🔷 بعد الانتهاء من استعراض القول الأول الذي تبناه المشهور - علمهم إشائي - نأتي لبيان القول الثاني ومستنده .
👈 القول الثاني : التفصيل بين مرتبتهم النورانية ، ومرتبتهم الجسمانية .
فإن لهم عليهم السلام بحسب الأولى : علما بالفعل بكل شيء .
وبحسب الثانية : فهم عليهم السلام إذا شاؤوا علموا بالاتصال بمقام النورانية بإذن الله ، وإذا لم يشاؤوا لم يعلموا ، واختاره جماعة .
منهم : العلامة الطباطبائي رحمه الله في رسالته في علم النبي ص والإمام عليه السلام بالغيب ، حيث قال :
(... ويتحصل به أن لهم بحسب مقام نورانيتهم علما بالفعل بكل شيء ،وأما بحسب الوجود العنصري الدنيوي : فهم إذا شاؤوا علموا بالاتصال بمقام النورانية بإذن الله ، وإذا لم يشاؤوا لم يعلموا )
🔹الشاهد عليه - كما بين صاحب الميزان رحمه الله - : أنه قد ورد في آيات كثيرة أن بإمكان النبي (ص) تلقي الغيب بواسطة الفياض المطلق الله تعالى ، وأيضا قد تكاثرت الأخبار (عن النبي (ص) وأئمة أهل البيت (ع) أن نور النبي (ص) أول ما خلقه الله ، وأن نورهم ونور النبي (ص) واحد ، وأن الله أتاه علم ما كان وما يكون ، وما هو كائن ، وحيا ، وأنهم (ع) أخذوه عنه (ص) بالوراثة ، وقد ورد في بعضها - وسياقه سياق التفسير لسائرها - أنهم (ع) إذا شاؤوا علموا ، وإذا لم يشاؤوا لم يعلموا ) .
والجمع بين علمهم بكل شيء ، وبين توقف علمهم على الإشاءة ، هو وجود عالمين لهم ، واحد قابل للكل ، والثاني غير قابل ، ولكن للثاني قابلية الاتصال بالأول إذا أراد الأئمة (ع) ذلك .
وأما أن هذا يستلزم كون علمهم يجانس علم الله تعالى بالإحاطة بالأشياء فسيوافيك حله وبيانه ، فترقب ..
📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص271 إلى 276
🙏🏻 نسألكم الدعاء
الحلقة الخامسة - بيان وجه الاختلاف الذي يرتفع به المحذور
بتاريخ : 29-11-2015 الساعة : 11:53 PM
🔷الأقوال في كيفية علم المعصوم (ع) بالغيب 🔷
🔰الحلقة الخامسة🔰
🔹بيان اختلاف علمهم بكل شيء أخرجه الله تعالى من عنده ، عن علم الله تعالى بكل شي .
بيان ذلك :
🔺مميزات علم الله تعالى
إن علم الله عزوجل : قديم أزلي سرمدي ، وهو ذاته عزوجل ، متحد معها لا زائدا عليها ، ولا مغايرا لها ، وحكمه حكم الذات ، سابق على المعلومات ، وعلة لها .
وقد تقرر أن الممكن - وهو ما سوى الله تعالى - : ما لا تقتضي ذاته للوجود ، ولا للعدم - فنسبة كل منهما إليه متساوية - ، بل يحتاج في كل منهما إلى غيره .
ومن هذا ينقدح : أن الله المختار عالم بالأشياء الممكنة وإن لم تقع في الخارج ...
ثم إنه لا سبيل للزمان والمكان في العروض على ساحة الله تعالى إطلاقا ، والوجود الإلهي المقدس محيط بجميع الأزمنة والأمكنة ، فالماضي والحاضر والمستقبل ، والقريب والمتوسط والبعيد ، بالنسية إليه سواء .
🔺مميزات علم المعصومين (ع)
هو علم حادث فقير إلى الله تعالى ، متصف بجميع لوازم الإمكان ، محتاج في وجود وبقائه إلى الواجب ، فالنسبة بين الواجب والممكن هي التباين .
وأيضا علمهم (ع) مسبوق بالمعلومات ، وهذا العلم يغاير ذاتهم (ع) ، إذ إنهم لم يوجدوا هذا المعلومات من عند ذاتهم (ع) ، بل هي موهوبة وممنوحة من الله تعالى .
🔹خاتمة المطاف :
إن علمهم لما كان متصلا بعلم الله تعالى دائماً - لكونهم (ع) في محل قربه دائما-وكان علم الله تعالى غير متناه ، فالنتيجة أن علمهم (ع) من هذه الجهة غير متناه .
مثاله : ساقية النهر التي تكون على أطرافه ، فإن بقاءها من بقاء النهر ، فطالما أنها متصلة بالأصل - النهر - فهي محافظة على وجود الماء فيها ، فتأمل يرحمك الله .
♻ الخلاصة : إن علم الأئمة بفيض من الله تعالى ، بينما علم الله ذاتي غير محتاج فيه إلى غيره ، فهو الفياض المطلق .
وأما القول الثالث فسيوافيك بيانه - إن شاء الله تعالى - في الحلقة السادسة ، فترقب ..
📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص275 إلى 277
نسألكم الدعاء