كانت حزينه على إبنها الذي رحل ولم يكمل السنه ، قالت لي : بحزن عميق فقدته وياليتني مت قبل هذا وكنت نسيآ منسيا
كلما أتذكر ذلك اليوم الأسود الذي مر علي أختنق بعبرتي كنت أنظر اليه وهو على يدي خاله ينظر الي كأنه يودعني
وخاله يقول لي :سأصطحب معي عبد الفتاح في سيارتي ياأختي لنأخذ جوله فيها معآ ، قلت له :لابأس وإنتبه له ياأخي ، قال لي : إن شاء الله لاتخافي ، تأخر أخي وشعرت بأنني مقبله على مالايطاق تحمله ، هاتفني أخي بصوت يعلوه الإرتباك وهو يقول: أختي ذهبت للبنك ولم يكن في علمي أنني سأتخر فيه بسبب الإزدحام وتركت عبد الفتاح في السياره وعدت ووجدته ... قلت له : كيف وجدته أكمل ؟ قال :البقاء لله وإنا لله وإنا اليه راجعون ، عند سماعي للخبر المفجع إنهرت طفلي فقدته
ولم أشبع منه آه آه ، قلت لها : هناك طفل رضيع للإمام الحسين عليه السلام ولد ساعة ظهر العاشر من المحرم من زوجته أمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيميّة أرملة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام إستمعي لمقتله :
ثمّ تقدّموا رجلاً رجلاً حتّى بقي وحده، ما معه أحد من أهله ولا ولده ولا أقاربه, فإنّه لواقف على فرسه إذ أُتي بمولود قد ولد له في تلك الساعة فأذّن في أذنه وجعل يحنّكه, إذ أتاه سهم فوقع في حلق الصبيّ فذبحه فنزع الحسين عليه السلام السهم من حلقه وجعل يلطّخه بدمه, ويقول: "والله لأنت أكرم على الله من الناقة، ولمحمّد أكرم على الله من صالح", ثمّ أتى فوضعه مع ولده وبني أخيه (1)
قالت لي : آه آه فعلآ لقد ولد وإنتهى من ساعته تحول من صفحة المواليد الى صفحة الوفيات آه آه جزاكِ الله كل الخير
على نقلكِ لي هذه الفاجعه التي جعلتني أتماسك وأسلم أمري الى الله فلايوم كيوم الحسين عليه السلام آه آه آه