عضو ذهبـي
رقم العضوية : 2878
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 2,682
بمعدل : 0.41 يوميا
كاتب الموضوع :
خادم نصر الله
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 20-11-2007 الساعة : 12:05 AM
آية المباهلة
قوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(1) .
هذه الاية تسمّى بـ «آية المباهلة».
تعيين من خرج مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في المباهلة
إنّه ـ كما أشرنا من قبل ـ ليس في الاية المباركة اسم لاحد، لا نجد اسم علي ولا
نجد اسم غير علي في هذه الاية المباركة.
إذن، لابدّ أن نرجع إلى السنّة كما ذكرنا، وإلى أيّ سنّة نرجع ؟ نرجع إلى السنّة
المقبولة عند الطرفين، نرجع إلى السنّة المتّفق عليها عند الفريقين.
ومن حسن الحظ، قضيّة المباهلة موجودة في الصحاح، قضيّة المباهلة
موجودة في المسانيد، قضيّة المباهلة موجودة في التفاسير المعتبرة.
إذن، أيّ مخاصم ومناظر وباحث يمكنه التخلّي عن هذا المطلب وإنكار الحقيقة ؟
وتوضيح ذلك: إنّا إذا رجعنا إلى السنّة فلابدّ وأن نتمّ البحث دائماً بالبحث عن
جهتين، وإلاّ لا يتمّ الاستدلال بأيّ رواية من الروايات:
الجهة الاُولى
جهة السند، لابدّ وأن تكون الرواية معتبرة، لابدّ وأن تكون مقبولة عند
الطرفين، لابدّ وأن يكون الطرفان ملزمين بقبول تلك الرواية. هذا ما يتعلّق
بالسند.
الجهة الثانية
جهة الدلالة، فلابدّ وأن تكون الرواية واضحة الدلالة على المدعى.
وإلى الان فهمنا أنّ الاية المباركة وردت في المباهلة مع النصارى، نصارى
نجران، ونجران منطقة بين مكّة واليمن على ما في بالي في بعض الكتب
اللغوية، أو بعض المعاجم المختصة بالبلدان.
وإذا رجعنا إلى السنّة في تفسير هذه الاية المباركة، وفي شأن من نزلت ومن
خرج مع رسول الله، نرى مسلماً والترمذي والنسائي وغيرهم من أرباب
الصحاح(1) يروون الخبر بأسانيد معتبرة،
____________
(1) راجع: صحيح مسلم 7 / 120، مسند أحمد 1 / 185، صحيح الترمذي 5 /
596، خصائص أمير المؤمنين: 48 ـ 49، المستدرك على الصحيحين 3 /
150، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 60، المرقاة في شرح
المشكاة 5 / 589، أحكام القرآن للجصاص 2 / 16، تفسير الطبري 3 / 212،
تفسير ابن كثير 1/319، الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 2 / 38، الكامل في
التاريخ 2 / 293، أسد الغابة في معرفة الصحابة 4 / 26، وغيرها من كتب
التفسير والحديث والتاريخ
فمضافاً إلى كونها في الصحاح، هي أسانيد معتبرة أيضاً، يعني حتّى لو لم تكن
في الصحاح بهذه الاسانيد، هي معتبرة قطعاً:
خرج رسول الله ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين، وليس معه أحد غير
هؤلاء.
فالسند معتبر، والخبر موجود في الصحاح، وفي مسند أحمد، وفي التفاسير
إلى ما شاء الله، من الطبري وغير الطبري، ولا أعتقد أنّ أحداً يناقش في سند
هذا الحديث بعد وجوده في مثل هذه الكتب.
نعم، وجدت حديثاً في السيرة الحلبيّة بلا سند، يضيف عمر بن الخطّاب وعائشة!!!
وحفصة، وأنّهما خرجتا مع رسول الله للمباهلة(1) .!!!
ووجدت في كتاب تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة(2) أنّه كان مع هؤلاء ناس
من الصحابة، ولا يقول أكثر من هذا.
ووجدت رواية في ترجمة عثمان بن عفّان من تاريخ ابن
____________
(1) إنسان العيون 3 / 236.
(2) تاريخ المدينة المنورة 1 / 581.
عساكر(1) أنّ رسول الله خرج ومعه علي وفاطمة والحسنان وأبو بكر وولده
وعمر وولده وعثمان وولده.
فهذه روايات في مقابل ما ورد في الصحاح ومسند أحمد وغيرها من الكتب
المشهورة المعتبرة.
لكن هذه الروايات في الحقيقة:
أوّلاً: روايات آحاد.
ثانياً: روايات متضاربة فيما بينها.
ثالثاً: روايات انفرد رواتها بها، وليست من الروايات المتفق عليها.
رابعاً: روايات تعارضها روايات الصحاح.
خامساً: روايات ليس لها أسانيد، أو أنّ أسانيدها ضعيفة، على ما حقّقت في
بحثي عن هذا الموضوع.
____________
(1) ترجمة عثمان من تاريخ دمشق: 168
.
إذن، تبقى القضيّة على ما في صحيح مسلم، وفي غيره من الصحاح، وفي
مسند أحمد، وغير مسند أحمد من المسانيد، وفي تفسير الطبري والزمخشري
والرازي، وفي تفسير ابن كثير، وغيرها من التفاسير إلى ما شاء الله، وليس
مع رسول الله إلاّ علي وفاطمة والحسنان.
توقيع : العـراقي