قصة الطفلين حسن و محمد
فأما محمد فهوالآن في الثانية عشرة من عمره : عندماكان في
الثالثة من عمره كان نابغة ؛ يحفظ الأناشيد ؛ وينطق باللغة العربية
ألفاظ جميلة ؛ ويشاهد القصائد الحسينية ، ويرفض الاغاني وفي
يوم من الأيام بين الثالثة والرابعة من سني من عمره قصصت له
واقعة الطف بتفاصيلها وكيفية قتل واستشهاد الحسين وإذا به و
على صغر سنه ينتحب صارخا ً (( ليش كتلو ... ليش ...)) لأنك في
أيام العزاء ترى بعض الجالسين جالسا ً بترفع وهو يرفض فكرة ما
عن ترطيب الوجنات ...
وهو الآن يشارك في المواكب الحسينية ويخدم زوار الحسين وكذا
يذهب مع أبيه ماشيا ًفي أربعينية الحسين عليه السلام قال الشاعر:
رأيت سفاه الشيخ لاحلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
أعلام في بلادي قصص واقعية بقلمي
قصة ((دلير ))...
رجل سني كردي تعدى العقدالثالث من عمره يعيش بيننافي
الجنوب وله علاقات وصداقات مع الكثير من أهالي الديوانية
لم يذكر عنه أنه أثار المشاكل وانحاز لجهةما أوطائفة ما بل
على العكس كنت اسخر معه من منافقي اقطاب الحكــــم من
من يمكن أن يطلق عليهم تجاوزا ً شيعة وماهم بشيعة؛ وكان
هو يسخر من متفذي الاكراد قادة السياسة والدم والســــلاح.
اتذكر مرة ما وقدكان الليل يرخي سدوله علينا وكنا مبتلين
بالحزب المقبور وقد اجبرنا ونحن موظفين على أن نخفر
في دائرتنا قبل الانهيار والسقوط بفترة ؛ وكان هو مستثنى
من ذلك ؛ وإذا به يطل علينا وبيده طبق من الحلوى مع
الفاكهة ... وحين سقوط الصنم فوجئت به يقدم لي مبلغ من
المال استعين به على ظروف ما بعدالسقوط ؛ فاثنيت على
فعله مع شكري له وبعد جهد اقتنع بعدم حاجتي لذلك المبلغ
دلير السني الكردي يحتفظ بكتاب نهج البلاغة من ضمن ما
يقتني وقد زار الأئمة داعيا ً وطالبا ًمن الله بجاههم أن يرزق
بولد فمنذ زواجه سنة 2000 وإلى لحظة كتابة هذ ه الأسطر
لم يرزق بولد.. ذكرا ًكان أم أنثى .
وهو يعيش مع زوجته على أصر محبة واحترام وتعاون منقطع
النظير؛ ولم يفكر بتركها أو تفكر هي بذلك .
في مكان عمله دلير أكثر الناس تعاوننا مع زملائه ؛ بل مع الجميع.