|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 35050
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 313
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
الانتقام.. بالهوان؟!
بتاريخ : 17-03-2012 الساعة : 12:02 AM
الانحطاط الأخلاقي العربي شمل كل شيء في الحياة! ولم يبق مجال من المجالات بعيدا عن التدهور الأخلاقي! ففي الوقت الذي يقوم فيه الغرب بإجراءات لأخلقة السياسة يقوم عندنا الناس بممارسة السياسة بلا أخلاق!
الحكام العرب الذي عصف بهم الربيع العربي مارسوا السياسة ضد بلدانهم وشعوبهم بلا أخلاق فجرى إبعادهم من الحكم بطرق لا أخلاقية أيضا.. وطبق عليهم المثل: "كما تدين تدان"!
لكن الطريقة التي عوملت بها العائلة الرئاسية المصرية في مصر امتد ضررها خارج نطاق العائلة الرئاسية المصرية إلى حد أن إهانة مبارك لم تعد إهانة لشخصه وعائلته بل أصبحت إهانة لمصر أيضا! وتساءل المتسائلون كيف لبلد بمثل حضارة مصر أن يصل به التدهور الأخلاقي في ممارسة السياسة إلى هذا المستوى؟!
في 1952 عندما أطيح بالملك فاروق من طرف ناصر وجماعته واعتبر ذلك ثورة ثم عزف النشيد الوطني للملك وهو يغادر مصر إلى منفاه.. ولكن مبارك الذي قيل إنه تخلى عن الحكم بسبب ثورة أيضا تمت بهذلته بهذه الطريقة المسيئة لمصر قبل أن تكون مسيئة لمبارك! هل معنى هذا أن هناك تدهورا في مستوى الأخلاق السياسية لمنظومة الحكم في عهد مبارك أدت إلى تكوين هذا النوع من السياسيين والقانونيين والإعلاميين الذين يقودون الرأي العام للإساءة إلى مصر عبر بذلة رئيس يستحق أكثر من الأبعاد؟!
السادات الذي أعدم من طرف المصريين في منظر غريب لم يسئ بذلك لمصر قدر إساءة مبارك لمصر وهو في القفص يدخل إصبعه في أنفه! والقاضي الذي وقع له مبارك مرسوم تعيينه يقول له أنت متهم بقتل الشعب؟!
لكن هذا كله كان "كوم" وبهذلة الرئاسة كان كوما آخر! هل كان أي أحد يتصور أن نائبا برلمانيا يصل به الحال في مصر لأن يقول لرئيس الدولة المصرية المشير طنطاوي "أنت حمار بلا بردعة"! حتى ولو كان الطنطاوي رئيسا غير منتخب.. أو رئيسا مؤقتا؟!
مصر بمثل هذه الأمور صغرت أكثر من اللازم.. فهل الديمقراطية تصغر الأوطان؟!
مصر السادات فقدت دورها العربي ومصر مبارك فقدت دورها الإقليمي وها هي مصر ما بعد مبارك تفقد دورها الوطني أيضا في أعين الكثيرين ممن يحبون هذا البلد ولا يريدون له إلا الخير؟!
وبعد مسلسل إهانة مصر من خلال إهانة الرئيس وعائلته بما لا يليق لدولة متحضرة.. ها هو دور إهانة مؤسسة الرئاسة قد جاء.. فقد رأينا كيف أن الإعلام الذي سيده جمال مبارك مازال يمارس الفساد ضد سمعة مصر من خلال جلبه لمرشح للرئاسة قال عن نفسه أنه فاجر وبلطجي وجاهل.. وأنه جاء للترشح للرئاسة كي يجعل الحياة السياسية في مصر "واطيها عاليها"! لأن عاليها أفسدها ولا بد أن تحكم مصر في عهده من طرف واطيها! فهل لو لم يصل إلى الحكم في مصر "واطيها" كنا نشاهد مثل هذه الظواهر؟!
نعم الملوك والرؤساء العرب جعلوا أنفسهم خلفاء لله في الأرض فنسب الملوك إلى أنفسهم صفة لفظ الجلالة.. فأصبح يقال للملك صاحب الجلالة! ونسب الرؤساء لأنفسهم لفظ الفخامة فأصبحوا يطلقون على أنفسهم لفظ فخامة الرئيس.. وصدق المتنبي الذي قال: ولا تحسبن الشحم في من لحمه ورم! ورحم الله محمد الدحاوي الشاعر الجزائري الذي قال:
ملك وممتلكاته ورعية وتاج لم يتخذ لعرشه الفخار ألقاب تمجيد خبيث لم ضيم بها حر وألهت بها أشرار؟! قد ضم كل مهرج في قصره أو خائن فهم له الأنصار!
فهل وصلنا إلى أن الحكام الفاسدين أساؤوا إلى مؤسسات الحكم بفسادهم إلى حد أن الشعوب أصبحت تتلذذ بالإساءة إلى هؤلاء الأشخاص بصورة تمس حتى بسمعة الدول وليس المؤسسات والأشخاص فقط؟!
|
|
|
|
|