المنابر الحسينية تفضح الطائفيين و الإرهابيين و ذوي الفكر الضال
بتاريخ : 20-11-2014 الساعة : 11:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
المنابر الحسينية دورها فعال في تنشئة جيل إسلامي واعٍ ، و المنبر الحسيني الوجه المشرق المستنسخ للمنبر النبوي الناصع أوليس نبينا محمد ﷺ يؤكد : ( حسين مني و أنا من حسين ) فبالحسين عليه السلام انبثق فجر جديد للإسلام . و كُتِب تاريخ تليد بدم الشهادة بملحمة كربلاء العظيمة . بعدما خبت و وهن المسلمون جراء الحكم العضود . من هنا يكون مصداق الحديث ( و أنا من حسين ) فبالحسين عليه السلام تنبعث الكرامة و الإصلاح و الفكرالاسلامي الإنساني ، و ينفضح بنو أمية بقتلهم الحسين و من آزرهم و شايعهم و رضي بعملهم ، و السؤال الذي يطرح نفسه ماهي الآلية التي عنها إنكشف الأمويون ، باختصار المنابر الحسينية هي الآلية التي فضحت الأمويين و أعوانهم و ما زالت المنابر الحسينية تؤدي دورها في استكشاف من على شاكلتهم كالطائفيين و الإرهابين و ذوي الفكر الضال و المتملقين المقتاتيين بعداء أهل البيت - عليهم السلام - و للتوضيح نورد المحاور التالية :
1- حسين مني و أنا من حسين قال تعالى : { وجعلوا له من عباده جزءاً إن الإنسان لكفور مبين . . أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين } بالآية الشريفة تبين وصف الأبناء بأنهم أجزاء من آبائهم { وجعلوا له من عباده جزءاً } فالأبناء و إن علوا أجزاء من آبائهم . من هنا الحديث المتواتر : ( فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي مَنْ آْذاهَا فَقَدْ آذانِي ) فالبضع ( الجزء ) .من خلال الآية الشريفة و الحديث النبوي يتضح أن الإمام الحسين - عليه السلام - { جزءاً } و هذا أمر مفروغ منه . يبقى الشطر الثاني من الحديث ( و أنا من حسين ) و مفاده أن نبينا ﷺ كما هو معلوم أنبعث أسمه و تجلى الاسلام باستشهاد الحسين : ( إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ) . و الخلاصة أن قاتل الإمام الحسين و أهل بيته - عليهم السلام - قاتل لجده ﷺ
.2- الإمام زين العابدين و المنبر الحسيني لولا الجانب الإعلامي لما بقي توهج كربلاء فكيننونة كربلاء تكونت بالحسين و أهل بيت النبوة و أصحابه - عليهم السلام - و بفضل بطلة كربلاء زينب و الامام زين العابدين الذي وضع مباشرة دستوراً يسير عليه الخطباء الحسينيون حتى عصرنا الحالي ففي مجلس يزيد بن معاوية بدمشق بدأت المرحلة الثانية : ( أتأذن لي حتى أصعد هذه الأعواد وأتكلم في كلمات لله فيهنّ رضاً ولهؤلاء الجلساء فيهنّ أجر وثواب )
.فالإمام زين العابدين - عليه السلام - وضع دستوراً و قاعدةً للمنابر تتقوم على ركيزتين :الأولى فيما يختص بالله تعالى : ( كلمات لله فيهنّ رضاً ) .الثانية ما تقدمه للجلساء: ( أجر وثواب ) . و عليه سار الخطباء الحسينيون و لا زالوا على ما رسمه الامام زين العابدين بتقديم المادة العلمية التي ترضي الله تعالى . و يستفيد ( الأجر و الثواب ) ممن يحضر المجالس الحسينية من المؤمنين الأخيار .
3- المنابر الحسينية تتصدى الإرهاب و ذوي الفكر الضالالهدف الأساس الذي قام من أجله الإمام الحسين بن علي - عليهما السلام - ( الإصلاح ) : ( إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ) بالإصلاح ينكشف المفسدين في الأرض و بالتالي التصدي لهم محاربتهم في كل عصر و زمان . و في وقتنا الحالي الطائفيين و الإرهابيين و ذوي الفكر الضال و المتملقين المنافقين ينكشفون و يتعرون بالموجات الصوتية المنبثقة من المنابر الحسينية .لهذا لا غرابة أن نرَّ المنابر الحسينية أول من كشف إرهاب ( الدواعش ) و التحذير منهم و نعتهم بالمجرمين لأن المقياس الحقيقي هو أهل البيت - عليهم السلام - فكون ( الدواعش ) أعداء أهل البيت إذن النتيجة تكون أعداء الإنسانية و لا نحتاج أربع سنوات لنعرف ( الدواعش ) على حقيقتهم و تقرر أمريكا أن الدواعش من ذوي الفكر الضال . و في هذ يقول ابن حجر(ص178) : أخرَجَ الدارقطني عن ابن المسيب قال : قال عمر :تَحبَّبوُا الى الأشراف وتوَدَّدوُا واتقوُا على أعراضكم من السَفَلَة وأعلمُوا انه لا يَتُّم شَرفٌ اِلا بولاية علي رضي الله تعالى عنه .(9) وقال ابن حجر ايضاً في (ص181) : قال (صلى الله عليه وآله) : اِنَّ أهل بيتي سيَلقَون بعَدي من أمتي قَتلا وتشريداً ، وان أشدّ قومنا لنا بُغضاً بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم صَحّحه الحاكم
.4- من المنابر الحسينية تتولد الانسانيةالمنابر الحسينية تسهم في التربية الاسلامية و تربي أجيالاً حسينيون يرفضون الظلم و الاستبداد و الكراهية . لأن ما تقدمه المنابر هو الخلق النبوي السماوي ، فتعرض سيرة نبينا ﷺ و أهل بيته الطيبين الطاهرين و الصحابة و ما فيها من عبر و عبرات أمثال أبي ذر الغفاري و آل عمار و سلمان الفارسي و بلال بن رباح و محمد بن أبي بكر الصديق و المقداد بن عمرو و الحصين بن حارث بن عبدالمطلب و الطفيل بن الحارث و مسطح بن اثاثة و جهجاه بن سعيد الغفاري و عبدالرحمن بن حنبل الجمحي . فالمنابر الحسينية تغذي العقول بالمعرفة و الحكمة و الأرواح بالسمو و الأنفة ، لهذا نرى يوم عاشوراء الحسينيات تغص بالآلاف من المؤمنين في يوم واحد و كلهم يتقدون حرارةً و عاطفةً لدرجة التطبير ( بغمض النظر كونك مع أو ضد ) و كل مؤمن ممسكاً بسيفه يهوي به على جبينه بقوة دون هوادة ، و فريق آخر يضرب ظهره بالسلاسل المسننة و الدماء تنبجس لتكتب للتاريخ و لأصحاب الفكر و العقلاء أننا نستطيع أن نمسك السيف ، و لا نخاف الدماء المنهمرة و لدينا الجسارة و الشجاعة و من يضرب جبينه بالسيف ، هين عليه ضرب و إصابة من يختلف معهم كما يفعله الدواعش و أعداء أهل البيت - عليهم السلام - . و يكمل السر في عدم الإيذاء و الإقتصاص من الغير ببركات و توجيهات المنابر الحسينية التي تجذر التسامح و السلم و العفو عند المقدرة : ( لَئِنْ بَسَطْت إِلَيَّ يَدك لِتَقْتُلنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْك لِأَقْتُلك إِنِّي أَخَاف اللَّه رَبّ الْعَالَمِينَ } .