7ربيع الثاني وحسب الرواية ذكرى وفاة الصديقة الطاهرة فاطمةالزهراء سيدة نساء
العالمين... السيدة اللذي قال فيها خاتم النبيين وسيد الوصيينابا القاسم محمد صلى
الله عليه واله وسلم::
إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضىلرضاها. فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني
ومن أحبها فقد أحبني. فاطمة قلبي وروحيالتي بين جنبَيّ. فاطمة سيدة نساء العالمين.
عظم الله أجوركم واجورنا يا صاحبالزمان (عجل الله تعالى فرجك وسهل مخرجك )
عظم الله أجوركم يا مراجعنا العظام .. عظم الله أجوركم يا موالاين ..
سيرة سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع)
بطاقة الهوية:
الأسم: فاطمة الزهراء (ع)
اللقب: الزهراء
الكنية: أم الأئمة
اسمالأب: محمد بن عبد الله (ص)
اسم الأم: خديجة بنتخويلد
الولادة: 20 جمادى الاخرة عام 5 بعد البعثة
الشهادة: 3جمادى الاخرة عام 11 ه
مكان الدفن: مجهول عند الناس
حياة السيدةالزهراء (ع):
ولدت السيدة فاطمة الزهراء (ع) بعد مبعث الرسول (ص) بخمسسنين في بيت
الطهارة والإيمان لتكون رمز المرأة المسلمة وسيدة نساء العالمين وأمالأئمة حيث
كانت القطب الجامع بين النبوة والامامة. فاطمة وأبوها وبعلهاوبنوها.
طفولة فاطمة (ع):
نشأت فاطمة الزهراء (ع) في بيت النبوةومهبط الرسالة فكان أبوها رسول الله (ص)
يزقها العلوم الالهية ويفيض عليها منمعارفه الربانية.
وشاءت حكمة الله تعالى أن تعاني هذه الأبنة الطاهرة ماكان يعانيه أبوها من أذى
المشركين فيما كان يدعوهم الى عبادة الإله الواحد. ولم تكدتبلغ الخامسة من عمرها
حتى توفيت أمها خديجة فكانت تلوذ بأبيها رسول الله (ص) الذيبات سلوتها الوحيدة
فوجدت عنده كل ما تحتاجه من العطف والحنان والحب والاحترام. ووجد فيها قرة
عينه وسلوة أحزانه فكانت في حنانها عليه واهتمامه به كالأم الحنونحتى قال عنها:
"فاطمة أم أبيها".
هجرة فاطمة (ع):
بعد أن غادر النبي (ص) مكة متوجهاً الى المدينة لحق الامامعلي (ع) به ومعه
الفواطم، ومنهم فاطمة الزهراء (ع)، وكان عمرها انذاك سبع سنوات،فلحقوا جميعاً
بالنبي (ص) الذي كان بانتظارهم ودخلوا المدينةمعاً.
زواج فاطمة (ع) من علي (ع):
ما بلغت فاطمة الزهراء (ع) التاسعة من العمر حتى بدا عليهاكل ملامح النضوج
الفكري والرشد العقلي فتقدم سادات المهاجرين والأنصار لخطبتهاطمعاً بمصاهرة
النبي (ص) ولكنه كان يردهم بلطف معتذراً بأن أمرها الىربها.
وخطبها علي (ع) فوافق النبي (ص) ووافقت فاطمة وتمّ الزواج على مهرقدره
خمسمائة درهم، فباع علي درعه لتأمين هذا المهر ولتأثيث البيت الذي سيضمهمافكان
أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلق به القربة واشترى
جرةً وكوزاً،
وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدة من ليف.
لقد كان هذا البيت المتواضع غنياًبما فيه من القيم والأخلاق والروح الايمانية العالية
فبات صاحباه زوجين سعيدينيعيشان الألفة والوئام والحب والاحترام حتى قال علي
(ع) يصف حياتهمامعاً.
فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّ وجلّ،ولا أغضبتني ولا
عصت لي أمراً. لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموموالأحزان.
وقد كانا قد تقاسما العمل، فلها ما هو داخل عتبة البيت وله ماهو خارجها. وقد أثمر
هذا الزواج ثماراً طيبة، الحسن والحسين وزينب وأمكلثوم.
تعلق رسول الله (ص) بإبنته فاطمة (ع) تعلقاً خاصاً لما كان يراهفيها من وعي
وتقوى واخلاص فأحبها حباً شديداً الى درجة أنه كان لا يصبر على البعدعنها، فقد
كان إذا أراد السفر جعلها اخر من يودع وإذا قدم من السفر جعلها أول منيلقى.
وكان إذا دخلت عليه وقف لها إجلالاً وقبلها بل ربما قبل يدها. وكان (ص) يقول:
"فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد اذىالله".
ومع ذلك فقد جاءته يوماً تشكو إليه ضعفها وتعبها في القيام بعملالمنزل وتربية
الأولاد وتطلب منه أن يهب لها جارية تخدمها. ولكنه قال لها: أعطيك ماهو خيرٌ من
ذلك، وعلمها تسبيحة خاصة تستحب بعد كل صلاة وهي التكبير أربعاً وثلاثينمرة
والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرة والتسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة وهذه التسبيحة عرفتفيما بعد
بتسبيحة الزهراء.
هكذا يكون البيت النبوي، لا يقيم للأمورالمادية وزناً، ويبقى تعلقه قوياً بالأمور
المعنوية ذات البعد الروحيوالأخروي.
فاطمة العالمةالعابدة:
لقد تميزت السيدة الزهراء بمستواها العلمي العميق من خلالاهتمامها بجمع القرآن
وتفسيره والتعليق بخطها على هامش اياته المباركة حتى صارعندها مصحف عُرف
بمصحف فاطمة (ع). وقد برزت علومها الالهية في الخطبة الشهيرة التيألقتها في
مسجد النبي (ص) بحضور المهاجرين والأنصار مطالبة بحقها في فدك حيث ظن بعض
من سمعها أن رسول الله(ص) بعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها وبعد مراميها
وعمق فهمهاللاسلام وأحكامه.
كل ذلك دعاها لتكون العابدة المتهجدة الناسكة الزاهدةالورعة حيث كانت تقوم في
الليل حتى تتورّم قدماها ثم تدعو لجيرانها ثم لعمومالمؤمنين قبل أن تدعو لنفسها
حتى عُرف عنها أنها "محدَّثة" أي كانت تأتيها الملائكةفتحدثها.
فاطمة بعد النبي (ص):
عندما حضرت رسول الله (ص) الوفاة أسرَّ إليها بكلمة فبكت،ثم أسرّ إليها بكلمة
فضحكت فسألها البعض عن ذلك بعد وفاة النبي (ص) فقالت: أخبرنيأنه راحل عن
قريب فبكيت ثم أخبرني إني أول الناس لحوقاً به فضحكت.
ولميكد جثمان رسول الله (ص) يغيب في الثرى حتى بدأت مظلومية الزهراء تتعاظم
فقد اغتصبحق بعلها بالخلافة ثم اغتصب حقها في فدك، وهي قرية كان النبي (ص)
قد وهبها لها فيحياته. ولم يراعِ القومُ في ذلك مقامها ومنزلتها عند النبي ولم
يحفظوا فيها وصيتهفاشتد حزنها على فراق أبيها ومظلومية بعلها فكثر بكاؤها حتى
ماتت حزناً وكمداً بعدخمسٍ وسبعين يوماً من وفاة والدها (ص) فدفنها علي (ع) سراً
كي لا يعلم القومبقبرها، وذلك بوصية خاصة منها (ع) للتعبير عن سخطها على ظالميها