والمكارم والمثل الأعلى لجده وأمه وأبيه والمنزه عن الرجس بنص القرآن الكريم
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
الحسين (ع) في خلقه وأخلاقه وجهاده ومواقفه كلها من تلك الشجرة المباركة نسبا .. ذو الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة ..
والتي وقفت في وجه الإعصار المارد الذي إثارته الوثنية العاتية في وجه الدين الإسلامي . ولم تشهد المواقف في التاريخ موقفا كموقف سيد الشهداء(ع) في طف كربلاء ...
(والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا افر منهم فرار العبيد)
ولقـــــد صدق من قال:


له النسب الوضاح كالشمس في الضحى ... ومجــــد عـلـــــى هـــــام السماء يطــول
فـــــما كـــــل جـــــد في الرجال محمد .... ولا كـــــل أم فـــــي النـــــساء بتـــــــول
سبط رسول الله (ص) وريحانته وسيد شباب أهل الجنة وخامس أصحاب الكساء مثلي لا يساوم الظالمين والعتاة الكافرين و عندما بقي عليه السلام وحيدا فريدا في طف كر بلا يشير سيد شباب أهل الجنة إلى الفخار والنسب العريق والأصل الطاهر الشريف



ولا غرابة بعد هذا النسب العريق الذي يتمتع به الأمام الحسين (ع) وهو من
اشرف وأطهر بيت في العرب والعجم يكون قد وقف موقف جده وأبيه وأخيه الذين وقفوا موقف البطولة أمام الواقع الفاسد الذي فرضه المنحرفون على الأمةالأسلامية
عبد شمس قد أضرمت لبني هاشم حربا يشيب منها الوليد
فابن حرب للمصطفى وابن هند لعلي. وللحسين يزيد
من اجل تحقيق الأهداف السامية والنبيلة التي سعى إلى بلوغها وإكمالها جده النبي الكريم (ص) يسانده في ذلك وصيه وخليفته الإمام علي أمير المؤمنين(ع) سيما وان الإمام الحسين يرى منذ طفولته الأولى أمام عينيه نمو الشجرة المباركة وكيف تروى بدمائهم الزكية من اجل سعادة البشرية جمعاء ..
وقد ورد في الحديث الشريف ان النبي صلوات الله عليه اشار الى شخصية الحسين ع واخبر عنها منذ ان كان فطيما بقوله (ص) :
(حسين مني و أنا من حسين.. أحبَّ الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط)
في بادئ الأمر يشير إلى العلاقة النسبية انه (ع) حفيده من بضعته الطيبة الطاهرةفاطمة الزهراء وانه قطعة منه ‘ وإشارة أخرى إلى أن الحسين كله بشخصيته المعنوية من سلوك ومواقف ومبادئ مستوحاة من المنبع العذب حبيب اله العالمين (ص)
فأن كان الإسلام محمدي الوجود ‘ فبفظل جهاد الحسين (ع) وموقفه في يوم عاشوراء أصبح حسيني البقاء والديمومة إلى ابد الآبدين




فموقفه(ع) وشجاعـتة من اجل الإسلام والدفاع عنه قد أذهلت من حاربه
ومن سمع بذلك إلى قيام الساعة ، وبذالك يقول الراوي
(والله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً
ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً منه والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله
وإن كانت الرّجالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه
وعن شماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم
فينهزمون من بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر)
فخلد بخلود الشريعة السماوية وخلدت عليه الرحمة الأبدية كانت ومازالت
والى يوم يبعثون ..فها هو اسم الحسين (ع) وشعائر الحسين (ع) تملأ آفاق
الدنيا بشمالها وجنوبها وشرقها وغربها ..وهاهم خدمة الحسين(ع) قد ملئوا أصقاع العالم بقاراته السبع .. وهاهم الباكين على الحسين(ع) ومحبيه قد بلّوا الأرض بدموع أعينهم .. وهاهم النادبين على الحسين(ع) أوجعوا صدورهم .. وهاهم عشاق الحسين قد أدموا رؤوسهم حبا وتأسيا بغريب فاطمة ابنة رسول الله (ص)
وهاهم حملة راية الحسين (ع) يقيمون المآتم في كل بقعة من بقاع العالم وشعارهم لا يوم كيومك يا حسين . فسلام الله عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً . وحشرنا الله معك يوم القيامة
أما مناوؤه من معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية وأقطاب حكمه وجنود جيشه في مزبلة التاريخ خلدوا باللعنة الأبدية في الدنيا ‘ وفي الآخرة إلى جهنم وبئس المصير

واهٍ لجسمٍ تطأه الخيول وطالما .. لسريرهِ جبريل كان موكّلا
ولِثغرهِ يعلوا القضيب وطالما .. شوقاً له كان النبيّ مُقَبِّـلا


قال الله تعالى
{ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى }
قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم ؟
قال(ص) :" علي و فاطمة و ولداهما
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }
أدار النبي (ص)كساءه على علي وفاطمة والحسن والحسين،
فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
{ قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله }
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحد هما
أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و
عترتي أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما "
إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ، و من تخلف عنها غرق "
النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف "
مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله ،علي حبيب الله الحسن و الحسين صفوة الله فاطمة أمة الله على باغضهم لعنت الله " .
الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة
أما حَسن فله هيبتي و سُؤددي و أما حسين فإن له جرءتي و جودي
حسين مني و أنا منه أحب الله من أحب حسينا ، الحسن و الحسين سبطان من الأسباط "
من أحب الحسن و الحسين فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني
كان إذا سجد(ص) وثب الحسن و الحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره و قال : " من أحبني فليحب هذين .
الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا
إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وعلي والحسن والحسين،
زُيِّنت الجنة بالحسن والحسين
إن فاطمة وعلياً والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن
الحسين أحب أهل الأرض إلى أهل السماء
الحسين (ع) و أصحابه يدخلون الجنة بغير حساب
أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل إبني هذا الحسين و أتاني بتربة حمراء ونزلت الدموع من عينيه
يافاطمة ألم تعلمي أن بكاؤه يؤذيني عندما سمع حسيناً يبكي
حب الحسنين (ع) حب لله و رسوله



عن عليِ بنِ الحسينِ بن علي عليهما السلام قال : إني جالسٌ في تلكَ العشيّةِ ، التي قُتل أبي في صَبيحتِها وَ عندِي عمتي زينبُ تُمرُّضُني ، إذ اعتزلَ أبي بأصحابِه في خَباءٍ له وَعندَه جَون مَولى أبي ذر الغِفاري ، وَهو يُعالجُ سَيفَه ويُصلِحُهُ وأبي يقولُ :


يَا دَهرُ أفٍّ لكَ مِنْ خَليلِ كَمْ لكَ بالإشراقِ والأصيلِ
مِنْ صَاحب أو طالبٍ قَتيلِ وَالدَّهرُ لا يَقنعُ بالبديـلِ
وإنَّمَا الأمرُ إلى الجليلِ وَكلُّ حيٍّ سَالـكُ السبيـلِ



فأعادها مرّتين أو ثلاثاً حتّى فهمتُها ، وعرفْتُ ما أرادَ ، فخنقَتْني العَبرةُ ، فرددّتُ دَمعي ولزمتُ السكون، فَعلمتُ أنَ البلاءَ قد نزلَ ، فأمّا عمَّتي فإنها سَمِعت ما سَمِعتُ وهي امرأةٌ وَفي النساءِ الرقَّةُ والجزَعُ فَلم تملك نفسَها أن وَثبتْ تَجرُّ ثوبَها وَإنها لحاسرةٌ حتى انتهت إليه
فقالت : واثكلاه لَيتَ الموتَ أعدَمَني الحياة ! ، اليومَ ماتتْ أمّي فاطمةُ و أبي عليٌّ وأخي الحسنٌ ، يا خليفةَ الماضي وثمال الباقي فَنظَر إليها الحسين عليه السلام فقال : يا أُخيّةُ لا يُذهبَنَّ حلمَكِ الشيطانُ ، قالت : بأبي أنتَ وأمي يا أبا عبد الله استقتَلَتَ نَفسي فداكَ.
قالت أتُقتَلُ نَصبَ عيني جَهرةً ما الرأي فيَّ وما لديَّ خفيـرُ فأجابَها قلَّ الفِدا كَثُــرَ العِدى قَصُرَ المَدى وسبيلنا محصورُ
فَردَّ غُصّتَهُ وَترقرقتْ عَيناهُ ، وَقالَ : لو تُركَ القطا ليلاً لنام ، قالت : يَاويلتاه أفتَغصِبُ نفسَكَ اغتصاباً ؟ فذلكَ أقرحُ لِقلبي وأشدُّ على نَفسي وَلطمَتْ وَجهَهَا وأهوتْ إلى جَيبِها وشقتهُ ، وَخرّت مَغشياً عليها.
فقام إليها الحسين عليه السلام فصبَّ على وَجهِهِا الماءَ ، وقال لها : أُخيَّة اتقّي اللهَ وَتعزّي بعزاءِ اللهِ واعلمي أنَّ أهل الارضِ يَموتون ، وأنَّ أهل السماءِ لا يبقونَ وأنَّ كلَ شيء هالكٌ إلا وجهَ اللهِ الذي خَلقَ الارضَ بقُدرتهِ ، وَيبعثَ الخلقَ فيعودونَ وَهو فردٌ وحدَه ، أبي خيرٌ مني ، وأمي خيرٌ مني ، وأخي خيرٌ مني ، وَلي وَلَهم ولكلِ مُسلم برسولِ اللهِ أسوةٌ. فعزّاها بهذا وَنحوهِ ، وقال لها : يا أُخيّة إني اُقسمُ عليكِ فأبرِّي قَسمي ، لا تشُقي عليَّ جَيباً ، وَلا تخمشي عليَّ وَجهاً ، وَلا تدعي عليَّ بالويلِ والثبورِ إذا أنا هلكت.


أخت يا زينب اُوصيك وصايا فاسمعي
إنني في هذه الارض مُلاق مَصرعـي
فاصبري فالصبرُ من خيم كرامِ المترعِ
كلُ حيّ سينحيه عن الاحيـاء حـيـن



في جليلِ الخطبِ يا أختُ اصبري الصبر الجميل
إن خيرَ الصبرِ ما كان علـى الخطـبِ الجليـل
واتركي اللطمَ علـى الخـدِ وإعـلان العويـل


ثم

لا أكـره سَقـيَ العيـنِ ورد الوجنتيـن
واجمعي شملَ اليتامى بعد فقدي وانظمي
واشبعي من جاعَ منهم ثم اروي مَنْ ظُمي
واذكُري انهم في حفظهـم طُـل دمـي
ليتني من بينهم كالانـف بيـن الحاجبيـن


ثم جاء بها حتى أجلسَها عندي ، وَخرجَ إلى أصحابهِ فأمرَهم أن يُقرِّبوا بعض بيوتهم مِن بعض ، وأن يُدخِلوا الاطناب بعضها في بعض ، وأن يكونوا هُم بين البُيوت ، إلا الوجه الذي يأتيهم منهُ عدوّهُم قال الامام زين العابدين عليه السلام : جمع الحسين عليه السلام أصحابه ، فسمعتُ أبي يقول لأصحابه : أُثني على الله تبارك وتعالى أحسنَ الثناء ، وأحمدَهُ على السّراء والضراء أما بعد فإني لا أعلمُ أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكُم الله عني جميعاً خيراً } ألا وإني أظنُ يوَمنا من هؤلاءِ الأعداء غداً إلاّ واني قد أذنتُ لكم ، فانطلقِوا جميعاً في حل ، ليس عليكم حَرجٌ منّي ولا ذمام ، هذا الّليلُ قد غشيّكم فاتّخذوه جَمَلا. وليأخُذ كلُ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، وتفرّقوا في سَوادِكم ومدائنكم حتى يُفرِّجَ الله فإنَّ القومَ إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لَهوا عن طلب غيري. فأجابوهُ بنو هاشم والأنصار ، لِم نفعل ؟ لنبقى بعدَكَ ! لا أرانا الله ذلك أبداً ، لا والله لا نفعل ، ولكن تفديك أنَفسُنا وأموالُنا وأهلونا ، ونقاتلُ معك حتى نردَ مورِدَك فقبَّحَ اللهُ العيشَ بعدَك بل نحيا بحياتك ، ونموت معك فبكى وبكوا عليه ، وجزاهم خيراً
قالَ الحسينُ لهُم :


الخيـلُ تَطلُبُـنـي والأرضُ مِــن دَمِّ نـحـري حــان سُقْيـاهـا
فلا جُنـاح َ عليكُُـم ‘ ليلُكُـم جمـل ٌ فلتركبـوهُ ‘ وخلُّونـي للُقياهـا
فقال مُسلمُ : يا ليتَ الجبال َ هَوتْ عَن أن نُخَلّيِك َ فرداً ‘ كيفَ ترضاها
لو كنتُ أعزل مِن سَيفي ومِن رُمُحي قاتَلتُهُم بحجار الأرضِ ‘ أدناهـا
وقال عابسُ يا بنَ المصطفى عجبا ً كيف الفِراقُ ‘ وروحي فيكَ مسراها
وقال آخر ُ: لو أنِّي قُتلتُ هُنـا سبعيـن مـرَّة َ فيكـم ‘ مـا أُحَيلاهـا
ثم استشاطوا جميعـاً عنـدَ سيِّدِهـم وآلـه ‘ وبنـاتٍ صِحـنَ أوَّاهـا
نفديكم ‘ بفيـضٍ مـن مناحِرنـا قالـوا ‘ وأيـدٍ لنـا شالـت مناياهـا
ما العمرُ إلا خطايا دون معترك ونحنُ فُرسانُهـا رَدحـاً ‘ وصرعاهـا
يا بن النبي لأجل الدِّين في شَمَمٍ دَعْنا بجَنْبِـكَ كـأسُ المـوتِ نسقاهـا
فيا سفينةَ نـوحٍ حيـن تركبَهـا وحـق جـدَّك نـدري أيـنَ مُرساهـا


وَبات الحسينُ (ع) وأصحابُه ـ ليلةَ عاشوراء ـ وَلهم دويٌّ كَدويِّ النحلِ ،
باتــوا وبات إمامهم ما بينهم ولهم دوي حولـه ونحيــب
من راكع أَو ساجد أو قـاريء أو مَنْ يُناجي رَبَّهُ وَينيبُ
مَا بَينَ راكع وساجد ، وقائم وقاعد ، وَكذا كانت سجيةُ الحسينِ (ع) في كَثرةِ صَلاتِه وَكمالِ صِفاته.
كما وصفه إمامنا المهدي (عج) : كنت للرسول ولداً ، وللقرآن سنداً ، وللاُمة عضُداً ، وفي الطاعة مجتهداً ، حافضاً للعهد والميثاق ، ناكباً عن سبيل الفُسّاق تتأوّه تأوّه المجهود ، طويلَ الرّكوعِ والسّجود ، زاهداً في الدنيا زهدَ الرَّاحل عنها ، ناظراً إليها بعين المستوحشين منها. وقام أصحابه كذلك يدعون ويصلّون ويستغفرون.


باتَ الحسينُ وصَحبُه مِنْ حولهِ وَلَهم دويُّ النحل لمّا باتــوا
من رُكّع وَسطَ الظلامِ وسُجّــــــد للهِ مِنهم تَكثـرُ



ولما أصبح الحسين يوم عاشوراء تيمّم (عليه السلام) وأصحابه للصلاة
لعدم وجود الماء ، وصلّى بأصحابه صلاة الصبح ،
و دقت طبول الحرب في معسكر ابن زياد ، واتجهت فرقٌ من الجيش تنادي بالحرب أو النزول على حكم ابن مرجانة
فقام الحسين (ع) خطيباً بأصحْابهِ، حمد الله وأثنى عليه ،
ثم قال : إن الله تعالى أذن في قتلكم ، وقتلي في هذا اليوم فعليكم بالصبر والقتال.
ثمَّ صَفَّهُم للِحَربِ ، وكانوا اثنان وسبعون ، ما بَيَن فارسٍ وراجِلْ ،
فجعلَ زُهيرَ بنَ القَينِ في المَيمنةِ ، وحَبيبَ بنَ مظاهرْ في المَيسَرة ،
وثبتَ هو عَليهِ السَّلام وأهل بيتهِ في القَلبْ ،
وأعْطى رايته أخاهُ العبَّاس(ع)
فقد وجده أكفأ من معه لحملها ، وأحفظهم لذمامه ، وأرأفهم به ،
وادعاهم إلى مبدئه ، وأوصلهم لرحِمه ، وأحماهم لجواره ،
وأثبتهم للطعان ، وأربطهم جأشاً ، وأشدهم مراساً .
وأقبلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ نحو الحُسين (ع) في ثلاثين ألفاً
فجعل على المَيمنةِ عَمْرو بن الحجْاج الزُّبيدي، وعلى المَيسرةِ شِمرُ بنِ ذي الجَوشَنْ ، وعلى الخَيلِ عُزرةُ بنُ قَيسْ ، وعلى الرَّجالةِ شِبثُ بنُ ربعي، والرايةُ مع ذوَيدٍ مولاه وأقبَلوا يَجولونَ حَولَ البُيوتِ ، فَيَرونَ النَّار تَضْطَرمُ في الخندقِ ، الذي حفره أصحاب الحسين (ع) بأمر منه في مكان منخفض وراء الخيام ، وأمرَ أصحابهُ أن يُقرِّبوا بعض بيوتهم من بعض ، وأن يُدخِلوا الأطناب بعضها في بعض ، وأن يكونوا هم بين البيُوت ، إلّا الوجه الذي يأتيهم منهُ عدوّهُم ، كما أمر بحطب وقصب كان من
وراء البيوت ، وأشعلوا النار فيه .
فَنادى شِمرُ بأعْلى صوتِهِ : يا حُسَينُ تَعَجَّلتَ بالنَّارِ قَبلَ يومِ القيامَةِ.
فقال الحُسينُ(ع) : منْ هذا ؟ كأَنَّهُ شِمرُ بن ذي الجَوشنْ ؟
قيل : نعم .فقال لهُ(ع) : ياابنَ راعيةَ المِعْزى ، أنْتَ أولى بها منِّي صِلِيّا ، وَرام مُسلمُ بن عوسجة أنْ يرَميهُ بِسَهمٍ ، فَمَنعهُ الحُسينُ ع وقال: أكْرهُ أنْ أبْدأَهُمْ بِقِتال . وَقالَ : اللّهمَّ أنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كْرْبٍ ، وَرَجائي في كُلِّ شِدةٍ ، وأنتَ لي في كُلِّ أمَرٍ نَزَلَ بي ثِقة وعُدَّة ، كَمْ منْ هَمٍ يَضْعَفُ فيهِ الفُؤاد ، وتَقِلُ فيهِ الحِيلة ، ويَخذلُ فيه الصَّديق ، ويَشمَت فيهِ العدو ، أنْزَلتُه بِك ، وشَكَوتُهُ إليك ، رَغْبَةً مِني إليك عمّن سِواك ، فكَشفتَهُ وفَرَّجتَهُ ، فأنتَ وليُّ كلِّ نِعْمَة ، ومُنْتَهى كُلِّ رَغبةٍ
ثُمَّ دَعا براحِلتِه فَرَكِبَها ، ونادى بِصَوتِ عالٍ يَسمَعهُ جلُّهم : أيّها النّاس: إسمعوا قولي ولا تَعْجلوا ، حَتَى أعِظكم بما هو حقٌّ لَكُم عليَّ ، وَحتَى أعتَذِرَ إليكم مِنْ مَقَدمي عَليكمْ ، فإنْ قَبَلتُم عُذري ، وصدّقتم قَولي ، وأعطَيتُموني النّصفَ من أنفُسِكُم ، كُنتُم بِذلِك أسْعدَ ، ولَم يكُنْ لكم عَليَّ سبيل ،
وإنْ لَم تَقبَلوا مِنْيَ العُذرَ ، وَلَم تَعطوا النّصفَ مِنْ أنفُسِكم ، فأجْمَعوا أمْرَكُم وشُركاءَكُم ، ثُمَّ لا يَكُنْ أمرَكُم عَليكُم غُمَّة ، ثُمَّ أقُضوا إليَّ ولا تُنْظِرون ،
إنْ وليّيَ اللّه الذي نَزَّل الكِتابَ ، وهُوَ يَتَولّى الصّالِحينْ ، فلمّا سَمعْنَ النِّساءَ هذا مِنهُ صِحْنَ وبَكيْنَ ، وارتَفَعت أصْواتهُنَّ ،
فأرسلَ إليهنَّ أخاهُ العَبّاس ، وابنهُ علياً الأكبر، وقال لهُما : سكِّتاهُنَّ ، فلِعَمري لَيَكْثُر بكاؤهنّ ،
ولمّا سَكَتْنَ ، حمِدَ اللّه وأثنى عليه ، وصلّى على مُحَمدٍ وأهْل بيته ،وعلى الملائكةِ والأنبياء ، وقال في ذلكَ ما لا يُحْصى ذِكرَهُ ، ولم يُسْمَعْ مُتَكلمٍ قبلهُ ولا بَعدهُ أبلغَ مِنهُ في مَنطِقه



>>>>يتبع


توقيع : خادم نصر الله
الحمد الله ان كان ذنبي محبة اولاد النبي
ما اتوب وانا شيعي رغم انفك يا ناصبي
من مواضيع : خادم نصر الله 0 الوهابيه والمخابرات البريطانيه
0 تطاول الخنازير النواصب علي مقام الامام الحسين ع وتضحياته
0 تفضل : وخذ هديتك من واحة الوثائق
0 مفتي مكة يستمتع بـ 60 أمرأة متعه
0 فهرس كتاب امهات المؤمنين عليهم السلام
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:58 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية