بسم الله الرحمن الرحيم
أبو طالب حامي الرسول صلى الله عليه وآله وناصره
.. رمز لعجز قبائل قريش من الانتقام من بني هاشم في حياة النبي !!
ورمز لانتقامها منهم بعد النبي صلى الله عليه وآله !!
فقد اتخد تحالف قبائل قريش قرارا بأن أبا طالب مات مشركا ، فلا يحق لذريته أن يرثوا سلطان محمد !! بل ترثه كل قبائل قريش !!
وابتكر الرواة (الاحاديث ) التي تؤيد رأي القبائل ، وترد رأي بني هاشم !!
وأصدرت حكومات القبائل أو الخلافة القرشية حكمها بكفر أبي طالب ، وأنه في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه !!
أهم الادلة على إيمان أبي طالب رضي الله عنه :
تكفلت كتب مستقلة بإثبات إيمان أبي طالب رضوان الله عليه.. ومن أشهرها كتاب ( أبو طالب مؤمن قريش ) لمؤلفه الشيخ عبد الله الخنيزي الذي حبسه الوهابيون بسببه وحكموا عليه بالاعدام !
ولكن الدولة السعودية أقنعت مفتيهم بتخفيف الحكم ، فخففه الى الحبس ثم عفوا عنه !!
كما كتب العلماء عن إيمان أبي طالب بحوثا مستفيضة في مصادر السيرة والعقائد ، من أهمها ما كتبه المجلسي في البحار ج 35 ، والاميني في الغدير ج 7 و 8 ، ونجم الدين العسكري في مقام الامام علي عليه السلام ، والسيد جعفر مرتضى في الصحيح من السيرة ج 3 ص 227 .
ونورد فيما يلي خمسة أدلة على إيمانه مستفادة من المصادر المذكورة وغيرها :
الدليل الاول : النصوص الصريحة الثابتة عندنا عن النبي والائمة من آله صلى الله عليه وآله ، وهم الطاهرون المطهرون الصادقون المصدقون ، غير المتهمين في شهادتهم لآبائهم وأقربائهم وأنفسهم .
منها: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : والله ما عبد أبي ولا جدي عبدالمطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنما قط . قيل له فما كانوا يعبدون ؟ قال : كانوايصلون إلالبيت على دين ابراهيم متمسكين به . انتهى . وقال عنه في الغدير ج 7 ص 384 : رواه شيخنا الصدوق بإسناده في كمال الدين ص 104 ، والشيخ أبوالفتوح في تفسيره 4 : 210 ، والسيد في البرهان 3 : 795 .
ومنها: عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام على النبيصلى الله عليه وآله فقال : يامحمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول : إني قد حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك . فالصلب صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب ، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب ، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب . وزاد في رواية وفاطمة بنت أسد .انتهى .
وقال عنه في الغدير : روضة الواعظين ص 121 . راجع الكافي لثقة الاسلام الكليني ص 242 ، معاني الاخبار للصدوق ، كتاب الحجة السيد فخار بن معد ص 8 ، ورواه شيخنا للمفسر الكبير أبوالفتوح الرازي في تفسيره 4 - 210 ولفظه : إن الله عز وجل حرم على النار صلبا حملك وبطنا حملك وثديا أرضعك وحجرا كفلك ..الخ.
ومنها: مارواه في مقام الامام علي ج 3 ص 140 : قال السيد الحجة فخار بن معد في كتابه ( الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ) ص 16 بالاسناد إلى الكراجكي عن رجاله عن أبان عن محمد بن يونس عن أبيه عن أبي عبدالله أنه قال : يايونس ما تقول الناس في أبي طالب ؟ قلت جعلت فداك يقولون : هو في ضحضاح من نار وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أم رأسه فقال : كذب أعداء الله ، إن أبا طالب من رفقاء النببين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
ومنها : في المصدر المذكور أيضا عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : إن الناس يزعمون أن أبا طالب في ضحضاح من نار فقال : كذبوا ما بهذا نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله ! قلت وبما نزل ؟ قال : أتى جبرئيل في بعض ماكان عليه فقال : يامحمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : إن أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وإن أبا طالب أسر الايمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين ، وماخرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة . ثم قال عليه السلام : كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال : يامحمد أخرج من مكة فما لك بها ناصر بعد أبي طالب !
ومنها : في المصدر المذكور أيضا عن أبي بصير ليث المرادي قال : قلت لابي جعفر : سيدي إن الناس يقولون : إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه ، فقال عليه السلام : كذبوا والله ، إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفة لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم ، ثم قال: كان والله أميرالمؤمنين يأمر أن يحج عن أب النبي وأمه وعن أبي طالب في حياته ولقد أوصى في وصيته بالحج عنهم بعد مماته . انتهى .
الدليل الثاني : تصريحات أبي طالب بصدق النبي صلى الله عليه وآله وأنه رسول رب العالمين الذي نصت عليه أشعاره وسيرته .
قال السيد جعفر مرتضى في الصحيح من السيرة ج 3 ص 230 :
ويكفي أن نذكر نموذجا من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله :إن كل هذه الاشعار قد جاءت مجئ التواتر من حيث مجموعها ( شرح النهج ج 14 ص 78 ونحن نذكر هنا اثني غشر شاهدا من شعره على عدد الائمة المعصومين من ولده عليه وعليهم السلام تبركا وتيمنا ، والشواهد هي :
1 - ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا . نبيا كموسي خط في أول الكتب
2 - نبي أتاه الوحي من عند ربه . ومن قال لا يقرع بها سن نادم
3 - يا شاهد الوحي من عند ربه . إني على دين النبي أحمد
4 - أنت الرسول رسول الله نعلمه . عليك نزل من ذي العزة الكتب
5 - أنت النبي محمد . قرم أغر مسود
6 -أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب . على نبي كموسى أو كذي النون
7 - وظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى . وأمر أتى من عند ذي العرش قيم
8 - لقد أكرم الله النبي محمدا . فأكرم خلق الله في الناس أحمد
9 -وخير بني هاشم أحمد . رسول الاله على فترة
10 - والله لا أخذل النبي ولا . يخذله من بني ذو حسب
11 - وقال رحمه الله يخاطب ملك الحبشة ، ويدعوه الى الاسلام :
أتعلم ملك الحسن أن محمدا . نبيا كموسى والمسيح ابن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به . فكل بأمر الله يهدي ويعصم
وانكم تتلوته في كتابكم . بصدق حديث لا حديث الترجم
فلا تجعلوا لله ندا فأسلموا . فإن طريق الحق ليس بمظلم
12 - وقال مخاطبا ولده حمزة رحمه الله :
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد . وكن مظهر للدين وفقت صابرا
وحط من أتى بالحق من عند ربه . بصدق وعزم لاتكن حمز كافرا
فقد سرني أن قلت : انك مؤمن . فكن لرسول الله في الله ناصرا
وباد قريشا في الذي قد أتيته . جهارا وقل ما كان أحمد ساحرا
وأشعار أبي طالب الناطقة بإيمانه كثيرة ، وقد اقتصرنا منها على هذا القدر لنفسخ المجال لذكر لمحة عن سائر ما قيل ويقال في هذا الموضوع . انتهى .
ونضيف الى ذلك صاحب الصحيح ما قاله الطبرسي في الاحتجاج ج 1 ص 345 :
وقد اشتهر عن عبد الله المأمون أنه كان يقول : أسلم أبو طالب والله بقوله :
نصرت الرسول رسول المليك . ببيض تلالا كلمع البروق
أذب وأحمي رسول الاله . حماية حام عليه شفيق
وما إن أدب لاعدائه . دبيب البكار حذار الفنيق
ولكن أزير لهم ساميا . كما زار ليث بغيل مضيق
وما ذكره أبو الفداء في تاريخه ج 1 ص 170 قال :
ومن شعر أبي طالب مما يدل على أنه كان مصدقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :
ودعوتني وعلمت أنك صادق . ولقد صدقت وكنت ثم أمينا
الدليل الثالث : تحليل مقومات شخصية أبي طالب رضي الله عنه وعلاقته بالنبي صلىالله عليه وآله ، منذ أن أوصاه به أبوه عبد المطلب وكفله ، ثم نصرته له من أو بعثته وفي أصعب مراحلها.. الى أن توفي في السنة العاشرة من البعثة .. فإن أي باحث ينظر في ذلك يقتنع بأن نصرته وحمايته للنبي صلى الله عليه وآله لايمكن أن تصدر إلا عن مؤمن قوي الايمان .
بل لا يحتاج الامر الى دراسة مقومات شخصيته وكل حياته ، بل يكفي دراسة بعض مواقفهلاثبات ذلك .
منها : الموقف الذي رواه في الغدير ج 7 ص 388 : عن الاصبغ بن نباته قال : سمعت أمير المؤمنين عليا عليه السلام يقول : مر رسول الله صلى الله عليه وآله بنفر م قريش وقد نحروا جزورا وكانوا يسمونها الفهيرة ويذبحونها على النصب ، فلم يسلم عليهم . فلما انتهى إلى دار الندوة قالوا : يمر بنا يتيم أبي طالب فلا يسلم علينا فأيكم يأتيه فيفسد عليه مصلاه ؟ فقال عبد الله بن الزبعري السهمي : أنا أفعل فأخذ الفرث والدم فانتهى به إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو ساجد فملا به ثيابه ومظاهره فانصرف النبي صلى اللهعليه وآله وسلم حتى أتى عمه أبا طالب فقال : ياعم من أنا ؟ فقال : ولم ياابن أخي ؟ فقص عليه القصة فقال : وأين تركتهم ؟ فقال : بالابطح . فنادى في قومه : ياآل عبد المطلب ! ياآل هاشم ! ياآل عبد مناف ! فأقبلواإليه من كل مكان ملبين ، فقال : كم أنتم ؟ قالوا: نحن أربعون قال : خذوا سلاحكم ، فأخذوا سلاحهم وانطلق بهم حتى انتهى إلى أولئك النفر فلما رأوه أرادوا أن يتفرقوا فقال لهم : ورب هذه البنية لا يقومن منكم أحد إلا جللته بالسيف ! ثم أتى إلى صفاة كانت بالابطح فضربها ثلاث ضربات حتى قطعها ثلثة أفهار ثم قال : يامحمد سألتني من أنت ؟ ثم أنشأ يقول ويومي بيده إلى النبي صلى الله عليه وآله : أنت النبي محمد . قرم أعز مسود ...
ثم قال : يا محمد أيهم الفاعل بك ؟ فأشار النبي صلى الله عليه وآله إلى عبد الله بن الزبعري السهمي الشاعر ، فدعاه أبو طالب فوجأ أنفه حتى أدماها ! ثم أمر بالفرث والدم فأمر على رؤس الملأ كلهم ! ثم قال : ياابن أخ أرضيت ؟ ثم قال : سألتني من أنت ؟ أنت محمد بن عبد الله ثم نسبه إلى آدم عليه السلام ثم قال :أنت والله أشرفهم حسبا وأرفعهم منصبا ! يامعشر قريش من شاء منكم يتحرك فليفعل أنا الذي تعرفوني !
رواه السيد ابن معد في الحجة ص 106 وذكر لدة هذه القضية الصفوري في نزهة المجالس 2 : 122 وفي طبع ص 91 وابن حجة الحموي في ثمرات الاوراق بهامش المستطرف 2 : 3 نقلا عن كتاب الاعلام للقرطبي 13
ومنها : الموقف الذي رواه الطبرسي في الاحتجاج ج 1 ص 345 قال : لما رأى المشركون موقف أبي طالب من نصرة الرسول وسمعوا أقواله اجتمعوا بينهم وقالوا ننافي بني هاشم ، ونكتب صحيفة ونودعها الكعبة أن لا نبايعهم ولا نشاريهم ولا نحدثهم ولا نجتمع معهم في مجمع ، ولا نقضي لهم حاجه ، ولا نقتضيها منهم ، ولا نقتبس منهم نارا ، حتى يسلموا الينا محمدا ويخلوا بيننا وبينه ، أو ينتهي عن تسفيه آبائنا وتضليل آلهتنا . وأجمع كفار مكة على ذلك .
فلما بلغ ذلك أبا طالب قال يخبرهم باستمراره على مناصرة الرسول ومؤازرته له ، ويحذرهم الحرب وينهاهم عن متابعة السفهاء :
ألا أبلغا عني على ذات بينها. لؤيا وخصا من لؤى بني كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا . نبيا كموسى خط في أول الكتب
وأن عليه في العباد محبة . ولا حيف فيمن خصه الله بالحب
وأن الذي لفقتم في كتابكم . يكون لكم يوما كراغية السقب
أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفرالزبى . ويصبح من لم يجن ذنباكذي الذنب
ولا تتبعوا أمرالغواة وتقطعوا . أواصرنا بعد المودة والقرب
وتستجلبوا حربا عوانا وربما . أمر على من ذاقه حلب الحرب
فلسنا وبيت الله نسلم أحمدا . لعزاء من عض الزمان ولاحرب
ولما تبن منا ومنكم سوالف . وأيد أبيدت بالمهندة الشهب
بمعترك ضنك ترى كسر القنا . به نوا لضباع العرج تعكف كالسرب
كأن مجال الخيل في حجراته . وغمغمة الابطال معركة الحرب
أليس أبونا هاشم شد أزره . وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
ورواها في البحار ج 35 ص 160 وزاد فيها :
ولسنا نمل الحرب حتى تملنا . ولا نشتكي مما ينوب من النكب
ولكننا أهل الحفائظ والنهى . إذا طار أرواح الكماة من الرعب
ومنها : إيمانه بمعجزات النبي وكراماته ونظمها شعرا ، قال الطبرسي في الاحتجاج ج 1 ص 343 :
روي أن أبا جهل بن هشام جاء إلى رسول الله وهو ساجد وبيده حجر يريد أن يرميه به ، فلما رفع يده لصق الحجر بكفه فلم يستطع ما أراد ، فقال أبو طالب :
أفيقوا بني غالب وانتهوا . عن الغي من بعض ذا المنطق
وإلا فإني إذن خائف . بوائق في داركم تلتقي
تكون لغيركم عبرة . ورب المغارب والمشرق
كما نال من كان من قبلكم . ثمود وعاد وماذا بقي
غداة أتاهم بها صرصر . وناقة ذي العرش قد تستقي
فحل عليهم بها سخطة . من الله في ضربة الازرق
غداة يعض بعرقوبها . حساما من الهند ذا رونق
وأعجب من ذاك في أمركم . عجائب في الحجر الملصق
بكف الذي قام من خبثه . إلى الصابر الصادق المتقي
فأثبته الله في كفه . على رغمة الجائر الاحمق
أحيمق مخزومكم إذ غوى . لغي الغواة ولم يصدق.
الدليل الرابع : استدل به سبط ابن الجوزي على إيمان أبي طالب ومفاده : أن خصوم علي عليه السلام من الامويين والزبيريين وغيرهم كانوا حريصين على انتقاص علي بأي عيب ممكن في نفسه وأبيه وأمه وعشيرته ، وقد سجل التاريخ مراسلات علي ومعاوية ومناظرات أنصارهم ، وقد تضمنت ذم علي لهم وإزراؤه عيهم بكفر آبائهم وأمهاتهم ، بل سجل التاريخ أن عليا عليه السلام فاخر معاوية بأبي طالب فكتب له في رسالة ( ليس أمية كهاشم ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ) ومع ذلك لم يتكلم معاوية ولا غيره من أعداء علي عليه السلام في أبي طالب !!
فلو أنه كان مشركا ومات على الشرك كما يدعون ، لاغتنم أعداء علي هذه النقطة وعيروه بها وشنعوا عليه بها .
وهذا يدل على أن أحاديث شرك أبي طالب قد وضعت في عهد الامويين ، بعد شهادة علي عليه ، في حياة معاوية أو بعد وفاته !
الدليل الخامس : ترحم النبي على أبي طالب واستغفاره له وتسميته عام وفاته ووفاة خديجة ( عام الحزن ) .
- قال الاميني في الغدير ج 7 ص 372 : أخرج ابن سعد في طبقاته 1 : 105 عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال : أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت أبي طالب فبكى ثم قال : إذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه .
وفي لفظ الواقدي : فبكى بكاء شديدا ثم قال : إذهب فاغسله الخ ، وأخرجه ابن عساكر كما في أسنى المطالب ص 21 ، والبيهقي في دلائل النبوة . وذكره سبط ابن الجوزي في التذكره ص 6 ، وابن أبي الحديد في شرحه 3 - 314 ، والحلبي في السيرة 1 - 373 والسيد زيني دحلان في السيرة هامش الحلبية 1 - 90 ، والبرزنجي في نجاة أبي طالب وصححه كما في أسني المطالب ص 35 وقال : أخرجه أيضا أبوداود وابن الجاوود وابن خزيمة وقال : إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم المشي في جنازته اتقاء من شر سفهاء قريش وعدم صلاته لعدم مشروعية صلاة الجنازة يومئذ .
عن الاسلمي وغيره : توفي أبوطالب للنصف من شوال في السنة العاشرة من حين نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام فاجتمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وعلى عمه حزنا شديدا حتى سمى ذلك العام عام الحزن . انتهى .
وقد روى الخطيب البغدادي في تاريخه ج 13 ص 196 عن ابن عباس ترحم النبي صلى الله عليه وآله واستغفاره لابي طالب بعد موته ، وكذا الذهبي في تاريخ الاسلام ج 1 ص 235 ، وروت مصادرنا أحاديث كثيرة في ذلك ، كما في مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 150 عن آخرين وبحار الانوار ج 19 ص 15 وص 25 وج 22 ص 530