القيادة والعقيدة في دولة الإمام المهدي عليه السلام
بتاريخ : 20-11-2013 الساعة : 11:37 PM
كثر الحديث حول دولة الإمام المهدي في كتبنا الحديثية، أو التاريخية وسياستها العامة والظواهر الاجتماعية، أو السياسية التي تسودها وطبيعة الإدارة التي تدار بها الشؤون الحياتية، ثم المناهج الإصلاحية التي يتبعها الإمام أثناء توليه القيادة في ظلها، كالبرنامج التربوي والسياسي، والعناصر التي يعتمدها، ومؤهلات طاقمه البشري، ثم قبول الأمة بأطروحته الجديدة، وما هو الدين الذي يتبناه والمذهب الذي يعتنقه بالإضافة إلى صفاته الشخصية.
كل هذه الأمور وغيرها لابد من بيانها ليتضح من خلالها شكل الدولة الإلهية المرتقبة، التي بشر بها نبي الإسلام وبشرت بها الديانات السماوية من قبل، والتي تمثل آخر الدول.
وقبل الحديث واستقصائه لتلك المفردات، لابد من البدء في ملامح شخصه الشريف، وبهذا الصدد يطالعنا جواب النبي صلى الله عليه وآله حين سئل عن المهدي: (المهدي حقّ هو؟ قال: حقّ، قال الراوي قلت: ممن هو؟ قال: من قريش قلت: من أي قريش؟، قال: من بني هاشم، قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من بني عبد المطلب، قلت: من أي عبد المطلب؟ قال: من ولد فاطمة).(2)
وفي رواية قال صلى الله عليه وآله: (المهدي حقّ وهو من ولد فاطمة).(3)
وتحدثت أخبار اُخرى عن شمائله وصفاته الجسمية منها:
(المهدي مني، أجلي الجبهة(4)، أقني الأنف(5)، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين).(6)
وتوضح روايات أخرى شمائله وصفاته بالوقت الذي تبيّن نسبه، قال صلى الله عليه وآله: (المهدي رجل من ولدي، وجهه كالقمر الدرّي، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يرضي بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الهواء، يملك عشرين سنة).(7)
ومن الأخبار التي أشارت إلى شمائله من كون لونه لون النبي أبيض مشرب بحمرة وكذا قوله: (المهدي رجل أزج أبلج أعين).(8)
وبهذا القدر نكتفي إذا سلمنا بأن الجهد النبوي بتركيزه علي الشمائل كان مبتغاه في ا غلب الظن ليكون دالة لطرد أدعياء المهدوية، ومدعاة للارتباط بالإمام والاشعار بكونه امتداداً للنبوة ولا يمثل حالة طارئة، لأن وراثته لا تتم علي أساس معنوي فقط، وإنّما وراثته تكوينية أيضاً، أي من نسل النبي وذريّته.
اسم الامام المهدي عليه السلام
الأخبار التي أشارت إلى اسم المهدي عليه السلام كثيرة نقتطف منها ما يلي:
1 - قوله صلى الله عليه وآله: (يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً).(9)
وقال صلى الله عليه وآله مخاطباً ابنته فاطمة عليها السلام:
(نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوك، وشهيدنا خَير الشهداء وهو عم أبيك حمزة، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابنك، ومنّا المهدي).(10)
وقال صلى الله عليه وآله: (إذا توالت أربعة أسماء من الأئمة من ولدي، محمد وعليّ والحسن رابعها هو القائم المأمول المنتظر).(11)
وقال أيضاً: (لو لم يبق من الدنيا إلّا ليلة - أو قال يوم - يخرج المهدي).(12)
دين الإمام المهدي عليه السلام
والدين الذي عليه الإمام المهدي كما هو الثابت من الأخبار هو الإسلام لا غير ويمكن إثبات ذلك بما يلي:
ألف: هو علي دين الإسلام كما في الروايات المروية عن النبي صلى الله عليه وآله.
1 - عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (يكون في أمتي المهدي فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط).(13)
2 - قوله صلى الله عليه وآله: (المهدي مني).(14)
3 - قوله صلى الله عليه وآله: (أبشركم بالمهدي رجل من قريش من عترتي).(15)
4 - عن اُم سلمة: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).(16)
5 -(المهدي منا أهل البيت عليهم السلام رجل من اُمتي).(17)
6 - وعن عليّ عليه السلام قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: (المهدي منّا أهل البيت عليهم السلام).(18)
ب: ويضيف صلى الله عليه وآله أن المهدي من الحتميات، أي من الأحداث التي لابد من تحققها في التاريخ، ومبيّناً من أنه من أهل بيته، وهذا يعني أن المهدي علي دين النبي الذي هو الإسلام لا غير.
1 - قال صلى الله عليه وآله: (لا تذهب الدنيا حتّى يبعث اللَّه تعالى رجلاً من أهل بيتي).(19)
2 - وقوله صلى الله عليه وآله عن ابن مسعود: (لو لم يبق من الدنيا إلّا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي).(20)
3 - وقوله صلى الله عليه وآله: - الذي يبيّن من كونه من اُمة الإسلام بالإضافة إلى كونه خليفة له -: (يكون في آخر اُمتي خليفة).(21)
ج - أما الفقرات التالية من البحث فتركز علي كونه محيي سنّة جده رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.
1 - عن أبي سعيد الخدري: سمعت رسول اللَّه يقول: (يخرج رجل من أهل بيتي يقول بسنّتي).(22)
2 - وعن النبي صلى الله عليه وآله قال: (المهدي رجل من عترتي يقاتل علي سنّتي، كما قاتلت أنا علي الوحي).(23)
3 - وقوله: (ويعمل في الناس بسنّة نبيّهم صلى الله عليه وآله، ويلقي الإسلام بجرانه علي الأرض).(24)
4 - وعن المفضل بن عمر الجعفي قال سمعت أبا عبد اللَّه جعفر بن محمد عليه السلام يقول: (إذا أذن اللَّه تعالى للقائم في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه وناشدهم باللَّه ودعاهم إلى حقّه، وأن يسير فيهم بسنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ويعمل فيهم بعمله).(25)
إذاً فنهاية الأمر أن المهدي الذي تتكلم عنه الديانات السماوية ثم الروايات السنّية وكذلك الشيعية هو علي دين الإسلام.
عقيدة المهدي عليه السلام ومذهبه
ولإثبات هذه الحقيقة فإنّ أمامنا ثلاث طرق:
الطريق الأوّل: يوجد عدد من الشهادات لأبناء العامة تصرح بأن الإمام المهدي لم يتبن مذهباً من المذاهب الأربعة المعمول فيها عند أبناء العامة.
قال ابن عربي؛ وهو يتحدث عن المهدي وعن إجراءاته: به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقي إلّا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم.(26)
وبهذا لا يمكن القول بأن المهدي يعتقد بالحنفية أو المالكية، أو الحنبلية مثلاً.
وقال السيوطي، عن الحكم الذي يمارسه عيسي بن مريم عليه السلام وهو العضد الأيمن للمهدي في دولته: وإذا قلتم أنه يحكم بشرع نبينا، فكيف طريق حكمه به، بمذهب من المذاهب الأربعة المقررة أو باجتهاد منه؟!
هذا السؤال أعجب من سائله!! وأشد عجباً من قوله فيه بمذهب من المذاهب الأربعة!! فهل خطر ببال السائل أنّ المذاهب في الملة الشريفة منحصرة في أربعة.
والمجتهدون من الأمة لا يحصون كثرة... فلأي شي خصص السائل المذاهب الأربعة.
ثم كيف يظن بإمام بهذه المرتبة أنه يقلد مذهباً من المذاهب، والعلماء يقولون: إنّ المجتهد لا يقلد مجتهداً، فإذا كان المجتهد من آحاد الاُمة لا يقلد، فكيف الظن بالمهديّ أنه يقلد.
الطريق الثاني: ولا يمكن القول بأنّ الإمام يقلد مالكاً إمام المذهب المالكي المعروف مثلاً أو غيره، وذلك لأن مالكاً إما أن يكون مجتهداً أو يكون محدثاً، فإذا كان مجتهداً وينبغي للمهدي أن يقلده في اجتهاده، فالإمام حسب الفرضية والروايات المنقولة عن كتب العامة يأتي كمحيٍ للشريعة ولسنة رسول اللَّه، لا محيياً للاجتهاد الذي اجتهده هذا المجتهد أو ذك، ومالك من جهة وحسب المدعي أنّه أيضاً محيٍ لشريعة النبي صلى الله عليه وآله، إلّا أنه لم يرد فيه نصّ من هذا القبيل فيكون إحياء المهدي لا كإحياء مالك للشريعة، وبه يتعين أن يكون المهدي محيياً لما فات مالك من سنن، وهذا لا يصدق في أن يكون المهدي الذي يظهر آخر الزمان محيياً لاجتهاد مالك.
وإذا افترضنا أن مالكاً محدث ليس إلّا فهنا المحدث لا يصدق بحقّه كونه قد نقل كل ما في الواقع وكل ما جاءت به السنة النبوية، لورود الخطأ واحتماله في نقل مالك، أو ممن نقل عنهم مالك، وبسبب الفترة الواقعة بين تدوين الحديث وفترة منعه وما فيها من ملابسات، قال مالك: إنّ هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، لقد أدركت سبعين ممن يقولون: قال رسول اللَّه عند هذه الأساطين، فما أخذت عنهم شيئاً، وأنّ أحدهم لو اُؤتمن علي بيت مال لكان أمينا (27) - وكان يتكلم برأيه علي الاجتهاد وعلي ما أدرك عليه أهل العلم ببلده - إذاً فلا يصدق أن يكون الإمام المهدي محيياً للحديث الذي ينقله مالك وهذا الادعاء لم يرد فيه نصّ من هذا القبيل، ولشهادته أنّه قد ترك من السنّة النبوية أشياء مع كون الحاملين لها ممّن هم موضع الثقة عند مالك نفسه.
وبالنتيجة فإنه لا يمكن القول بأنّ الإمام المهدي الموعود يأتي وهو علي مذهب من المذاهب الأربعة المعروفة، لإنطباق تلك الاحتمالات علي باقي المذاهب.
الطريق الثالث: المهدي يعتقد بمذهب أهل البيت عليهم السلام.
ويمكن إثبات ذلك باعتبار الروايات التالية بعد أن ثبت في محله كون أهل البيت والعترة هم الأئمة عليهم السلام:
1 - عن اُم سلمة. قالت: سمعت رسول اللَّه يقول: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).
2 - وقوله صلى الله عليه وآله: (لو لم يبق من الدهر إلّا يوم لبعث اللَّه رجلاً من أهل بيتي).(28)
3 - وقوله صلى الله عليه وآله: (المهدي منّا أهل البيت).(29)
4 - وقوله: (لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي).(30)
5 - عن جابر بن سمرة، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: (يكون اثنا عشر أميراً. فقال كلمة لم أسمعها. فقال أبي: إنّه قال: كلهّم من قريش).(31)
6 - عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: (يكون من بعدي اثنا عشر أميراً). قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه. فسألت الذي يليني، فقال: قال: كلّهم من قريش).(32) ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن جابر بن سمرة.
7 - عن ابن عباس، قال: قدم يهودي يقال له: نعثل فقال: يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين... إلى أن يقول: فما من نبي إلّا وله وصي، وإنّ نبينا موسي بن عمران أوصي يوشع بن نون، فقال صلى الله عليه وآله: (إن وصيي عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين. قال: يا محمد فسمهم لي: قال: إذا مضي الحسين فابنه عليّ، فإذا مضي عليّ فابنه محمد، فإذا مضي محمد فابنه جعفر، فإذا مضي جعفر فابنه موسي، فإذا مضي موسي فابنه عليّ، فإذا مضي عليّ فابنه محمد، فإذا مضي محمد فابنه عليّ، فإذا مضي علي فابنه الحسن، فإذا مضي الحسن فابنه الحجة محمد المهدي فهؤلاء اثنا عشر).(33)
8 -... وهو من عترة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ومن ولد فاطمة رضي اللَّه تعالى عنها. جده الحسين بن عليّ بن أبي طالب. ووالده الإمام الحسن العسكري بن الإمام عليّ النقي - بالنون - ابن الإمام محمد التقي - بالتاء - ابن الإمام عليّ الرضا ابن الإمام موسي الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر عليه السلام بن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام بن الإمام عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنهم. يواطئ اسمه اسم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.(34)
9 - ما نقله الفقيه ابن طلحة الشامي الشافي حيث قال في الباب الثاني عشر من كتابه، في أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن عليّ المتوكل ابن القانع بن عليّ الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن عليّ زين العابدين ابن الحسين الزكي ابن عليّ المرتضي أمير المؤمنين ابن أبي طالب. المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر عليهم السلام ورحمة اللَّه وبركاته.(35)
10 - قال الكنجي الشافعي: (وأما بقاء المهدي عليه السلام: (فقد جاء في الكتاب والسنة... ثم شرح ذلك، إلى أن قال: وأما الإمام المهدي عليه السلام: مذ غيبته عن الأبصار إلى يومنا هذا لم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما تقدمت الأخبار في ذلك، فلابد أن يكون ذلك مشروطاً بآخر الزمان. فقد صارت هذه الأسباب لاستيفاء الأجل المعلوم).(36) وهذا الكلام منه واضح في اختيار الإتجاه الإمامي في فهم المهدي.
11 - ابن الصباغ: وأما نسبه أباً واُمّاً، فهو أبو القاسم محمد الحجة ابن الحسن الخالص ابن عليّ الهادي ابن محمد الجواد ابن عليّ الرضا ابن موسي الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليهم أجمعين... وأما لقبه: فالحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان... الخ.(37)
12 - وأخرج عنه الكنجي(38) وابن ماجة(39)، وغيرهما، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: (المهدي منّا أهل البيت يصلحه اللَّه في ليلة).
13 - كما أخرجه عنه الكنجي في البيان(40) وابن الصباغ في الفصول المهمة(41) وغيرها، واللفظ للكنجي: (أنا خاتم النبيين وكرم النبيين علي اللَّه وأحب المخلوقين إلى اللَّه، وأنا أبوك، ووصيي خير الأوصياء وأحبّهم إلى اللَّه وهو بعلك... ومنا سبطا هذه الاُمة وهما ابنك الحسن والحسين، وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما - والذي بعثني بالحق - خير منهما. يا فاطمة والذي بعثني بالحقّ، إنّ منهما مهدي هذه الاُمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن...)(42) الحديث.
14 - عن الحسين عليه السلام: (إن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: إبشري يا فاطمة، المهدي منك).(43)
15 - عن محمّد بن عليّ(وهو الإمام الباقر عليه السلام) قال: (إن لمهدينا آيتين لم يكونا منذ خلق اللَّه السموات والأرض: ينكسف القمر لأوّل ليلة من رمضان، وتنكسف الشمس في النصف منه... الحديث.(44)
16 - وأما الإمام أبو عبد اللَّه الصادق عليه السلام، فقد كان له في ذكر الإمام المهدي عليه السلام موقف عاطفي عظيم.. أخرج القندوزي(45)، عن المناقب، عن سدير الصيرفي، قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب علي مولانا أبي عبد اللَّه جعفر الصادق رضي الله عنه، فرأيناه جالساً علي التراب وهو يبكي بكاءاً شديداً ويقول: (سيدي غيبتك نفت رقادي وسلبت مني راحة فؤادي. قال سدير: تصدعت قلوبنا جميعاً. فقلنا لا أبكي اللَّه يا ابن خير الورى عينيك. فزفر زفرة انتفخ منها جوفه. فقال: نظرت في كتاب الجفر الجامع صبيحة هذا اليوم... وتأملت فيه مولد قائمنا المهدي وطول غيبته وطول عمره وبلوى المؤمنين في زمان غيبته...)الخ الحديث وهو مطول.
17 - الإمام الرضا عليّ بن موسي عليه السلام بشر بالمهدي عليه السلام أيضاً:
دعبل بن عليّ الخزاعي قال: أنشدت قصيدة لمولاي الإمام عليّ الرضا رضي الله عنه أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
إلي أن قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة عنده فلما انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة واقع يميز فينا كلّ حقّ وباطل
يقوم علي اسم اللَّه والبركات
ويجزي علي النعماء والنقمات
بكي الرضا بكاء شديداً. ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك. أتعرف هذا الإمام؟ قلت: لا. إلّا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً. فقال: (إنّ الإمام بعدي ابني محمد وبعد محمد ابنه عليّ وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم. وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً...)(46) الحديث
ونتيجة ذلك أن مدرسة أهل البيت تعتقد بأنّ المهدي الذي يخرج آخر الزمان هو أحد الأئمة الاثني عشر، وهو آخرهم، وله من الشروط والصفات ما ثبت لهم، كالعصمة والنصّ علي إمامته من النبي صلى الله عليه وآله، أو من الإمام الذي سبقه.
وفي عقيدتهم أنه يبلغ الأحكام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله، وأنه واجب الطاعة في ظهوره، كما كان واجب الطاعة في غيبته، وهو لا يرجع إلى غيره في معرفة الأحكام، وهو يستقل ببيانها! وبه يتقرر أنّ عقيدة الإمام المهدي هي التشيع لا غيرها.
الهوامش:
(1) النور: 55.
(2) كتاب الفتن للمروزي: 228، معجم أحاديث الإمام المهدي: 154: 1.
(3) تهذيب الكمال: 437: 9 في المتن والهامش.
(4) أجلي الجبهة: الذي انحسر الشعر عن جبهته وخف علي جانبيها.
(5) أقني الأنف: طويله مع دقة أرنبةواحد يذب في وسطه.
(6) العمدة لابن بطريق: 433، الطرائف لابن طاووس: 177.
(7) كشف الغمة للإربلي: 282: 3.
(8) كتاب الفتن للمروزي: 226.
(9) كشف الغمة للإربلي: 287: 3.
(10) الطبراني، المعجم الصغير: 37: 1، مناقب المغازي: 144: 101، وبحار الأنوار: 42 - 41 : 37، وأمالي الطوسي: 65، ومنتخب الأثر: 191.
(11) دلائل الإمامة: 236، منتخب الأثر: 242.
(12) ملاحم ابن طاووس: 317: 1، كنز الفوائد للكراجكي: 246: 1، الغيبة للشيخ الطوسي: 112.
(13) الكامل، ابن عدي: 201: 3، بتفاوت يسير.
(14) راجع تفصيله في معجم أحاديث الإمام المهدي: 519: 2.
(15) المصدر السابق: 94: 1.
(16) ينابيع المودة: 103: 2 ح 284.
(17) كشف الغمة: 269: 3.
(18) كمال الدين وتمام النعمة: 152، ح 15.
(19) راجع معجم أحاديث الإمام المهدي: 168: 1، ح 96.
(20) صحيح ابن حبان: 284: 12، كشف الغمة: 273: 3.
(21) العمدة لابن بطريق: 424، ح 885 عن صحيح مسلم.
(22) المعجم الأوسط، الطبراني: 15: 2.
(23) راجع معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام: 224: 1، ح 136.
(24) شرح الأخبار، القاضي النعمان المغربي: 275، تاريخ ابن خلدون: 314: 1.
(25) الأنوار البهيّة للشيخ عباس القمي: 382، نقلاً عن الإرشاد: 383: 2 مع اختلاف.
(26) كتاب الأربعين، الشيخ الماحوزي: 330.
(27) الموطأ: 26: 1.
(28) كشف الغمة: 224: 3.
(29) المصنف لابن أبي شيبة: 678: 8 ح190، وللتفصيل راجع معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام: 461 - 126 : 1.
(30) مسند أحمد بن حنبل: 276: 1 و448،430،277، سنن أبي داود: 310: 2، ح 4282.
(31) مسند أحمد: 93،90 : 5 وقد جاء بنصوص كثيرة مختلفة.
(32) سنن الترمذي: 340: 3، ح 2324.
(33) أوائل المقالات للشيخ المفيد: 284، ينابيع المودة للقندوزي: 282 - 281 : 3.
(34) الهداية للشيخ الصدوق: 40.
(35) مطالب السؤول: 152: 2.
(36) كفاية الطالب: 529 - 528، ونقله عنه في البحار: 100 - 98: 51.
(37) الفصول المهمة: 283 - 282.
(38) اُنظر البيان في أحاديث صاحب الزمان: 65.
(39) اُنظر السنن، ابن ماجة: 1367: 2.
(40) اُنظر البيان في أحاديث صاحب الزمان: 56.
(41) اُنظر الفصول المهمة: 314 وما بعدها.
(42) للتفصيل راجع معجم أحاديث الإمام المهدي: 150: 1.
(43) سبل الهدي والرشاد للصالحي الشامي: 173: 10.
(44) سنن الدار قطني: 51: 2.
(45) اُنظر ينابيع المودة: 545 ط النجف و: 379 ط الهند.
(46) ينابيع المودة للقندوزي: 310: 3، ط اُسوة ايران.
.................................................. .................................
1/5/131120/ تحرير علي عبد سلمان
اما تساءل السيوطي والذي يلويه بطريقة مفضوحة ليظهره على انه يتساءل عن المذهب الذي سيحكم به عيسى بن مريم (ع) وهو العضد الايمن لدولة الامام ولا يوجه استشكاله مباشرة الى حكم الامام عج وطبعا الامر واضح تماما !!
ان السيوطي يعرف تمام المعرفة ان الامام المهدي عج سيقوم ويحكم بالحق على مذهب الاثني عشر اي مذهب شيعة اهل البيت صلوات الله عليهم ..
لقول النبي الاعظم صلوات الله عليه واله " (المهدي حقّ وهو من ولد فاطمة) ..
ولأن الحق مؤلم للسيوطي وامثاله فلا نستغرب منهم هذا أي (يعملون فيها اذكياء) ليفضحون انفسهم اكثر . .