|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 69851
|
الإنتساب : Dec 2011
|
المشاركات : 553
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
الملاك والشيطان
بتاريخ : 14-06-2012 الساعة : 02:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
الملاك والشيطان
هذه الرواية لها علاقة بما تناولته من كلمات ربما لها فائدة للجميع او درس من دروس الحياة التي نناضل من اجل العيش والسمو الى الفضلية والفوز بعائلة كريمة ... حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له "" ، ان شاء الله وببركة محمد رسول الله وآله الاطهار ان يجعل اولادكم واولادنا من الابناء الصالحين والموالين لمحمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم ، وان يجعلنا ان لا ننقطع من هذه الدنيا بحسن تربية اولادنا ...
يحكى أن حاكم ايطاليا دعا فنانا ً تشكيليا شهيرا و أمره برسم صورتين مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبر مركز روحي في البلاد ، امره أن يرسم صوره ملاك و يرسم مقابلها صوره الشيطان .
لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرذيله و قام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ، وعثر على طفل بريء وجميل تطل السكينه من وجهه الابيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعاده ، ذهب معه الى اهله و استأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل امامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي ، و بعد شهر اصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس ، و كان نسخه من وجه الطفل مع القليل من ابداع الفنان ، و لم ترسم لوحه اروع منها في ذلك الزمان .
و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صوره الشيطان و كان الرجل جادا في الموضوع لذا بحث كثيرا و طال بحثه لاكثر من عشرين عاما ، و اصبح الحاكم يخشى ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفه التاريخيه .
لذلك اعلن عن جائزه كبرى ستمنح لاكثر الوجوه اثاره للرعب ، و قد زار الفنان السجون و العيادات النفسيه و الحانات و اماكن المجرمين ، لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين .
و ذات مره عثر الفنان فجاه على (الشيطان) !
و كان عباره عن رجل سيء يبتلع زجاجه خمر في زاويه ضيقه داخل حانه قذره اقترب منه الرسام وحدثه حول الموضوع .. و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال .. فوافق الرجل
و كان قبيح المنظر .. كريه الرائحه .. اصلع وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين ! و كان عديم الروح و لا يأبه بشيء ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال ٍمن الاسنان .
فرح به الحاكم لان العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنيه الغاليه ، جلس الرسام امام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً اليها ملامح ( الشيطان) !
و ذات يوم التفت الفنان الى الشيطان الجالس امامه و اذا بدمعه تنزل على خده فاستغرب الموضوع و سأله اذا كان يريد ان يدخن او يحتسي الخمر!
فاجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق
( انت يا سيدي زرتني منذ اكثر من عشرين عاما حين كنت طفلا صغيرا و استلهمت من وجهي صوره الملائكه وانت اليوم تستلهم مني صوره الشيطان لقد غيرتني الايام و الليالي حتى اصبحت نقيض ذاتي ! )
و انفجرت الدموع من عينيه و ارتمى على كتف الفنان و جلسا معا يبكيان امام صوره الملاك .... الى انتهت القصة ...
ينزل الله عزوجل هذا الطفل طيب طاهر نظيف صفحة بيضاء خالية من اي كتابة ، الانسان يولد ولديه استعداد لتقبل الخير اوالشر ، الان لو تأخذ ورقة بيضاء تستطيع ان تكتب فيها قرآن ، وايضاً يمكنك ان تكتب فيها معاصي او كلام بذيء او تكتب فيها ما تريد ، كذلك الانسان يولد قطعة بيضاء .. يبقى هو والمحيط الذي ينولد فيه ، الله عزوجل يعطينا الولد نظيف ويبقى علينا كيف سنصنع هذا الولد نبنيه بناء انساني او نبنيه بناء سيء (كل مولود يولد على الفطره وانما ابواه يهودانه او ينصرانه ) .
كانوا المسلمين يأتون بمواليدهم بنت كانت او ولد الى النبي صلى الله عليه وآله يقولون يا رسول الله سمهِ او سمها نحن نتبرك اذا انت تعطيه اسم ، النبي (ص وآله) يسمه ويأخذ الطفل يقبله ويقول انه جديد عهدٍ بالله ..
كانت الجوامع تقوم بتربية الطفل وتعلمهم الفضيلة والاخلاق والمحبة والمودة وتربيهم على الانسجام فضلاً على تعليم القرآن وتعليم القراءة والكتابة ، وربما يقول قائل : "" جوامعنا الآن عبارة عن تنانير للحقد ، فيها شخص يوزع جنة ونار على مزاجه "" ، نحن لانقتدي بهذه الجوامع ولا نقتدي بمشايخها هؤلاء شاذين وبعدين عن الفضيلة والخلق النبيل ... لكن القاعدة ان جوامع المسلمين تحمل الزاد من التقوى تقدمه للتلاميذ ، ولمّا أتت المدارس والجامعات انتقلت المسؤولية الى عاتقهم واصبحوا هم المربون للطفل هذا يلقنوه ويغذوه اما ان يغذوه غذاء فاسد او غذاء سليم ..
واخيراً المحيط العام بمعنى السوق والشارع والانسان يتفاعل مع هذه الاجواء ؛ كل هذه الاوجه كلها سوف تقوم بتربية الطفل ، اما يتربى تربية طيبة ويصبح نظيف وطيب او يتربى تربية سيئة ، اليوم عمل بلا حساب .. وغداً حساب بلا عمل .. يوجد نمط من الناس يدخل الى الحياة وهو شعاع ويخرج من الحياة وهو شعاع نظيف ، ويوجد ناس بالعكس يدخل الى الحياة وهو نظيف ويخرج منها وهو ملوث ..
اللهم نبهنا عن غفلتنا ووفقنا لما تحب وترضى برحمتك يا ارحم الراحمين .
نسألكم الدعـــاء
|
|
|
|
|