الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء والآخر بعد فناء الاشياء الواحد الاحد والوارث للأمد ، لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان ، الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم اياته ويعلمهم الكتاب والحكمة وبلغهم ما انزل اليه من ربه بالولاية لامير المؤمنين واهل بيته الطاهرين ومن سار على هديهم من العلماء العاملين الورعين حصون الدين وحماة شريعة سيد المرسلين ، وبعد ..
لم تزل ولا تزال المرجعية الدينية العليا تنتهج سياسة الاعتدال ومنهج العدل ودور الرعاية الابوية واسلوب الوسطية والحامية للعملية السياسية من الانهيار والجامعة للطوائف والاديان والمانعة من الفتنة والانقسام والداعية الى الانسجام والوئام بين مكونات الشعب وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة العليا الوطنية على المكاسب الدنيا الحزبية الضيقة وتوجيه النصائح والارشادات والتقريع والانذارات وتنبيه الشعب الى المخاطر والتداعيات وضرورة القيام بالدور والمسؤوليات الشرعية والوطنية والاخلاقية لتحصيل التغييرات وتحقيق التطلعات والغايات .
فما ذكر من دعم المرجعية لشخص او كتلة دونه خرط القتاد وحجب الترديد وهذه امنية شائق يتمنى لن تجد لها سبيلا ولا دليلا ولا واقعا وبعيدة عن تفكير المرجعية ونظرتها الشمولية والاستراتيجية وقدحا بها وقصورا فيها .
ولو تنزلنا وفرضنا ذلك فهل تعلمون التداعيات لمثل هذا الفعل ؟
فهناك عدة تساؤلات قبل القيام بهذه الخطوة منها :
من اي القوائم والكتل ستختار المرجعية وكم عددهم ونسبتهم من العدد الكلي لاعضاء البرلمان وكم سيكون التاثير على قراره ، وما بال المرجعيات الاخرى واتباعها هل ستقدم مرشحيها ؟ وما التداعيات لتنوع التقليد والتبعية ، وما موقف الطوائف الاخرى وردود افعالها امام تدخل المرجعية ؟ وما هو الموقف الدولي والاقليمي وتاثيره على الداخل وهل سيخندق الناس تخندق طائفي اكثر ؟ وغيرها من الاسئلة التي يجب الاجابة عليها .
فتحصّل ان المرجعية لن تخطو اي خطوة غير مدروسة ومحسوبة النتائج والتداعيات .