لا يقوم شيء مقام البهجة المعنوية. لا تصل لذة الابتهاج المادي والعاطفي الحاصل من لعب الرياضة أو النجاح في العلاقات الإنسانية إلى لذة البهجة المعنوية. كيف تحصل البهجة المعنوية؟ تحصل هذه البهجة عندما تناجي ربك، وحينما ترضيه بالطاعة والتضحية وجهاد النفس.
عندما لا تجاهد أهواءك التافهة، ولا تعزم على مخالفة هواك، تحصل لك عوارض وتداعيات سلبية، أحدها الغضب. طبعا ليست هذه علة الغضب دائما، ولكن الإنسان الذي لم يكن أهل مخالفة الهوى، سرعان ما يغضب إن لم تمش الحياة على أساس هواه، فتجده يتحجج وينتقد مثل المدلّلين من الأطفال.
الحسرة في الدنيا ليست حسرة دائمة، بل هي حسرة مؤقتة، مشوبة بالأمل، مشوبة ببارقة التغير، ببارقة الانفراج،
لكن الحسرة في الآخرة حسرة مؤلمة، حسرة دائمة، حسرة متجددة،
يوم تعرض عليك صلاتك في الآخرة ويقال ”كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً“ هذه صلاتك، أنت اقرأها بنفسك،
الأعمال تتجسم يوم القيامة، صلاتك ستتجسم أمامك يوم القيامة، إما أن تتجسم قصرا ونهرا وشجرا، وإما أن تتجسم ثوبا ممزقا مخرما وسخا قذرا ويقال لك ,,,هذه صلاتك
إن أسلوب حياتنا أي عاداتنا وطريقة سلوكنا وكلامنا غالبا ما يؤثر على روحياتنا أكثر من أفكارنا. قل لي كيف تعيش وأيّ زيّ تلبس وما هي الأعراف التي تراعيها، لأخبرك عن مشاعرك ورغباتك وحتى عن مستوى أفكارك. لهذا السبب ترى الدين يؤكد على تنظيم سلوك الإنسان وأسلوب حياته.
أكثر الناس يحظون بمواهب جيّدة، ولكنهم يفقدون قابليتهم للدراسة والنشاط العلمي بسبب نفاد صبرهم وعدم تركيزهم. وغالبا ما ينشأ نفاد الصبر وعدم التركيز من عدم قدرة الناس على مخالفة هوى النفس. عندما لا يخالف الإنسان هواه يصاب بالضعف وتشتّت البال.
بالإضافة إلى عناء الدراسة والتعلّم الذي يهذب الإنسان، مضمون العلوم تنمّي الإنسان أيضا. فعلى سبيل المثال أول ما تعطيه بعض العلوم من قبيل الرياضيات والفيزياء الطب للإنسان هي أن تدلّه على النظم العظيم في العالم. فمن يقف على هذا النظم والتعقيد يزداد قابليّة لقبول الدين. طبعا يستطيع الإنسان أن لا يتأثر بعظمة العالم.