وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } وذلك أن كفار مكة صدوا المسلمين عن العمرة عام الحديبية، فقال المسلمون: لو أن الله عز وجل فتح علينا مكة ودخلناها آمنين، فسمع الله عز وجل قولهم، فأنزل الله تبارك وتعالى: { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني أرض مكة { كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من بنى إسرائيل وغيرهم، وعدهم أن يستخلفهم بعد هلاك كفار مكة { وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ } الإسلام حتى يشيع الإسلام { ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ } يعني الذي رضي لهم { وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ } من كفار أهل مكة { أَمْناً } لا يخافون أحداً { يَعْبُدُونَنِي } يعني يوحدونني { لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً } من الآلهة { وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ } التمكين في الأرض، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } [آية: 55] يعني العاصين.