بزعم قول الشيعة بأن كل آية تبدأ بـ : يا أيها الذين آمنوا فسيد هذه الآية هو الإمام علي عليه السلام ...
و سنرد هذه الجهالة و نجيب بشكل مستفيض إن شاء الله و نغطي كل الجوانب ...
1 - شرح و بيان لمعنى ( سيدها و أميرها ) ...
2 - الزام من شيخهم بن تيمية المعزز لشرحنا ..
3 - ورورد الخبر عندهم و بمصادرهم ..
4 - أقوال بن تيمية في الطعن بأمير المؤمنين ..
5 - بيان تفسير آية : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ } و فيمن نزلت
6 - خروج عمر و أبو بكر من " الذين آمنوا " بالأدلة ..
نضع أقوالهم أولاً :
قال المجلسي في بحاره :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أنزل الله آية وفيها ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وأميرها .
بحار الأنوار , تأليف العلامة الحجة فخر الأمة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي قدس الله سره. مؤسسة الوفاء - بيروت -لبنان - الطبعة الثانية 1403هـ- 1983م.
ج75 / ص 365
قال المازندراني في ذكر
مناقب آل أبي طالب :
وفي صحيفة الرضا عليه السلام ليس في القرآن يا ايها الذين آمنوا : الا في حقنا
ولا في التوراة يا ايها الناس الا فينا . أهـ
مناقب آل أبى طالب تأليف الامام الحافظ ابن شهر اشوب مشير الدين أبى عبد الله محمد بن على بن شهر اشوب ابن أبى نصر بن أبى حبيشى السروى المازندرانى المتوفى سنة 588 ه قام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على عدة نسخ خطية لجنة من أساتذة النجف الاشرف الجزء الاول من ثلاثة أجزاء قام بطبعه محمد كاظم الكتبى صاحب المكتبة والمطبعة الحيدرية وله حقوق الطبع محفوظة 1376 ه 1956 م طبع في المطبعة الحيدرية في النجف
ج 3 / ص 304
مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 2 - ص 252
وفي صحيفة الرضا عليه السلام ليس في القرآن يا أيها الذين آمنوا الا في حقنا ولا في التوراة يا أيها الناس الا فينا
تفسير فرات الكوفي - فرات بن إبراهيم الكوفي - ص 49
عن جعفر عن أبيه [ عليهما السلام ] قال : ما نزل في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي أميرها وشريفها
قال أمير المؤمنين عليه السلام : "إن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لاتفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلاّ به."
نعم صحيح إن أميرها و شريفها هو علي أليس هو أميرا للمؤمنين ..
و معنى ذلك أن الفاروق علي هو السباق إلى العمل بأوامر الله و الانتهاء عن نواهيه التي هي للمؤمنين
وعلي بن أبي طالب أخلص المؤمنين في الإيمان والأعمال الصالحة ...
وتوجه النهي إلى المؤمنين وفي رأسهم وليهم علي بن أبي طالب لا يطعن بأمير المؤمنين فقد توجه النهي في القرآن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه
عندما خاطبه رب العباد و قال : { يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ }
و كذلك { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
فهل هذا به انتقاص لرسول الله و هل من الممكن أن يشرك و لا يتقي و العياذ بالله ..؟؟؟!!!!
و كذلك :
قال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً}
فهل كفر أمير المؤمنين علي ( حاشاه ) ؟
فالقول أن علي عليه السلام أميرها وشريفها يفسر بحسب توجه الآية بمعنى إما يعني: أمير المؤمنين وشريف المؤمنين وإرجاع الضمير المؤنث المفردة إليهم باعتبارهم جماعة مثل آية { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا } وإما يعني: أمير تلك الآية وشريف تلك الآية باعتبارها آية نازلة في المؤمنين ..
فعندما تأتي آية في القرآن و فيها ذم أو توبيخ أو حتى عتب
هل يكون من قدحت فيه أو ذمته الآية أمير هذه الآية و أفضل من ذكر فيها ..؟؟
مثال :
دولة لنقول موزمبيق لها أميرها و رئيسها و شعبها فخرجت مجموعة من الشعب متمردين
فآتي أنا أريد مخاطبة هذه الدولة فأقول يا أيها الموزمبيقيين لن تفلحوا بعملكم هذا و سوف ننزل بكم عقوبات شديدة ..
أنا هنا خاطبيت الدولة ككل بأميرها و سيدها و شعبها الطائع و المجموعة المتمردة و خاطبتهم بيا موزمبيقيين و لكني خصصت بالتوعد و القدح لمن تمرد .. فليس من العقل أن أوجه كلامي هذا لأمير موزمبيق فكيف يخرج و يتمرد على نفسه ..؟؟؟
فهل عندما خاطبتهم عنيت أمير و سيد موزمبيق و شريفها أم عنيت المتمردين ..؟؟؟
و هذا نفس المعنى في الآية { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ }
الوجه الآخر :
أخاطبهم و أقول :
يا أيها الموزمبيقيين التزموا بالمعاهدات لكي تحصلوا على جزاء كبير و مساعدات و عطاءات ...
و أنا هنا شملت أميرها بالمدح مع من يلتزم من شعبه ...
و هذا مثلما يخاطب الله المؤمنين هنا :
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ }
و بهذا المثل بسطنا للقارئ لفهم كون الامام علي أمير و سيد كل آية تبدأ بيا أيها الذين آمنوا ..
فالقول هو عن الآيات التي تأتي في سياق المدح و
الثناء فيكون علي سيد من قيلت فيه و أما آيات العتاب أو القدح و الوعيد فلا يقبل العقل و المنطق أن يكون من قيلت فيه (إن صح أنها قيلت فيه) أمير أو شريف تلك الآيات لأنها في مقام ذم .
ثم نقول هناك إذا آيات كثيرة تبدأ بيا أيها الذين آمنوا و بها نهي عن أفعال منها :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }
فهل المخاطب هنا علي عليه السلام بالذات أو هو فعلا قال ما لم يفعل ..؟؟ الجواب لا طبعا و لكن هناك تخصيص لأشخاص معينين و علي أميرهم و السَّبّاقْ دوما للعمل بأوامر الله ...
كيف يقول الله تعالى للذين آمنوا ... آمنوا بالله و رسوله ..؟؟؟
ألم يؤمنوا و انتهى الأمر ..؟؟
و هذا يعني بالضبط ما قلته أن لا يترك من يقول آمنا
بل وجب عليه الإيمان الباطني كما أبدى إيمانه الظاهري ..
و بنهاية هذا البيان أرفق من كتاب علي في القرآن لآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دامت بركاته ..
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً).
النساء/ 19.
روى الحافظ الأصبهاني، أبو نعيم في حليته، عن ابن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أنه قال:
(ما أنزل الله آية فيها (يا أيها الذين آمنوا) إلاّ وعليّ رأسها وأميرها).
(أقول) نزول هذه الآية ونظائرها، من آيات النواهي في المؤمنين، وكون علي هو المصداق الأتم للمؤمن، لا يعارض كونه (عليه السلام) معصوماً غير محتمل فيه ارتكاب المنهي لأمرين:
(الأول) : أنه نظير آيات النواهي المتوجهة إلى شخص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فما يقال هناك يقال هنا أيضاً، مثل قوله تعالى: (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) ونحو غيره أيضاً.
(الثاني) : توجه النهي لا يلازم ـ لا عقلا، ولا شرعاً، ولا عرفاً ـ لاحتمال المخالفة، إذ أنّ النهي كالأمر لبيان الحكم عرفاً، وعقلاً، وشرعاً، فكما لا مانع من الأمر كذلك النهي، ولولا الأوامر والنواهي الواردة من الله تعالى لم تعرف أحكام الإسلام.
منهاج السنة النبوية لابن تيمية الجزء 8 الصفحة 320-321
( ...* فصل قول الرافضي إن الآية تدل على خوره وقلة صبره وعدم يقينه بالله وعدم رضاه بمساواته للنبي صلى الله عليه وسلم وبقضاء الله وقدره.
*فهذا كله كذب منه ظاهر ليس في الأية ما يدل على هذا وذلك من وجهين...
أحدهما: أن النهي عن الشيء لا يدل على وقوعه بل يدل على أنه ممنوع منه لئلا يقع فيما بعد كقوله تعالى يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين سورة الاحزاب. فهذا لا يدل على أنه كان يطيعهم وكذلك قوله ولا تدع مع الله إلها آخر (سورة القصص). أو لا تجعل مع الله إلها آخر (سورة الإسراء).. فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن مشركا قط لا سيما بعد النبوة فالأمة متفقة على أنه معصوم من الشرك بعد النبوة وقد نهى عن ذلك بعد النبوة ونظائره كثيرة.
فقوله لا تحزن لا يدل على أن الصديق كان قد حزن لكن من الممكن في العقل أنه يحزن فقد ينهى عن ذلك لئلا يفعله ..) انتهى
كربلائية حسينية : بن تيمية يبين أن النهي عن الفعل لا يعني وقوعه بل يعني المنع منه و بهذا ترد جهالتهم و من لسان شيخ اسلامهم ...
فكون أمير المؤمنين سيد { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم}
لا يعني أنه فعلاً رفع صوته أو قد يرفع صوته ...
_____________
يتبع ...
--3-- ورود (( علي أميرها وسيدها ) هذا القول هو عند السنة ...
كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل الصفحة رقم :654
1114 - حدثنا إبراهيم بن شريك الكوفي قثنا زكريا بن يحيى الكسائي قثنا عيسى، عن علي بن بذيمة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: سمعته يقول: ليس من آية في القرآن: {يا أيها الذين آمنوا} [البقرة: 104] ، إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في القرآن، وما ذكر عليا إلا بخير.
----
تفسير ابن أبي حاتم جزء 3 صفحة 106
3939- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةُ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا " إِلا أَنَّ عَلِيّاً شَرِيفُهَا وَأَمِيرُهَا وَسَيِّدُهَا، وَمَا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ إِلا قَدْ عُوتِبَ فِي الْقُرْآنِ إِلا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَإِنَّهُ لَمْ يُعَاتَبْ فِي شَيْءٍ مِنْهُ".
و جزء 7 صفحة 53
9631- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عيسى بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيعَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةً فِي الْقُرْآنِ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا " إِلا أَنَّ عَلِيًّا شَرِيفُهَا، وَأَمِيرُهَا، وَسَيِّدُهَا، وَمَا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ عُوتِبَ فِي الْقُرْآنِ، إِلا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يُعَاتَبْ فِي شَيْءٍ مِنْهُ".
----------
و قد صرح تفسير ابن أبي حاتم بأنه كان دقيق في اختيار الأسانيد التي اعتمد عليها في تفسيره فقال في المقدمة :
تفسير ابن أبي حاتم بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وصلى الله على محمد وآله . قال الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد ابن الإمام الحافظ الكبير أبى حاتم محمد بن إدريس الرازي ورضي عنه : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء وعلى آله أجمعين . سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصرا بأصح الأسانيد ، وحذف الطرق والشواهد والحروف والرويات ، وتنزيل السور ، وأن نقصد لإخراج التفسير مجردا دون غيره ، متقصين تفسير الآي حتى لا نترك حرفا من القرآن يوجد له تفسير إلا أخرج ذلك . فأجبتهم إلى ملتمسهم ، وبالله التوفيق وإياه نستعين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا ، وأشبهها متنا ، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك ، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد ، وسميت موافقيهم بحذف الإسناد ، وإن كانوا مختلفين ذكرت اختلافهم وذكرت لكل واحد منهم إسنادا ، وسميت موافقيهم بحذف الإسناد ، فإن لم أجد عن الصحابة ووجدته عن التابعين عملت فيما أجد عنهم ما ذكرته من المثال في الصحابة ، وكذا أجعل المثال في أتباع التابعين وأتباعهم . جعل الله ذلك لوجهه خالصا ، ونفع به .)
و كذلك هناك الكثير من المصادر السنية ذكرت هذا الخبر منها :
الطبراني - المعجم الكبير - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 210 )
أبي نعيم الإصبهاني - معرفة الصحابة - معرفة إعلام النبي ( ص )
الآجري - الشريعة - كتاب فضائل أمير المؤمنين علي ( ع )
حلية الأولياء - علي بن أبي طالب ( ع ) - ما أنزل الله فيها يا أيها الذين آمنوا
المناوي - فيض القدير شرح الجامع الصغير - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 60 )
الطبري - ذخائر العقبى - رقم الصفحة : ( 89 )
إبن كثير - تفسير إبن كثير - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 4 )
الزرندي الحنفي - نظم درر السمطين - رقم الصفحة : ( 89 )
الموفق الخوارزمي - المناقب - رقم الصفحة : ( 266 )
الفتال النيسابوري - روضة الواعظين - رقم الصفحة : ( 104 )
إبن الدمشقي - جواهر المطالب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 221 )
منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية الجزء 7 الصفة 172
( ..وقد أنزل الله تعالى في على يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون لما صلى فقرا وخلط وقال النبي صلى الله عليه وسلم وكان الإنسان اكثر شيء جدلا لما قال له ولفاطمة إلا تصليان فقالا أنما أنفسنا بيد الله سبحانه وتعالى ..) انتهى المراد
~~~~~~~~~~~~~
و هذا القول بين فساده الحاكم كما سنبين :
عندما نعرض كلامه الدنيء هذا بحق أمير المؤمنين عليه السلام على أتباعه يقولون أنه استند على رواية الحاكم الصحيحة ...
فنأتي لرواية الحاكم نجده قد فند مدعياتهم و دكها لهم دكاَ ..
مستدرك الحاكم بتعلق الذهبي في التلخيص - الجزء الثاني الصفحة 336
3199 - أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا أبو نعيم و قبيصة قالا : ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال : دعانا رجل من الأنصار قبل تحريم الخمر فحضرت صلاة المغرب فتقدم رجل فقرأ : { قل يا أيها الكافرون } فالتبس عليه فنزلت : { لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } الآية
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و في هذا الحديث فائدة كثيرة و هي أن الخوارج تنسب هذا السكر و هذه القراءة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب دون غيره و قد برأه الله منها فإنه راوي هذا الحديث
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح
~~~~~~~~~~~~~~
فهم يبترون تعلييقه على الرواية .. و الذي يتبين منه أن الخوارج هم من نسبوا هذا السكر للصديق الفاروق علي بن أبي طالب عليه السلام عليه السلام و بهذا يحكم ابن تيمية على نفسه بأنه خارجي ملعون ..
كما أن راوي الرواية هو الفاروق علي بن أبي طالب عليه السلام و قال :
( .. عن علي رضي الله عنه قال : دعانا رجل من الأنصار قبل تحريم الخمر فحضرت صلاة المغرب فتقدم رجل فقرأ : { قل يا أيها الكافرون } فالتبس عليه ..)
فالذي كان سكراناً عندما صلى هو رجل كان حاضراً معهم و ليس الأمير علي عليه السلام من كان يصلي و أخطئ كما يفتري ابن تيمية لعنه الله ...
فيتضح للعاقل مدى بغض هؤلاء لمن حبه إيمان و بغضه نفاق ...
لأن رموزهم لم يتركوا شرب الخمر حتى هلكوا يريدون الطعن بالأطهار بهذه الطريقة الخبيثة ..
فالخلاصة أن نسبة السُكر للامام عليه السلام بـــــاطل ...
أمام المعترض على ( سيدها و أميرها ) خياران :
1 - يقبل كلام ابن تيمية عليه اللعنة و سوء العذاب و يكون بهذا من المبغضين لعلي عليه السلام و الناصبين له العداء و الطاعنين به
2 - ينزه علياً من هذه الطعونات و بهذا تقبل شرحنا الذي استوفيناه أعلاه ...
صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة الحجرات - باب لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية
4564 حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع وأشار الآخر برجل آخر قال نافع لا أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم الآية قال ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر . انتهى
~~~~~~~~~~~~~
فهذه الآية بالاتفاق نزلت بهذين الشخصين و نهتهم عن فعلهم فهل أمير المؤمنين كان بينهم أيضا ..؟؟؟
هناك تخصيص في المخاطبة و هناك تعميم .
_______________
يتبع ...
--6-- خروج عمر و أبو بكر من " الذين آمنوا " بالأدلة ..
- قد يقول قائل إذاً لقد أثبتتم صفة الإيمان لأبو بكر و عمر و لكننا نرد و نقول :
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }
و هل من قال آمنا كان فعلاً مؤمناً و دائماً مؤمناً أم أن هناك امتحان يمتحن الله به المؤمنين ليغربل منهم الناجح من الساقط ..؟؟
بالتأكيد يحتاجون لامتحان ..
و الامتحان للصحابة كان هنا :
فهذا ما لم يستطيع "الصحابة " النجاح فيه و الدليل رفع أصواتهم بوجود الرسول و اغضبوه و من يغضب الرسول يغضب الله ...
و تكرر منهم الفعل برفع الأصوات و اغضاب رسول الله بعد أن جائهم الأمر الإلهي بالنهي عن رفع الأصوات ...
و فيما يلي تبيان بالأدلة لما استندنا عليه بالحكم عليهم ..
فنسأل يا ترى عمر ارتاب أم لم يرتاب ..؟؟
الجواب نعم ارتاب ..
و هل ثبت بمعركة واحدة أو قتل مشركاً واحداً ..؟؟
الجواب : لا لم يفعل ..
و هل رفع صوته عند النبي أم لم يفعل ..؟؟
الجواب : نعم .فعل ..
ارتياب عمر :
صحيح البخاري - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط
- ص 974 - باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط
2583 حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل حل فألحت فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية - ص 975 - ومعهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره فقال بديل سأبلغهم ما تقول قال فانطلق حتى أتى قريشا قال إنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقام عروة بن مسعود فقال أي قوم ألستم بالوالد قالوا بلى قال أولست بالولد قالوا بلى قال فهل تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آتيه قالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أوشابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك فقال له أبو بكر الصديق امصص ببظر اللات أنحن نفر عنه وندعه فقال من ذا قالوا أبو بكر قال أما - ص 976 - والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك قال وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف وقال له أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عروة رأسه فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة فقال أي غدر ألست أسعى في غدرتك وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له فرجع عروة إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من بني كنانة دعوني آتيه فقالوا ائته فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت - ص 977 - البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصدوا عن البيت فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آتيه فقالوا ائته فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سهل لكم من أمركم قال معمر قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب فقال النبي صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله إني لرسول الله وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به فقال سهيل والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك من العام المقبل فكتب فقال سهيل وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا قال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا قال النبي صلى الله عليه وسلم فأجزه لي قال ما أنا بمجيزه لك قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل قال مكرز بل قد أجزناه لك قال أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله - ص 978 - قال فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت ألست نبي الله حقا? قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام قال قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق قلت أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن حتى بلغ بعصم الكوافر فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان - ص 979 - بن أمية ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم قال النبي صلى الله عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشأم إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فأنزل الله تعالى وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم حتى بلغ الحمية حمية الجاهلية وكانت حميتهم - ص 980 - أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ب بسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت قال أبو عبد الله معرة العر الجرب تزيلوا تميزوا وحميت القوم منعتهم حماية وأحميت الحمى جعلته حمى لا يدخل وأحميت الحديد وأحميت الرجل إذا أغضبته إحماء وقال عقيل عن الزهري قال عروة فأخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحنهن وبلغنا أنه لما أنزل الله تعالى أن يردوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا بعصم الكوافر أن عمر طلق امرأتين قريبة بنت أبي أمية وابنة جرول الخزاعي فتزوج قريبة معاوية وتزوج الأخرى أبو جهم فلما أبى الكفار أن يقروا بأداء ما أنفق المسلمون على أزواجهم أنزل الله تعالى وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم والعقب ما يؤدي المسلمون إلى من هاجرت امرأته من الكفار فأمر أن يعطى من ذهب له زوج من المسلمين ما أنفق من صداق نساء الكفار اللائي هاجرن وما نعلم أن أحدا من المهاجرات ارتدت بعد إيمانها وبلغنا أن أبا بصير بن أسيد الثقفي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا مهاجرا في المدة فكتب الأخنس بن شريق إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله أبا بصير فذكر الحديث .
~~~~~~~~~
ابن حزم - الإحكام في أصول الأحكام/المجلد الأول/الجزء الرابع/الباب التاسع عشر
وليعلم كل ذي لب أن ذلك الفعل من أهل الحديبية رضي الله عنهم خطأ ومعصية، ولكنهم مغفور لهم بيقين النص في أنه لا يدخل النار أحد شهد بدراً والحديبية، وليس غيرهم كذلك، ولا يحل لمسلم أن يقتدي بهم في ذلك، فلا بد لكل فاضل من زلة. وكل عالم من وهلة، وكل أحد من الخيار فإنه يؤخذ من قوله وفعله، ويترك ويرغب من كثير من قوله وفعله، إلا أن رسول الله ومن اقتدى بأهل الحديبية في هذا الفعل الذي أنكره رسول الله فقد هلك، رضي الله عنهم مضمون لهم المغفرة في ذلك وغيره، ولم يضمن ذلك لغيرهم. وقد أقرّ بعضهم رضي الله عنهم على نفسه الخطأ العظيم في هذا الباب كما حدثنا عبد الله بن يوسف، عن أحمد بن فتح قال: ثنا عبد الوهاب بن عيسى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن علي، عن مسلم، ثنا أبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا: أنبأنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، قال: سمعت سهل بن حنيف بصفين يقول: اتهموا رأيكم على دينكم فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع رد أمر رسول الله قال الأعمش عن أبي وائل عن سهل ـ لرددته. قال علي: ويوم أبي جندل هو يوم الحديبية، فقد أقر سهل رضي الله عنهم أنهم أساؤوا الرأي يوم الحديبية، حتى لو استطاعوا رد أمر رسول الله لردوه. حدثنا أبو سعيد الجعفري، حدثنا ابن الأدفوي، ثنا أبو جعفر بن الصفار، عن النسائي، عن سعيد بن عبد الرحمن، حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري قال: وثبتني معمر عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم فذكرا حديث الحديبية، وفيه أن عمر بن الخطاب قال: والله ما شككت مذ أسلمت إلا يومئذ، فأتيت النبي فقلت: ألست نبي الله حقّاً؟ قال: «بَلَى» قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: «بَلَى» قلت: فلم نُعْطى الدنية في ديننا إذاً؟ قال: «إِنِّي رَسُولُ الله وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي» قلت: أو ليس وعدتنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: «بَلَى، أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ العَامَ؟» قلت: لا قال: «إِنَّكَ تَأْتِيهِ وَتَطُوفُ بِهِ» قال فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقّاً؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى؛ قلت فلم نُعْطى الدنية إذاً؟ قال: أيها الرجل إنه رسول الله ، وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله إنه لعلى الحق. قلت: أو ليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا. قال: إنك ستأتيه وتطوف به. قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً.
قال علي ( أي ابن حزم و اسمه : علي بن أحمد بن سعيد بن حزم )
: لم يشك عمر قط مذ أسلم في صحة نبوة محمد ، ومعاذ الله من أن يظن ذلك به ذو مسكة، ولكنه شك في وجوب اتباع ما أمرهم به من الحلق والنحر، وإمضاء القضية بينه وبين قريش، ثم ندم على ذلك كما ترى، وعمل لذلك أعمالاً مستغفراً مما سلف منه، من الأمر الذي ينصره الآن من أضله الله تعالى بالتقليل الفاسد، ومثل هذا، من غير أهل الحديبية، فسق شديد، ولكنهم بشهادته مغفور لهم لا يدخله النار منهم أحد إلا صاحب الجمل الأحمر وحده...) انتهى المراد ..
فتح الباري ج: 5 ص: 346
هذا مما يقوي أن الذي حدث المسور ومروان بقصة الحديبية هو عمر وكذا ما تقدم قريبا من قصة عمر مع أبي جندل قوله فقلت ألست نبي الله حقا قال بلى زاد الواقدي من حديث أبي سعيد قال عمر لقد دخلني أمر عظيم وراجعت النبي صلى الله عليه وسلم مراجعة ما راجعته مثلها قط ( كربلائية حسينة : ما أكثر ما يدخلك يا عمر من الشك ) وفي حديث سهيل بن حنيف الآتي في الجزية وسورة الفتح فقال عمر ألسنا على الحق وهم على الباطل أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار فعلام نعطى الدنية بفتح المهملة وكسر النون وتشديد التحتانية في ديننا ونرجع ولم يحكم الله بيننا فقال يا بن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر وأخرجه البزار من حديث عمر نفسه مختصرا ولفظه فقال عمر اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي وما ألوت عن الحق وفيه قال فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيت حتى قال لي يا عمر تراني رضيت وتأبى قوله اني رسول الله ولست أعصيه ظاهر في أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل من ذلك شيئا إلا بالوحي قوله أوليس كنت حدثتنا أنا سنأتي البيت في رواية بن إسحاق كان الصحابة لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا الصلح دخلهم من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون وعند الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رأى في منامه قبل أن يعتمر أنه دخل هو وأصحابه البيت فلما رأوا تأخير ذلك شق عليهم
ثم ختمها برميه لرسول الله بالهجر و الهذيان
صحيح مسلم ( 3091 )
- وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال إبن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معتمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن إبن عباس قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي (ص) هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده فقال عمر إن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند رسول الله (ص) قال رسول الله (ص) قوموا قال عبيدالله فكان إبن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
~~~~~
صحيح البخاري - كتاب العلم - ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب
114 حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع فخرج ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه
و ابن تيمية يأكد شك و ريبة عمر في رسول الله
إبن تيمية منهاج السنة الجزء : ( 6 )صفحة : ( 24 )
( .. وسئلت من كان رسول الله (ص) مستخلفا لو استخلف قالت أبو بكر فقيل لها ثم من بعد أبي بكر قالت عمر قيل لها ثم من بعد عمر قالت أبو عبيدة عامر بن الجراح ثم انتهت إلى هذا ، وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي (ص) من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي (ص) لا سيما وقد شك بشبهة فإن النبي (ص) كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات والنبي (ص) قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ........))
فلو كان من الذين آمنوا بعصمة رسول الله و ممن آمنوا بقوله تعالى { و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى }
لما قال ما قال و لما فعل ما فعل
هذا مختصر مفيد لاخراج عمر من صفة الإيمان بعد أن أثبتنا أنه ارتاب و شك و طعن برسول الله و حبط عمله فهو لم يتقيد بالآية التي نهته مسبقا عن رفع صوت عند النبي ...
و الذي حذر منه الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }
إذا من هذه الآية نستخلص أن الآية تخاطب الذين آمنوا و تمتحنهم للتقوى و التقيد بأوامر الله ..
و الأدلة كثيرة على خروج أبو بكر و عمر من " الذين آمنوا "
نكتفي بهذا المقدار و للباحث أن يتحقق بنفسه من الحقائق التي لا تقبل رد .. سواء في كتب مدرسة الصحابة أو الأدلة العقلية ...
~ كربلائية حسينية ~