من المشاكل التي عاشها الانسان الاول ومازلنا نعيشها في اكثر من جانب من جوانب الحياة على المستويين الفكري والعلمي هي مشكلة الوسوسة
والوسوسة تمثل حالة نفسية يعيش الانسان معها بعض الخواطر او بعض المشاعر
او بعض الانطباعات التي لاتنطلق من حسابات معقولة بل
تنفذ الى وجدان الانسان واحساسه ومشاعره من دون ان تستند الى دراسة دقيقة
وقد بدأت الوسوسة من الشيطان مع ابينا آدم (عليه السلام)
وأمنا حواء (عليها السلام ) اللذين أراد الله تعالى ان يدخلهما في دورة تدريبية تهيء
لهما الفرصة الواقعية ليعيشها في الارض مع ابليس بسلام اي بوعي
فقد خلق الله آدم ومعه حواء إنسانين طيبين طاهرين لم يلتقيا بأية تجربة سلبية
مع أي كائن كان لأنهما لم يعيشا في أي موقع من مواقع الحياة
التي يصطدم فيها المخلوق بالمخلوق بشكل مباشر فكانا من الطيبة بحيث يتصور
ان كل مخلوق حتى ابليس نفسه لايمكن ان يكذب او يغش
لانهما كانا لايعرفان ماهي طبيعة الغش؟ وماهي طبيعة الكذب؟فلقد كانا الصدق
كله والنصح كله لأن ذلك هو ماتمثله طهارة الانسان في فطرته
فوسوس لهما الشيطان
ليبدي لهما ماوري عنهما من سوءاتهما وقال مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة
الاان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وبدأ الشيطان
الوسوسة في ذرية آدم وذلك بأن يوسوس للانسان من خلال ما اعطاه الله
تعالى من القدرة على النفاذ الى مشاعر الانسان وخواطره
وغرائزه فبدأ يزين ويقبح ويستغل غفلة الانسان فأستطاع ان يجعل من نفس
الانسان نفساً وسواسة وهذا ماحدث الله تعالى عنه
بقوله
اخواني واخواتي المؤمنين المتواجدين في هذا المنتدى الرائع والقيم
لعنا نستشعر هذه الوساوس عندما تثير النفس فينا من خلال حالتها الغرائزية
الانفعالية كثيراً من الافكار اللامعقولة والهواجس والمشاعر
والأحاسيس الطارئة الغريبة ولقد اراد الله سبحانه وتعالى ان ننتبه الى ان
حالة الوسوسه حالة شيطانه(اعوذ بــ لله من الشيطان الرجيم اللعين )
فأنزل سورة كاملة أراد للانسان ان ينفتح فيها على وعي
هذا المخلوق الذي ينفذ للانسان في موقع الفكر حتى اذا تفاعلت الوسوسة
في نفسه اندفع ليثير وسوسة اخرى وهكذا حتى يتحول الانسان
الى مجموعة من الوساوس التي تحاصر عقله وقلبه وشعوره ثم تنفذ الى عمله
وهذا هو اخطر اشكال الوسوسة وجاءت هذه السورة لتفتح
وعي الانسان على الوسواس الخناس ليحذر منه فيستعيذ بالله الذي يملك
القوة كلها إذا أحس بالضعف عن مقاومته منه.
هذا الموضوع من كتابتي وترتيبي ارجوا ان ينال اعجابكم
وتقيمكم
مع جزيل شكري لكم
نسألكم الدعاء