5- موقف الجزائريين من داعش
بالنظر لمعايشتي معهم لفترة ,واختيار عينة لابأس بها اكتشفت عدة امور في داخل المجتمع الجزائري
أ-ان الجزائر تضم مجموعات متنوعة من التيارات والمذاهب
ب-اغلب الجزائريين يرقبون احداث المنطقة العربية ويتابعونها ويشخصونها
ج-توجد في الجزائر ثقافات عديدة بعضها متأثر بالثقافة الفرنسية
د-الجزائريون لايستعجلون ويحبذون النأي ببلدهم عن مجمل الاحداث التي تجري على الساحة
يتميز الجزائريون عن باقي المجتمعات العربية بأنهم يناقشون الحالات ويضعونها موضع الفحص والتدقيق,ويخافون المغامرات ,وقد استفادوا من تجربة الخليج وما رؤووه منهم من بث المؤامرات فباتت الجزائر بسبب وعي الجزائريين بعيدة عن فوضى الربيع العربي.
توجد في الجزائر قاعدة كبيرة من الاشعرية,كما توجد فيها تيارات سلفية زاد تغلغلها في الوقت الحاضر
وتوجد ايضا قواعد شيعية بدأت تنهل من منهج اهل البيت عليهم السلام لكن بخفاء ليس بعلن.
الجزائر بالفطرة بلد لايحب الطائفية ولايحب اسرائيل ويعشق فلسطين ايما عشق,الا انهم لايميزون في كثير من الاحيان بين الحاكم الكاذب وبين الحاكم الصادق,لذلك رايت قسم كبير منهم يمجد بصدام ايما تمجيد,الا ان تمجيدهم لصدام ليس بسبب عداءه لشيعة اهل البيت عليهم السلام كما نلحظه في الحاقدين من الاعراب,انما حبهم لصدام هو بسبب ضربه اسرائيل بكم صاروخ ابان حرب الخليج الاولى.
نعود للتيار السلفي..
الجزائريون اغلبهم يحتقرون التيار السلفي الوهابي ومن يؤمن به,ويواجهونهم دائما بشتى الوسائل,لانهم اكتشفوا ان هذا التيار عبارة عن فكر مصطنع يراد منه تمزيق الامة وتامين مصالح اسرائل والغرب.
الا ان تيارا اخر يتعشعش في الجزائر,الا وهو تيار الاخوان.
تيار الاخوان في الجزائر له قاعدة,وهم ايضا يؤيدون مرسي بشكل كبير وناقمون على السيسي.
الا ان تيار الاخوان في الجزائر يختلف عن تيار الاخوان في مصر,فالجزائريون مهما اتفقوا في العقيدة مع غيرهم فانهم لايحبذون الاشتراك في مغامرات خارج الوطن.
وتوجد في الجزائر شريحة كبيرة من المثقفين,هؤلاء منقسمون الى عدة اقسام
منهم من يؤيد بشدة دور ايران وسوريا وحزب الله,وهؤلاء يشخصون دول الخليج ويرونها مجموعة من العملاء.
القسم الاخر ممن يقترب كثيرا من الفكر الشيعي,حتى كدت لا اميز بينهم وبين اي شيعي,ولا اعرف هل هؤلاء شيعة لايعلنون تشيعهم ام هم مجموعة واعية تعرف وتميز وتشخص!!
قسم اخر من المثقفين معتدلين جدا ,ويمكن للمحاور ان يجد فيهم الارض الخصبة الجميلة للنقاش المثمر.
توجد شريحة اخرى لاتنتمي الى كل ماسبق,وهم مجموعة من
الملاحدة ,هم طيبون لكنهم تركوا الاسلام بسبب مايرونه من اجرام وانحراف في بعض المتأسلمين,وهؤلاء يحتقرون بشدة الوهابية والسلفية ويعتبرنها السبب في جعلهم ينفرون من الاسلام.
التيار السلفي الجزائري يعاني اليوم من مشكلة كبيرة,فهم متهمون بانهم اصحاب فكر هدام,ولذلك تجد في كثير من الجزائريين احتقارا لافكار ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.
وهنالك شبه اجماع من الجزائريين بمختلف تياراتهم عدا التيار السلفي الوهابي أن الوهابية هم صنيعة الاستعمار.
بسبب احتقار المجتمع الجزائري للتيار السلفي الوهابي ,راح هؤلاء لمحاولات النيل من الشيعة تحت ذريعة المد ىالشيعي.
واصبح الشغل الشاغل للسلفيين في الجزائر هو التحذير من المد الشيعي وتحريض الناس على محاربتهم.الا ان الجميل في المجتمع الجزائري انه ينظر الى دول الخليج بعين صغيرة وبالاخص السعودية.والسلفيين لايستطيعون النيل من السعودية لانهم يعتبرون انفسهم جزء من عقيدة مشايخها.ولذلك تجد اصواتهم التحريضية تنشط بخفاء وليس علنا.
لدي حوارات عدة معهم احاول عرضها تباعا
حوار مع اخت جزائرية
قالت بالحرف الواحد:,هذا البلد-اي العراق- الذي علمنا الحرف وعلمنا الحضارة وانا اشهد الله انني احب العراقيين بسنتهم وشيعتهم ورد عنهم كيد الكائدين.
حوار مع اخ جزائري
اهلا بك في بلدك الجزائر رغم انف الوهابيين والتكفيريين
اخت جزائرية
تحية للعراق الاشم الذي تكالب عليه اهل الشر من عملاء اسرائيل
اخ جزائري
يا اخي هؤلاء السلفية هم منبع الارهاب والتكفير,ولو استطاعوا لكفروا حتى الحجر والهواء والبهائم
اخت جزائرية
سلامي لابطال العراق الذي افضله على كل شعوب العرب
وحوارات كثيرة اخرى اشعلت صدور السلفيين الوهابين نارا وحرقة فاصبحوا لايميزون بين الربح والخسارة ,فانبرى احدهم صارخا:لماذا تركزون على داعش وتتركون خطر الشيعة!!
داعش والجزائريين
لاتوجد في الجزائر قاعدة واسعة من انصار داعش ,وحتى حادث قتل الرهينة الفرنسي لايعكس ان هناك قاعدة كبيرة تؤيدهم,بل العكس تماما توجد قاعدة مستعدة لمحاربتهم واستئصال وجودهم اينما بان,الا ان المشكلة التي تواجه الجزائريين هي الوهابية السلفية وما يمارسونه من تشويش على الناس,فالوهابية ترى في داعش انها منبثقة عنهم,وهم لايعلنون ذلك ويتبرؤون منها ظاهرا لكنهم في بواطن انفسهم مع داعش,هؤلاء يمثلون مشكلة كبيرة في المجتمع الجزائري لانهم لايملكون الا توجيه التهم للشيعة.ويحاولون تغيير وجهة الناس من التركيز على داعش الى التركيز على الشيعة.ويبدو ان هناك مجاميع ممولة تمارس هذا النهج بشكل حثيث.
اغلب الجزائريين والجزاريات يرون داعش صنيعة امريكية اسرائيلية,لذلك لا تجد فيهم من يحرض ضد الشيعة او ضد ايران او حزب الله ,التحريض فقط من التيار السلفي.
نعم توجد مجاميع هنا وهناك ممن يحمل الفكر المتطرف ويدعو لداعش ليلا نهارا لكنهم يجابهون بالرد والهجوم من قبل الناس.
حاول
فيصل القاسم وجزيرته استفزاز الجزائريين وجر الجزائر الى محرقة الربيع العربي,لكنه جوبه بالاحذية والاحجار,وقالوا له بالحرف الواحد:انتم خدعتم بالربيع العربي واصبحتم حطبا لها في سوريا فلا تقتربوا من الجزائر,ولذلك خرج الناس وصوت لرئيسهم العاجزنكالا بقطر والخليج.
اهل الجزائر يتذكرون(
العشرية السوداء) التي اشعلها اصحاب الفكر التكفيري,ولازال شبح هذه العشرية يؤرق الجزائريين,لذلك لم يتخلو عن بو تفليقة رغم كونه عاجز عن الحركة لكنه في نظرهم هو من قضى على الارهاب .
الجزائر بلد متطرف جغرافيا لكنه معتدل اجتماعيا, وتوجد شرائح كبيرة بحاجة الى فهم الدين الصحيح ,وهؤلاء لايريدون الفكر الوهابي,لذلك اناشد اخوتي ممن لهم باع في الحوارات العقائدية في هذا المنتدى وغيره,التسجيل في المواقع الجزائرية لان فيها مجموعة طيبة ممن ترغب لمعرفة الحق.
كما اناشد اخوتنا العقائديين الدخول في المواقع الجزائرية لدحض الفكر الوهابي العفن الذي يريد ان يضع له موضع قدم.
ويستمر الكلام عن الجزائر..