بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
من المؤسف ان يلجأ عالم في مقام ابن قتيبة الدينوري الى زرع مجموعة من الاكاذيب في كتاب ليدافع عن بعض العقائد الخاطئة اصلا !!
وهنا يريد ان يطعن في مصداقية اصدق الناس والصديق الاكبر بعد رسول الله ص علي بن ابي طالب ويلبسه ثوب السياسي الماكر الذي يخالف مبادئه من اجل السياسة .
فقد قال ابن قتيبة الدينوري في الفصل الخاص بخلافة علي ع :
((فكتب علي إلى معاوية: أما بعد فقد وليتك ما قبلك من الامر والمال: فبايع من قبلك، ثم اقدم إلي في ألف رجل من أهل الشام.))
سبحان الله من كذبة !! بحثت في كتب التاريخ على مصدر اخر نقل هذه الرسالة فلم اجد .
والمصيبة انه يكذب نفسه بعد بضع وريقات فقال ما نصه على لسان علي ع :
((ولو كنت مستعملا أحدا لضره ونفعه لاستعملت معاوية على الشام)).
فهل من احد يثبت لنا خطأنا وصحة كلام ابن قتيبة فيما ادعاه ؟؟
نعم فان هذا القول اختص به قائله وما ورد في الكتب هذا بعضه :
أما بعد: فقد علمت إعذاري فيكم، وإعراضي عنكم، حتى كان ما لا بد منه، ولا دفع له، والحديث طويل، والكلام كثير، وقد أدبر ما أدبر، وأقبل ما أقبل، فبايع من قبلك، وأقبل إلي في وفد من أصحابك، والسلام.
وفي لفظ:
أما بعد: فإن الناس قتلوا عثمان عن غير مشورة مني، وبايعوني عن مشورة منهم واجتماع، فإذا أتاك كتابي فبايع لي، وأوفد إلي أشراف أهل الشام قبلك.
شكرا سيدي الكريم على مرورك
وقد لجأ البعض الى سلاحهم القديم وهي نفي نسبة الكتاب الى ابن قتيبة وقد جمعت بعض الادلة والكلمات على صدق نسبته الى صاحبه اذكرها هنا كفائدة :
إنّ كتاب (الإمامة والسياسة) لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، الذي عبّر عنه ابن حجر العسقلاني بأنّه: صدوق ..., قال الخطيب: كان ثقة ديّناً فاضلاً ... (لسان الميزان 3 / 357). بل نقل عنهم أنّهم قالوا فيه: أنّه منحرف عن أهل البيت (عليهم السلام)..!
هذا؛ ولا نعلم لماذا لا يناقش في كتب غيره، ويسأل عن كتابه هذا، الذي عبّر عنه محمّد فريد وجدي: هو من أقدم الكتب وأوثقها في مسائل الخلافة الإسلامية (دائرة المعارف 3 / 750).
ويقول المحقق علي الشيري في تحقيقه لهذا الكتاب: ((ومهما يكن من أمر فقد بقي كتاب الإمامة والسياسة محافظاً على قيمته كأحد أبرز المصادر بما تضمن من نصوص يكاد يتفرد بها عن غيره من المصادر مع الإشارة إلى أن هذا التشكيك الذي أصاب نسبته إلى ابن قتيبة قد أبعده عن لائحة المصادر الرصينة)).
لكن للسيد حامد النقوي رأي جازم في صحة نسبة كتاب (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة فقد أثبت ذلك ((ينقل جماعة من مشاهير القوم عن الكتاب المذكور قائلين: وفي الإمامة والسياسة لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. أو: قال: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة منهم:
عمر بن فهد المكي في كتاب (اتحاف الورى بأخبار أم القرى), وعز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي في غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام وتقي الدين محمد بن أحمد بن علي الفاسي في (العقد الثمين) في أخبار البلد الأمين, وأبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي في كتاب ألف باء, ومحمد بن محبوب العالم في تفسيره المشهور بتفسير شاهي الذي اعتمد عليه صاحب التحفة ومن تبعه). (انظر خلاصة عبقات الأنوار ج 1 ص 104 دراسات).
وأخيراً، إنّ السؤال عن الكتاب، لا لشيء إلاّ أنّه ذكر شمّة بسيطة جدّاً عن مظلومية أمير المؤمنين (عليه السلام)، والهجوم على دار الزهراء البتول (عليها السلام)، وإسقاط جنينها المحسن (عليه السلام)... ، ولا شك أنّ نقل مثل هذا كاف في إسقاطه حتّى من مثل البخاري وصحيحه لو كان .. !!