23
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين ع له التصرف لما في السماوات وما بينهما وما تحتها
======================================
عن عيون المعجزات على ما يظهر من بعض المواضع، عن أبي علي محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن محمد بن صدقة، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي خالد الكابلي قال: (قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليهم السلام) لما سألناه عن هذه الآية ﴿ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين﴾ قال:إن قنبرا مولى علي ع أتى منزله يسأل عنه وخرجت إليه جارية يقال لها فضة، قال قنبر: فقلت لها: أين علي بن أبي طالب؟ وكانت جاريته فقالت: في البروج، قال قنبر- وأنا لا أعرف لأمير المؤمنين ع بروجا- فقلت: وما يصنع في البروج؟ قالت: هو في البروج الأعلى يقسم الأرزاق، ويعين الآجال، ويخلق الخلق، ويميت ويحيي، ويعز ويذل، قال قنبر: فقلت: والله لأخبرن مولاي أمير المؤمنين بما سمعت من هذه الكافرة، فبينا نحن كذلك إذ طلع أمير المؤمنين ع، وأنا متعجب من مقالتها فقال لي: يا قنبر ما هذا الكلام الذي جرى بينك وبين فضة؟ فقلت: يا أمير المؤمنين إن فضة ذكرت كذا وكذا، وقد بقيت متعجبا من قولها، فقال ع: يا قنبر وأنكرت ذلك؟ قلت: يا مولاي أشد الإنكار، قال: يا قنبر ادن مني، فدنوت منه فتكلم بشيء لم أفهمه، ثم مسح يده على عيني، فإذا السماوات وما فيهن بين يدي أمير المؤمنين ع كأنها فلكة أو جوزة؛ يلعب بها كيف ما شاء وقال: والله إني قد رأيت خلقا كثيرا يقبلون ويدبرون ما علمت أن الله خلق ذلك الخلق كلهم، فقال لي: يا قنبر، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: هذه لأولنا وهو يجري لآخرنا، ونحن خلقناهم، وخلقنا ما فيهما وما بينهما وما تحتهما، ثم مسح يده العليا على عيني، فغاب عني جميع ما كنت أراه حتى لم أر منه شيئا، وعدت على ما كنت عليه من رأي البصر).
أمير المؤمنين ع أشرف الخلق بعد رسول الله ص
==========================
فضائل شاذان مرفوعا عن عمار بن ياسر رض قال: (لما سار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع إلى صفين وقف بالفرات و قال لأصحابه: أين المخاض؟ فقالوا: أنت أعلم يا أمير المؤمنين، فقال لبعض أصحابه: امض إلى هذا التل و ناد: يا جلند أين المخاض؟ قال: فصار حتى وصلت تل و نادى: يا جلند، فأجابه من تحت الأرض خلق كثير قال: فبهت ولم يعلم ما يصنع، فأتى إلى الإمام ع وقال : يا مولاي جاوبني خلق كثير، فقال ع :يا قنبر امض و قل يا جلند بن كركر أين المخاض؟ قال: فكلمه واحد، وقال: ويلكم منقد عرف اسمي واسم أبي وأنا في هذا المكان، وقد بقي من قحف رأسي عظم نخر رميم ولي ثلاث آلاف سنة ما يعلم أين المخاض هو والله أعلم [بالمخاض مني، يا ويلكم ما أعمى قلوبكم وأضعف نفوسكم، ويلكم امضوا إليه و اتبعوه فأين خاض خوضوا معه، فإنه أشرف الخلق بعد رسول الله ص
وقد نظم هذا الإعجاز ابن مكي من شعراء القدماء بقوله
رددت الكف جهرا بعد قطع
كرد العين من بعد الذهـــــاب
وجمجمة الجلندي وهي عظم
رميم جاوبتك عن الخـــطاب
أمير المؤمنين ع يطلب من الله أن يحيي أم فروة
=========================
الخرائج عن سليمان الأعمش، عن سمرة بن عطية، عن سلمان الفارسي قال: (إن امرأة من الأنصار يقال لها أم فروة تحض على نكث بيعة أبي بكر، وتحث على بيعة علي ع. فبلغ أبا بكر فأحضرها، واستتابها فأبت عليه، فقال: يا عدوة الله أ تحضين على فرقة جماعة اجتمع عليها المسلمون؟ فما قولك في إمامتي؟ قالت: ما أنت بإمام، قال: فمن أنا؟ قالت: أمير قومك، اختارك قومك وولوك، فإذا كرهوك عزلوك، فالإمام المخصوص من الله ورسوله لا يجوز عليه الجور، وعلى [الأمير والإمام المخصوص أن يعلم ما في الظاهر والباطن، وما يحدث في المشرق والمغرب من الخير والشر، وإذا قام في شمس أو قمر فلا فيء له، ولا تجوز الإمامة لعابد وثن، ولا لمن كفر ثم أسلم، فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة؟ قال: أنا من الأئمة الذين اختارهم الله لعباده، فقالت: كذبت على الله، ولو كنت ممن اختارك الله لذكرك في كتابه كما ذكر غيرك فقال عز وجل: ﴿وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون﴾ ويلك إن كنت إماما حقا فما اسم السماء الدنيا والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة؟ فبقي أبو بكر لا يحير جوابا، ثم قال: اسمها عند الله الذي خلقها، قالت: لو جاز للنساء أن يعلمن الرجال لعلمتك، فقال: يا عدوة الله لتذكرن اسم سماء سماء، وإلا قتلتك، قالت: بالقتل تهددني والله ما أبالي أن يجري قتلي على يد مثلك، ولكني أخبرك، أما السماء الأولى أيلول، والثانية ربعول، والثالثة سحقوم، والرابعة ذيلول، والخامسة ماين، والسادسة ماجير، والسابعة أيوث، فبقي أبو بكر ومن معه متحيرين، فقالوا لها: ما تقولين في علي ع؟ قالت: وما عسى أن أقول في إمام الأئمةووصي الأوصياء، من أشرق بنوره الأرض والسماء، ومن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته، ولكنك نكثت واستبدلت، وبعت دينك بدنياك، فقال أبو بكر: اقتلوها فقد ارتدت،
فقتلت
. وكان علي ع في ضيعة له بوادي القرى، فلما قدم وبلغه قتل أم فروة، خرج إلى قبرها، وإذا عند قبرها أربعة طيور بيض، مناقيرها حمر، في منقار كل واحد حبة رمان، وهي تدخل في فرجة في القبر، فلما نظر الطيور إلى علي ع رفرفن وقرقرن، فأجابهن بكلام يشبه كلامهن، وقال: أفعل إن شاء الله. ووقف على قبرها، ومد يده إلى السماء وقال: يا محيي النفوس بعد الموت، ويا منشئ العظام الدارسات، أحي لنا أم فروة، واجعلها عبرة لمن عصاك، فإذا بهاتف يقول: امض لأمرك يا أمير المؤمنين، وخرجت أم فروة متلحفة بريطة خضراء من السندس الأخضر وقالت: يا مولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفئ نورك فأبى الله لنورك إلا ضياء، وبلغ أبا بكر وعمر ذلك، فبقيا متعجبين، فقال لهما سلمان: لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيي الأولين والآخرين لأحياهم، وردها أمير المؤمنين ع إلى زوجها، وولدت غلامين له، وعاشت بعد علي ستة أشهر
أخواني الكرام
هنا نحتاج أن نقف قليلا ً قبل أن نغادر هذه الواقعة التي
تثبت باليقين والدليل القاطع أن من تسلط على رقاب المسلمين
بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم مجموعة من
القتلة المجرمين
من امثال ابو بكر وعمر
وأن مايسمونه بحروب الردة ماهي إلا خدعة كبيرة خدعوا الناس فيها وحقيقة الأمر هو نفس قصة هذه المرأة المؤمنة
أم فروة
التي أبت إلا أن تقول الحق ولو على هلاكها ورفضت الولاية الكاذبة والبيعة المزيفة المأخوذة بالغدر والقوة وخيانة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم
وما يهمنا هو أن َّ هؤلاء القوم هم الذين أسَّسوا
للأرهاب الفكري والعقائدي
وتكفير من يخالفهم
وهكذا سفكت الدماء وهتكت الأعراض وأنتهبت الأموال لا لشيء
إلا لأن اصحاب كلمة الحق أبوا إلا أن ينطقوا بالحق فذاقوا الأمرين وما أم فروة ومايسمونهم اصحاب الردة إلا انموذجا لبدء هذا الأرهاب الفكري وسياسة التقتيل والتكفير والاتهام بالأرتداد عن الاسلام وهي التهمة الرائعة الجاهزة لكل من يحاول حتى أن يفكر بينه وبين نفسه ببطلان شرعية خلافة هؤلاء القوم
وعليه فإن مانجده من نفس هذه التيارات الفكرية المنحرفةاليوم من اتباع الوهابية والسلفية ماهي إلا تبعا ً لما
سَنَه ُ هاذين الأثنين
من سياسة الأرهاب الفكري والقتل بلا حجة ولادليل شرعي
إلا لمجرد المخالفة معهم بالرأي
فبمجرد أن انكرت أم فروة رحمها الله تعالى خلافة الأول حتى سارع إلى الأمر بقتلها
بذريعة الأرتداد !!!
ولكن عندما خرجت عائشة واتباعها عشرات الآلآف عن ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام وروحي لتراب نعليه الفدى
لم تكن هذه الأفعال
((
ردة ))
ولا يحكم بقتل اصحاب الردة هؤلاء وهم الذين يعترفون رغما عن انوفهم بأن علي بن ابي طالب هو الخليفة الرابع من بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فبأي حق تقتل أم فروة لأنها أبت خلافة ابي بكر ؟؟
ولا تقتل عائشة واتباعها لأنهم ابوا خلافة علي بن ابي طالب ؟
ولماذا تقتل أم فروة ولايقتل اسامة بن زيد ولايعتبر
(( مرتد ))
لأنه أبى أن يبايع مولانا أمير المؤمنين بل راح حتى يتهمه
بأنه قاتل المسلمين حيث قال للإمام عليه السلام :
آتني بسيف يفرق بين المسلم والكافر وأنا أبايعك ؟؟
بما يعني أنك ياعلي تقتل المسلمين والكافرين على حد سواء ولاتفرق بينهم ولاحرمة للمسلم عندك !!!
هكذا
ولكن هل قتله علي بن ابي طالب ؟؟
تفضلوا علينا بالأجابة ياأولياء الشيطانين ؟؟
ولماذا تقتل أم فروة رحمها الله تعالى
ولايقتل
عبد الله ابن عمر
الذي ابى أن يبايع مولانا أمير المؤمنين عليه السلام
وراح يبايع القاتل الفاجر الفاسق
((
الحجاج بن يوسف الثقفي ))
حتى اهانه الله تعالى فجعل الأخير يمد له رجله من تحت الفراش وقال له خذ برجلي وبايع
فبايع أخزاه الله تعالى في الدنيا والآخرة
فماذا فعل أمير المؤمنين علي عليه السلام
بعبد الله بن عمر ؟؟
هل قتله وأعتبره مرتدا ً
؟؟
فتعسا ً لهؤلاء الاثنين من سُنَة ٍ قد سَنوها فأوقعوا الدماء بين
المسلمين منذالك الوقت وإلى يومنا هذا وقد صدق الله تعالى حين وصفهما في كتابه العزيز فقال عز من قال :
وليحملهن أثقالهم وأثقالا ً مع أثقالهم وليُسالن َّ
يوم القيامة عما كانوا يفترون
العنكبوت - 13
وليس هذا فحسب
بل اراد الله تعالى أن يجعل من مقتل أم فروة وأحيائها على يد مولانا المقدس أمير المؤمنين عليه السلام
حجة على الجميع
وخزي ٌ وعارٌ
على ابي بكر وعمر
حيث أحياها الله تعالى على يد مولانا أمير المؤمنين
رغم أنف ابي بكر وعمر
وجعلها خزي ٌ لهما في الدنيا
فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة
أكبر لو كانوا يعلمون
الزمر -- 26
هذا من جانب
ومن جانب آخر فإن الله تعالى تقدست أسمائه الحسنى يقول
ومن يقتل مؤمنا ً متعمدا ً فجزاؤه جهنم خالدا ً فيها
وغضب الله عليه ولعنه ً وأعد له ُ عذابا أليما ً
النساء -- 93
فهذه الواقعة الموثقة والتي شهدها الكثير من الصحابة والمؤمنين تثبت باليقين القاطع أن ابا بكر
قتل متعمدا ً
أم فروة المرأة المؤمنة
وعليه الآية الشريفة تثبت أنه في جهنم خالدا ً فيها
بل إن َّ اعدآء شيعة آل البيت يشنّعون علينا كيف نلعن
أبا بكر وعمر
وهذه الآية الشريفة تثبت باليقين
اللعن
لأبي بكر لأنه قتل أم فروة متعمدا ً بل
وأعد له ُ عذابا أليما
فمالكم ايها المفغلون كيف تحكمون
ومن جانب آخر نقول
وفق اي حكم شرعي كان ابو بكر قد حكم على أم فروة
بحكم القتل ؟؟
اين دليلكم من القرآن
فلو كان جائز القتل في مثل هذه الحالات
لكان أمير المؤمنين علي عليه السلام هو أولى بتطبيق
الأحكام الشرعية ولكان قد قتل من هم أشد فعلا من أم فروة
عندما علم منهم ذلك وكما في قصة
مصعب والزبير
عندما أستأذنا أمير المؤمنين عليه السلام بالخروج من المدينة
وقالا نريد العمرة
فقال عليه السلام
والله لاتريدان إلا الغدرة !!!!
وقد علم منهم الغدرة ولم يباشر بقتلهم
تواجد أمير المؤمنين ع في عدة أماكن وفي وقت واحد
=============================
بعض كتب المناقب وهو في نفسه من الوقائع المشهورة (أن رجلا من الأصحاب أتى أمير المؤمنين ع يوما من أيام شهر رمضان وقال: يا أمير المؤمنين أريد أن تجعل إفطارك الليلة عندي، فأجابه أمير المؤمنين ع إلى ذلك، ولما خرج الرجل دخل عليه آخر وطلب منه ذلك فأجابه، فخرج الرجل ودخل آخر وطلب منه ذلك فأجابه، وهكذا إلى أربعين رجلا كلهم يأتيه، ويطلب منه ذلك، وهو يجيبه، ولما كان وقت المغرب دخل علي ع المسجد، وصلى خلف رسول الله ص، ولما خرجا من المسجد أخذ رسول الله بيده وقال: يا علي أريد أن تفطر الليلة عندي، فقال علي ع: سمعا وطاعة، فدخل منزل رسول الله ص وأفطر عنده، ولما كان من الغد اجتمع الأصحاب عند رسول الله ص وتذاكر كل من أولئك النفر أن أمير المؤمنين ع كان عنده الليلة وأنه أفطر معه ع، فجعل كل منهم يكذب صاحبه في ذلك، ويزعم أنه ع كان في بيته حتى طال بينهم التشاجر في ذلك، فتحاكموا إلى رسول الله ص فقال رجل من الأصحاب: اسكتوا يا هؤلاء فإن أمير المؤمنين كان الليلة عند رسول الله ص، وأنا معهما أبسط لهما الخوان، فزادوا من ذلك عجبا، فجعل كل واحد منهم يحلف أنه صادق فيما يقول، فقال لهم رسول الله ص: أنكم كلكم صادقون فيما تدعون، وأنا صادق فيما أقول، إن عليا ع كان عندي البارحة وافطر معي، فبقيت الأصحاب كلهم متحيرين لما سمعوا ذلك من رسول الله ص فقال واحد منهم: يا رسول الله، كيف حضر أمير المؤمنين في تلك الأمكنة المتعددة وليس هو إلا واحد؟ فقال رسول الله ص: مه يا فلان فإن عليا مظهر العجائب، لو رأيتم منه ما هو أعجب من ذلك فصدقوه، فإن من شك فيه فهو منافق مردود، وقال: وبينما هم في ذلك إذ
نزل جبرئيل وقال: يا رسول الله الحق يقرئك السلام ويقول:
قل
لأصحابك يسكتوا عن المنازعة فإن أمير المؤمنين كان عندنا البارحة يفطر مع الحور العين، فأخبر رسول الله ص بذلك فازدادوا تحيرا وتعجبا
جمجمة من إيوان كسرى تجيب أمير المؤمنين ع
==========================
عن عيون المعجزات، عن كتاب الأنوار تأليف أبي علي الحسن بن همام حدث العباس بن الفضل قال: حدثني موسى بن عطية الانصاري قال: حدثنا حسان بن أحمد الازرق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، عن عمار الساباطي قال: قدم امير المؤمنين ع المدائن فنزل بإيوان كسرى، وكان معه ذلف بن منجم كسرى فلما ظل الزوال قال لذلف: قم معي، وكان معه جماعة من أهل ساباط فما زال يطوف في مساكن كسرى ويقول لذلف: كان لكسرى هذا المكان لكذا وكذا، فيقول ذلف: هو والله كذلك، فما زال على ذلك حتى طاف المواضع بجميع من كانوا معه، وذلف يقول: سيدي ومولاي كأنك وضعت [هذه الأشياء في هذه الأمكنة، ثم نظر ع إلى جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة، وكانت مطروحة، وجاء ع إلى الإيوان، وجلس فيه ودعا بطست، وصب فيه ماء، وقال له: دع هذه الجمجمة في الطست، ثم قال ع: أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من أنا ومن أنت؟ فنطقت الجمجمة بلسان فصيح فقالت: أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين في الظاهر والباطن وأعظم من أن توصف ، وأما أنا فعبد الله وابن أمة الله كسرى أنو شيروان، فانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهاليهم وأخبروهم بما كان وبما سمعوه من الجمجمة، فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين ع، وحضروه وقال بعضهم: قد أفسد هؤلاء قلوبنا بما أخبروه عنك، وقال بعضهم فيه ع مثل ما قال النصارى في المسيح، ومثل ما قال عبد الله بن سبأ وأصحابه، فإن تركتهم على هذا كفر الناس، فلما سمع ذلك منهم قال لهم: ما تحبون أن أصنع بهم؟ قالوا: تحرقهم بالنار كما حرقت عبدالله بن سبأ وأصحابه فأحضرهم قال: ما حملكم على ما قلتم؟ قالوا: سمعنا كلام الجمجمة النخرة، ومخاطبتها إياك، ولا يجوز ذلك إلا لله تعالى، فمن ذلك قلنا ما قلنا، فقال ع: ارجعوا عن كلامكم وتوبوا الى الله، فقالوا: ماكنا نرجع عن قولنا، فاصنع ما أنت صانع، فأمر ع أن تضرم لهم النار، فحرقهم، فلما احترقوا قال: اسحقوهم وذروهم في الريح، فسحقوهم وذروهم في الريح، فلما كان اليوم الثالث من إحراقهم دخل إليه أهل الساباط وقالوا: الله الله في دين محمد إن الذين أحرقتهم بالنار قد رجعوا إلى منازلهم بأحسن ما كانوا، فقال ع: أ ليس قد أحرقتموهم بالنار] وسحقتموهم وذريتموهم في الريح؟ قالوا: بلى، قال ع: احرقتهم والله واحييتهم، فانصرف أهل الساباط متحيرين
نسألكم الدعاء