شم الأصوات وسماع الألوان تحدث لدى واحد في الألف من البش
بتاريخ : 05-01-2008 الساعة : 12:35 PM
لندن:«الشرق الأوسط»
مهما بدت الدهشة على الوجوه، فإن العلماء يقولون إن واحدا في الألف من سكان العالم «يشمّون» الأصوات أو «يسمعون» الألوان، أو يحسون بأحاسيس غريبة أخرى مثل «رؤية» الروائح! ويطلق على هذه الظاهرة النفسية اسم سينيسثيزيا Synesthesia (يعني بالإغريقية «مع الأحاسيس»). ولا يعرف أكثر الأشخاص المعرضين لها بها، كما لا يحسون بأنها ليست طبيعية في عالمهم الطبيعي. وهي تحدث لدى اغلب المواليد الجدد، كما يقول بعض الخبراء. وتقود الظاهرة إلى حدوث ازدواج بين إحساسين من الأحاسيس البشرية لدى الإنسان المعرض، إذ يحفز إحساس واحد منها على ظهور الإحساس الآخر، من دون وجود أي مؤثر أو محفز خارجي لظهور الإحساس الثاني. ومن هنا فإن اللون يثير حاسة السمع، والصوت يثير حاسة الشم! ويدرس فريق من باحثي قسم علم النفس التجريبي في جامعة غرناطة الإسبانية، تأثير هذه الظاهرة وعلاقتها بالأحاسيس والمشاعر. وركزت دراسة الفريق برئاسة البروفيسورين خوان كاستيلو وأليسا كاليجاس سيفيلا، على أكثر أنواع السينيسثيزيا شيوعا وهي ظاهرة «الإحساس باللون عند رؤية الخطوط»، التي تظهر لدى بعض الناس الذين يبدأون، لا شعوريا، في رؤية ألوان، حال مشاهدتهم للحروف والكلمات والأرقام! وتختلف هذه الظاهرة بتميزها عن كل الظواهر المماثلة السابقة، لأن المعرضين إليها يكونون متأكدين من أحاسيسهم. وهم يعتقدون أن رؤيتهم للعالم سليمة وصحيحة تماما، وتنتابهم خيبة الأمل ان عرفوا بأنهم يختلفون عن الآخرين. ولذلك فإن كان أحدهم يرى كلمة «مائدة» بلون ازرق، ثم يرى في مكان آخر كلمة «مائدة» مخطوطة بلون آخر، فسوف يشعر بالاستغراب، لأنها غيرت لونها، وفقا للباحثة سيفيليا. ونقل موقع «ساينس دايلي» العلمي الالكتروني عنها ان «هناك اشخاصا، تحفز وحدة الزمن لديهم الرؤية للألوان، كما تظهر ألوان لآخرين لدى سماعهم للكلمات أو الأصوات أو النوتات الموسيقية. الا أن هناك عددا اقل منهم من الذين يرون الألوان عند تذوقهم، فيما يوجد اشخاص يحسون بالطعم أو يتحسسون باللمس عند استماعهم للأصوات»!