بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى على جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبوبكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم.
في تفسير هذه الآية المباركة، قال الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:
"إن الله تعالى لما خلق آدم، وسوّاه، وعلمه أسماء كل شيء وعرضهم على الملائكة، جعل محمّدا ًوعليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أشباحاً خمسة في ظهر آدم، وكانت أنوارهم تضيء في الآفاق من السماوات والحجب والجنان والكرسي والعرش، فأمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، تعظيما له أنّه قد فضله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح التي قد عم أنوارها الآفاق. فسجدوا [لآدم] إلّا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله، وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت، وقد تواضعت لها الملائكة كلها واستكبر، وترفع، وكان بابائه ذلك وتكبره من الكافرين.
وقال علي بن الحسين عليهما السلام: حدثني أبي، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه، إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره، رأى النور، ولم يتبين الأشباح. فقال: يا رب ما هذه الأنوار؟
قال الله عز وجل: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك، إذ كنت وعاء لتلك الأشباح. فقال آدم: يا رب لو بيّنتها لي؟
فقال الله عز وجل: انظر يا آدم إلى ذروة العرش. فنظر آدم، ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش، فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية فرأي أشباحنا. فقال: يا رب ما هذه الأشباح؟
قال الله تعالى: يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي: هذا محمد وأنا المحمود الحميد في أفعالي، شققت له اسما من اسمي. وهذا علي، وأنا العلي العظيم، شققت له اسما من اسمي. وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض، فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي، وفاطم أوليائي عمّا يعرهم ويسيئهم فشققت لها اسما من اسمي. وهذان الحسن والحسين وأنا المحسن [و] المجمل شققت إسميهما من إسمي هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريّتي، بهم آخذ، وبهم أعطي، وبهم أعاقب، وبهم أثيب، فتوسل إليَّ بهم. يا آدم، وإذا دهتك داهية، فاجعلهم إلي شفعاءك، فإنّي آليت على نفسي قسماً حقّاً [أن] لا أخيب بهم آملا، ولا أرد بهم سائلا. فذلك حين زلت منه الخطيئة، دعا الله عز وجل بهم، فتاب عليه وغفر له".
المصدر
تفسير الإمام العسكري عليه السّلام، تحقيق محمّد الصالحي الأنديمشكي، ص193-194.
اللهّم إنّا نسألك ونتوسّل إليك بحقّ الأنوار المقدّسة أولياء نعمتنا محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وأبنائهم عليهم السّلام
أن تجعلنا من المبغضين واللاعنين لصنمي قريش وابنتيهما وأتباعهم ومن المتمسّكين بموالاة أهل بيت العصمة عليهم السّلام وأن تفرّج عنّا وعن المؤمنين والمؤمنات بظهور مولانا الإمام الحجّة بن الحسن على آبائه وعليه الصّلاة والسّلام ،،،