فيما ينبغي عمله للاستيقاظ والدعاء في الساعة التي تريدها
لغرض الدّعاء في جوف الليل أو الإستغفار أو لصلاة الليل
ونحو ذلك فممّا ورد:
( العزم والنّية ) ففي الخبر الباقري قال عليه السّلام ما نوى عبد أن يقوم أيّة ساعة نوى يعلم
الله ذلك منه إلاّ وكّل الله به ملكين يحركانه تلك السّاعة.
و ( الدّعاء ) للخبر الكاظمي قال عليه السّلام من أحب أن ينتبه بالليل فليقل عند النّوم :
(( اللّهمّ لا تنسني ذكرك ولا تؤمنّي مكرك ولا تجعلني من الغافلينَ وأنبهني لأحبّ الساعات
إليك أدعوك فيها فتستجيب لي وأسالك فتعطيني وأستغفرك فتغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ
أنت يا أرحم الرّاحمين )).
قال يبعث الله تعالى اليه ملكين ينبّهانه فإن إنتبه والاّ أمر أن يستغفرا له فإن مات في تلك
الليلة مات شهيداً وإن إنتبه لم يسأل الله تعالى شيئاً في ذلك الوقت الاّ أعطاه.
ومما ورد في ذلك أيضاً الخبر النبوي قال صلًى الله عليه وآله وسلًم من أراد شيئاً من قيام
الليل فأخذ مضجعه فليقل:
(( اللّهمّ لا تؤمّني مكرك ولا تنسني ذكرك ولا تجعلني من الغافلين
أقوم إن شاء اللهُ ساعة كذا وكذا )).
فإنّه يوكل الله به ملكا ينبّهه تلك السّاعة.
ومما ورد أيضاً الخبر الموسوي قال عليه السّلام من أراد أن يقوم من ليلة للصّلاة فلا يذهب
به النّوم فليقل حين يأوى إلى فراشه:
(( اللّهمّ لا تومّني مكرك ولا تنسني ذكرك ولا تولّ عنيّ وجهك ولا تهتك عنّيّ سترك ولا تأخذ
على تمرّدي ولا تجعلني من الغافلينَ وأيقظني من رقدتي وسهّل لي القيام في هذه اللّيلة في
أحبّ الأوقات إليك وارزقني فيها الصّلاة والشّكر والدّعاء حتّى أسألك فتعطيني وأدعوك
فتستجيب لي وأستغفرك فتغفر لي إنّك أنت الغفور الرّحيمُ.
فيما ينبغي فعله بعد الانتباه من النوم
إذا إنتبهت من نومك فأوّل ما ينبغي لك فعله أن تسجد لله تعالى فقد رُوِيَ أنّ النبيّ صلّى الله
عليه وآله كان إذا إنتبه من نومه يسجد ثم قل في سجودك هذا أو بعد رفع رأسك منه :
( الحمد لله الّذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النّشور الحمد لله الّذي ردّ علىّ روحي لأحمده
وأعبده )
وروى ثقة الأسلام في الكافي بسند حسن عن الباقر عليه السلام قال:
إذا قمت بالليل فانظر في آفاق السّماء وقل :
( اللّهمّ إنّه لا يواري عنك ليل ساج ولا سماءُُ ذاتُ أبراجٍ ولا أرضُُ ذات مهادٍ ولا ظلمات
بعضها فوق بعض ولا بحر لجىّ يدلج بين يدي المدلج من خلقك تعلم خائنة الأعين وما
تخفي الصّدور غارت النّجوم ونامت العيون وأنت الحّيُّ القيّوم لا تأخذك سنة ولا نومُُ
سبحانك ربّ العالمين واله المسلمين والحمد لله ربّ العالمين .)
ثم إقرأ الأيات الخمس من آخر آل عمران :
إنّ في خلق السّموات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار لأياتٍ لأولي الألباب الّذين يذكرون الله
قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكّرون في خلق السّموات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلاً
سبحانك فقنا عذاب النّار ربّنآ إنّك من تدخل النّار فقد أخزيته وما للظّالمين من أنصارٍ ربّنا
إنّنا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربّكم فامنّا ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفّرعنّا سيّأتنا
وتوفّنا مع الأبرار ربّنا واتنا ما وعدّتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد.