|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 48151
|
الإنتساب : Feb 2010
|
المشاركات : 2,264
|
بمعدل : 0.42 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
علم تخطيط المستقبل
بتاريخ : 08-01-2012 الساعة : 06:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
علم تخطيط المستقبل
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
يدور الكتاب حول محورين :
1-تأسيس هذا العلم القديم الجديد على أسس مستمدة من الوحى الإلهى
2- التعريف بهذا العلم من خلال اسهامات أهل الكفر ومناقشتها ومحاكمتها على أساس الوحى الإلهى
حقل المستقبليات :
هل يجوز اطلاق اسم علم على هذا الحقل ؟والجواب العلم كلمة ذات معنيين 1-المعرفة الصحيحة أى اليقنية 2-المعرفة العامة سواء كانت صحيحة أو خاطئة وما يهمنا هو المعنى الأول ومن ثم لا يجوز تسميته علما لأنه كما يقول كل من كتب فيه"يتميز بأنه غير يقينى أى يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ وإذا كان لا يجوز اطلاق اسم العلم بمعنى المعرفة الصحيحة على هذا الحقل فإنه يجوز اطلاق نفس اللفظ عليه بمعنى المعرفة الصحيحة والخاطئة .
هل نسمى الحقل علم المستقبل أم علم الدراسات المستقبلية أم نختار له اسم أخر ؟والجواب التسمية علم المستقبل تعنى علم الغيب وهذا الحقل لا يدرس المستقبل بمعنى الغيب لأنه مجهول والمجهول لا يمكن دراسته وقد نهينا عن دراسة ما ليس لنا به علم فى قوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تقف ما ليس لك به علم "وتسمية علم الدراسات المستقبلية يوجه له نفس النقد ،إذا هل نسميه علم التنبؤ ؟وهى تسمية مرفوضة لأن التنبؤ هو التوقع وهو مرتبط فى أذهان الناس بالكهانة حيث التوقع عن طريق النجوم ومساراتها وعن طريق التفاؤل والتشاؤم بأشياء معينة وغير هذا وقد نهينا عن هذا ومن ثم نسميه علم تخطيط المستقبل لأن التخطيط يكون للمستقبل ويجب أن نشير لحقيقة هامة هى وجود علمين للمستقبل هما 1- علم أحداث المستقبل وهو علم مصدره وحى الله2- علم تخطيط المستقبل وهو موضوعنا
أسس علم تخطيط المستقبل :
1-تجميع المعلومات عن المجتمع والمراد بذلك جمع المادة العلمية عن حاضر المجتمع لمعرفة ما هو المطلوب فى التخطيط بعد ذلك بالضبط وبالقطع لا يمكن أن نخطط لمجتمع لا نعرف عنه شىء وإلا أصبح ما نقوم به عبث ولهو لا فائدة منه
2-الحذر وهو توقع وجود أشياء سيئة مستقبلا والهدف من الأساس وضع جانب وقائى فى التخطيط يحميه من الفشل عند مواجهة الأخطار المستقبلية ووضع جانب احتياطى أى بديل للأساسى المنهار بسبب الأخطار وهو أساس مأخوذ من قوله تعالى بسورة النساء "يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم "
3-وضع الخطة السليمة بناء على المعلومات المتوفرة عن المجتمع مع مراعاة انقسام الخطة لثلاث أقسام هى :
ا-جسم الخطة وهو الخطة الأساسية التى يجب أن تنفذ على أرض الواقع
ب-حماية الخطة وهى التدابير الوقائية التى توفر لكل جزء فى الخطة عوامل الأمن من الأخطار
ج-احتياطى الخطة وهو خطة بديلة تنفذ فى نفس الوقت بأى مقدار تتم القدرة عليه
وهذا الأساس مأخوذ من قوله تعالى بسورة الكهف "ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله "
قوانين تحكم علم التخطيط :
التخطيط لا يجوز فى كل مجالات الحياة والسبب هو وجود قوانين تحكم المستقبل هى
1-استمرار الصراعات وهى الخلافات بين الأمم وهذا يعنى أن الحروب لن تتوقف وفى هذا قال تعالى بسورة هود"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم الله ولذلك خلقهم "والحروب تؤثر فى التخطيط فهى أحد الأخطار الرئيسية التى يجب الحذر منها والصراع معروف ولكن غير المعروف ما هى الأهداف التى سيضربها العدو ولذا يأخذ علم التخطيط حذره بعمل التدابير الوقائية لمشاريعه وبتنفيذ الخطة البديلة قبل فشل التدابير الوقائية
2-التفاوت بين الأفراد والدول فيما يملكون أى الاختلاف فى الرزق وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "هو الذى جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما أتاكم "وقال بسورة الروم "أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر "وهذا التفاوت يفرض على المخطط قيد هو ألا يخطط اقتصاديا لإحداث المساواة التامة بين الناس فى الرزق لأنها محالة
3-أن الفساد وهو الكفر ومنه ما يسمى التلوث والدمار والمجاعات والأوبئة علاجه هو طاعة أحكام الله وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس "
3-استحالة وصول كل الناس للغنى وهو بسط الرزق لأنه هذا معناه كفر الكل وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء "ومن ثم لا داعى للتخطيط للرفاهية للكل لأنه لن يحدث
4-بقاء أحكام الإسلام دون تغيير لقوله بسورة الأنعام "ولا مبدل لكلمات الله "وهذا يعنى أن التخطيط يشمل الاقتصاد والتعليم بشرط الإلتزام ببقاء أحكام الإسلام
من تاريخ علم المستقبل :
نشأ هذا العلم كباقى العلوم فى عهد أدم (ص)مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وقد ظل العلم فى مساره الصحيح حتى انحرف البشر عن الإسلام فحرفوه كما حرفوا باقى العلوم فأصبح علما للكهانة والتنجيم وأصبح له كهنة وطقوس فبدلا من التخطيط للمستقبل أصبح الأساس الاعتماد على التفاؤل والتشاؤم وتخاريف الكهنة فى القيام بالأعمال أو عدم القيام بها وكان هذا العلم يعود لمساره الصحيح كلما بعث الله رسولا للبشر وقد ورد فى القرآن قصة تبين لنا عودة هذا العلم لمساره الصحيح وهى قيام يوسف(ص)برسم خطة سليمة لاجتياز أعوام الجدب والقحط فى مصر بسلام وقد قامت الخطة على الأسس التالية :
1-الخطة الرئيسية هى ترك المحاصيل فى سنابلها فى السبع سنوات عدا الجزء المستخدم فى الطعام
2- حماية الخطة وهى احصان المحاصيل أى تخزينها تخزينا سليما يقى المحاصيل من الفساد وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف "يوسف أيها الصديق أفتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم يأتى من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون"
وجهة نظر النصرانية والإسلام :
فى انجيل متى "خبزنا كفافنا أعطنا اليوم"(11:6)و"لا تهتموا بأمر الغد فإن الغد يهتم بأمر نفسه يكفى كل يوم ما فيه من سوء "(34:6) وهذا يعنى ان النصرانية تتعامل مع الحاضر فقط ولا تخطط للمستقبل بينما الإسلام يطلب التخطيط للمستقبل مع ربطه بمشيئة الله وهى قولنا إن شاء الله سنفعل غدا وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله "ولذا قيل اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا
مؤلفات عن المستقبل :
إن مؤلفات الخيال عن المستقبل تاريخها كاذب كبقية التواريخ فلا ذكر لمؤلفات مسلمة قبل مؤلفات الغرب مثل كتب اليوتوبيا لتوماس مور وأطلنطا الجديدة لفرانسيس بيكون ونمو السكان لتوماس مالتوس وروايات جول فيرن مثل حول العالم فى 80يوما وعشرون ألف فرسخ تحت الماء والتوقعات واليوتوبيا الجديدة وشكل الأشياء المستقبلية للكاتب ه0ج 0ويلز وقد سموا هذا العلم الدراسات المستقبلية "ميلو نتو لوجى "وهى كلمة يونانية تعنى أحداث المستقبل ولكن اقتراحه لم يحظ بالقبول وأما تسمية علم المستقبل فيقال أن صاحبها أوسيب فلنختهايم ومن مؤلفات العصر عام2000لهيرمان كاهان والمليون سنة التالية لتشارلز داروين وصورة الغد لجورج سول وكتب ألفين توفلر كصدمة المستقبل والوجه الثالث وظهر أخيرا كتب النماذج العالمية فى بحوث المستقبل مثل تقرير حدود النمو وتقرير بارى لوتشى
مجالات علم تخطيط المستقبل:
تنقسم المجالات لنوعين
1- مجال المشاريع وهو ينقسم بدوره للتالى :
أ- مشاريع الخدمات التى تقدم بلا مقابل كالمشافى والمدارس
ب-مشاريع الإنتاج التى تقدم السلع للناس بسعر التكلفة مضاف له ربح وذلك للإنفاق من الربح على مشاريع الخدمات وبعض طوائف الشعب
ج-مشاريع النفع العام وهى مشاريع تفيد ولايات الدولة المختلفة أو بعضها فى الاقتصاد مثل انشاء السدود والقنوات التى تربط بين المجارى المائية من بحار ومحيطات
د-مشاريع الدفاع ومهمتها توفير الأسلحة والذخيرة وكل ما يخص الجهاد
وتقوم الدولة بإنشاء هذه المشاريع عن طريق وزارات الدولة المختلفة كل فى ما يخصه
2-مجال تطوير الآلات ومهمته اعداد مشاريع لتطوير الآلات فى مختلف المجالات وتنقسم هذه المشاريع لقسمين :
أ-المشروعات الجماعية التى تتم داخل معامل البحوث التابعة للوزارات
ب-المشروعات الفردية وهى التى يقوم بها فرد داخل معمله الذى جهزته الوزارة له فى مكان ما غير مكان عمله الأساسى
ووجهة نظرى فى تطوير الآلات هى أن هذا العصر وصل للنهاية فى تطوير الآلات فى الأنواع بمعنى أن العصور القادمة لن تتعدى الآلات الموجودة الآن كأنواع مثل الحواسب والتلفازات والثلاجات والمصورات وأما التطوير فسيكون فى
-حجم الجهاز حيث يكون الغالب هو الحجم الصغير
-شكل الجهاز وسيحدث فيها تنوع كبير من أجل الجمال وخداع اللصوص وضم عدة أجهزة فى جهاز واحد
-سعة الجهاز حيث ستزداد سعة كل جهاز غالبا
-طرق تشغيل الأجهزة حيث ستتنوع الطرق وتصبح أكثر سهولة
-قوة الجهاز حيث ستزداد قوة الأجهزة بدون استخدام طاقة كثيرة
ومما ينبغى قوله أن الآلات لن تحل محل الإنسان إلا فى مجالات العمل الخطرة على الإنسان وسيطغى استخدام الآلات على مجالات معينة مثل أعمال الحمل والرفع بحيث يصبح عدد العاملين فى هذه المجالات قليل ووظيفته هى التوزيع النهائى لأجزاء الحمل مع تشغيل الآلات
الأبعاد الزمنية لعلم تخطيط المستقبل
إن أى مشروع له عمر افتراضى يحكمه بداية المشروع والعمر الافتراضى تخمين يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ ومن ثم من العبث تحديد هذا العمر ولكن يتم وضع عمر متعارف عليه حتى يمكن محاسبة المنشئين إذا انهار قبل العمر المتعارف عليه عند الناس بعقوبة الإفساد فى الأرض أو بعقوبة جريمة الخطأ
والخطط يجب أن تكون سنوية تقوم على أساسين:
1-الإبدال بمعنى وضع بديل للمشروع الذى سينتهى عمره الافتراضى فى هذه السنة بحيث عند هدم القديم يعمل الجديد
2-التوسع بمعنى وضع مشروعات تواجه الزيادة السكانية فى هذه السنة وفى سنوات عمر المشروع
التطور فى مجالات علم التخطيط المستقبلى :
يتناول علم التخطيط فى الإسلام مجالين :
أ-الاقتصاد وتطوره يتمثل فى مشروعات التوسع ومشروعات الإحلال والتجديد وأما أشكال التعامل الاقتصادى فثابتة لثبات الأحكام فى الإسلام
ب-التعليم وتطوره يتمثل فى إدخال آلات جديدة للتدرب عليها فى الكليات التخصصية وكذا فى مراكز التدريب والكتابة عن الآلات الجديدة وأسس عملها فى الكتب الدراسية وذلك لتعريف الطلاب بالجديد فى العلم على اختلاف أنواعه وكذلك عن المخلوقات المكتشفة حديثا
حكايات الخيال العلمى :
يوجد بين حكايات ما يسمى الخيال العلمى سواء اتخذت صورة المسرحيات أو الرواية أو القصة وكلها يسمى فى الإسلام المتخيلات قواسم مشتركة تتمثل فى التالى :
- سيطرة الآلات على مجالات العمل بمعنى أن الآلة هى التى تقوم بالأعمال التى يقوم بها الإنسان
- انشاء مجتمع الوفرة والرفاهية وعدم عمل الإنسان غالبا
- رغبة الإنسان فى العودة للماضى ولا سيما العودة للعمل فى وظيفة تشغل وقته وتعطيه الإحساس بالحاجة للراحة بعد التعب وهو تخيل ليس علميا لأنه تناسى أمور عدة :
أ-شهوات الإنسان التى تجعل طائفة من الناس همها التسيد على الأخرين مما يجعلهم يحكمون المجتمع ويمنعون الرزق عن الأخرين إلا الفتات الذى يضمن لهم الحياة
ب-أن لكل شىء حد والآلة لها حد لا يمكن تخطيه وهو أنها لا تقدر على العمل إلا إذا شغلها الإنسان كما أنها لا تقدر على التفكير ولا تقدر على العمل ما لم يشحنها الإنسان
الطاقة والمستقبل :
خرجت بعض الدراسات المستقبلية بنتيجة تقول أن موارد الطاقة ستنضب قبل مرور خمسة قرون من الآن وهى نتيجة خاطئة لأن الشجر وهو مصدر النار أى الطاقة موجود باستمرار مصداق لقوله تعالى بسورة الواقعة"أفرأيتم النار التى تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين "والنار هى الوقود لقوله بسورة المطففين "النار ذات الوقود "
طعام الإنسان:
من النتائج التى خرجت من كثير من الدراسات المستقبلية قول يزعم أن الأرض لن تقدر على إطعام البشر بسبب زيادتهم المستمرة وهو زعم يفنده قوله تعالى بسورة فصلت "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "ومعنى هذا أن الطعام يكفى كل البشر مهما زاد عددهم ولكن بشرط التساوى وهو الذى يمنعه حكام البشر الظالمين حيث يستأثرون بنصيب الأسد من كل شىء زد على هذا أن النباتات المستخدمة فى الزراعة العالمية لا تتعدى الثلاثمائة نوع بينما باقى الأنواع الموجود فى الطبيعة لا تزرع ولا تأكل ثمارها مما يعنى وجود فائض
|
|
|
|
|