قوله : ( فأرسل إلى أبي بكر رضي الله عنه أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد كراهية محضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال عمر لأبي بكر - رضي الله عنه - : والله لا تدخل عليهم وحدك )
أما كراهتهم لمحضر عمر ،فلما علموا من شدته وصدعه بما يظهر له ، فخافوا أن ينتصر لأبي بكر - رضي الله عنه - ، فيتكلم بكلام يوحش قلوبهم على أبي بكر ، وكانت قلوبهم قد طابت عليه وانشرحت له ؛ فخافوا أن يكون حضور عمر سببا لتغيرها . وأما قول عمر : ( لا تدخل عليهم وحدك ) فمعناه : أنه خاف أن يغلظوا عليه في المعاتبة ، ويحملهم على الإكثار من ذلك لين أبي بكر وصبره عن الجواب عن نفسه ، وربما رأى من كلامهم ما غير قلبه فيترتب على ذلك مفسدة خاصة أو عامة ، وإذا حضر عمر امتنعوا من ذلك ،