العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم المنتدى مخصص للقرآن الكريم وعلومه الشريفة وتفاسيره المنيرة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء
عضو برونزي
رقم العضوية : 77204
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 491
بمعدل : 0.11 يوميا

شجون الزهراء غير متصل

 عرض البوم صور شجون الزهراء

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي السعادة وخلق النزعات
قديم بتاريخ : 02-10-2014 الساعة : 04:16 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

إذا كان الله يريد للإنسان أن يعيش سعيداً فلماذا خلق فيه هاتين النزعتين, أي: نزعة الخير ونزعة الشر؟




قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}(1).


الإلهام: هو الإلقاء في الرَّوع ــ أي القلب والعقل والبال ــ فالله تبارك وتعالى عرّف الإنسان حقيقة ما يقوم به من فعل أهو فجور؟ أم تقوى؟ وميّز له ما يعد فجوراً يخالف الفطرة والشرع والعقل, وما هو تقوى ينسجم مع الفطرة والشرع والعقل, وما به كمال إنسانية الإنسان ,فالنفس مُلهَمة مميّزة بحسب فطرتها.


والزكاة في النبات أن ينمو نمواً صالحاً، وتزكية النفس إنماؤها نمواً صالحاً قال الله عز وجل في شأن مريم (ع) : {وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا}(2). أي رباها تربية حسنة بما يصلحها في جميع أحوالها(3).


والدّس: من التّدسي وهو إدخال الشيء في شيء بنوع من الإخفاء، وبمقابلة التّدسية والتزكية يُفهم أن التّدسية هي إنماء للنفس ولكن في غير ما يصلحها وعلى غير ما يتطلبها طبعها أو إدخالها في الأرض ومنعها من النمو الصالح وذلك بارتكاب ما حرّم. والتزكية والدّس يتمّان باختيار الإنسان وإرادته، وبذلك تتم الحكمة الإلهية في نظام الكون كلّه حيث نلاحظ في هذا الوجود الخير والشر والسعادة والشقاوة والمعصية والطاعة، والكمال والنقص والصحة والمرض. فطريق الكمال الإنساني يمر عبر هذه البوابة وهي وجود التضاد في ملكات النفس وصفاتها، فلو كان الإنسان كالملائكة عقلاً بلا شهوة لما كان هو النسخة الجامعة لحقائق الملك والملكوت ولما فاق أفق الملائكة، حيث لا تنازع في قواها ولا تدافع. روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) : «العقل والشهوة ضدان، ومؤيد العقل العلم، ومؤيد الشهوة الهوى، والنفس متنازعة بينهما، فأيهما قهر كانت في جانبه»(4). قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}(5) فإذا لم تكن هذه النزعات المتضادة موجودة في الإنسان ما كان يستحق كل هذا الثواب وذلك المقام الرفيع ولبطل المدح والثناء إذ لا مانع من رقيّه أو امتثاله للأوامر. جاء في الخبر عن مولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب (ع) : «النفس مجبولة على سوء الأدب، والعبدُ مأمور بملازمة حسن الأَدب، والنّفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة، والعبدُ يجهد بردّها عن سوء المطالبة، فمتى أطلق عنانها فهو شريك في فسادها، ومن أعان نفسه في هوى نفسه فقد أشرك نفسه في قتل نفسه»(6). قال المتنبي:




والظلم من شيم النفوس فإن تجد


يكن ذا عفةٍ فلعلّة لا يظلمُ




إن تلك العلة أو السبب في عدم الظلم هو العقل والإيمان فهما يمنعان الإنسان من الظلم وغيره من المعاصي. وَرد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): «إنما العقل التجنب من الإثم، والنظر في العواقب، والأخذ بالحزم»(7). وعلى هذا لا يمكن تعداد النفس ثلاث أنفس بل هي نفس واحدة، فيقال لها (النفس الأمارة بالسوء) إذا غلبت قوة الشهوة أو الغضب فيها قوة العقل فكانت الشهوة والغضب هي الآمارة الناهية وأصبحت القوة العاقلة مذعنة منقادة ضعيفة لا تستطيع ممانعة، وتسمى النفس نفساً (مطمئنة) إذا غلبت قوتها العاقلة القوى الأخرى وصارت مقهورة تحت سلطانها وانتهى الاضطراب وزال النزاع الحاصل من مدافعتها ومقارعتها لتلك القوى المضادة لها فأصبحت ساكنة مطمئنة. ومع استمرار النزاع والتدافع وغلبة قوى الشهوة أو الغضب في بعض الأحيان ولو على نحو ما يؤدي إلى التقصير في عمل الخير ويكون عندئذ اللوم والندم فتسمى (النفس اللواّمة).




-----


(1) سورة الشمس آية7-10.


(2) سورة آل عمران آية37.


(3) تفسير شبر ص45.


(4) غرر الحكم 2100.


(5) سورة العنكبوت آية69.


(6) مستدرك الوسائل ج11 ص138.


(7) غرر الحكم 3887.



المصدر: كتاب إياك نعبد وإياك نستعين، تأليف: سماحة العلامة الشيخ محمد كاظم الجشي حفظه الله


توقيع : شجون الزهراء
أحبتي الكرام ستميحكم عذرا أكتفي بهذا القدر
من نشر علوم آل محمد عليهم السلام و أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل اعمالنا واعمالكم ويجعله خالصة لوجهه الكريم استودعكم الله واسالكم براءة ذمه
من مواضيع : شجون الزهراء 0 سوء الظن.. يمحو الدين ويثير الفتن
0 سوء الظن والخروج من دائرة الايمان
0 هل الهدف لقاء الإمام المهدي (عليه السلام)؟
0 لماذا خلق الله النار؟
0 أسباب انتشار السحر
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 05:59 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية