بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
هل يجب التخلي عن الوسيلة ؟
ادعاء البعض والرد على ادعائهم
1- أما ادعاؤه بأن الدعاء يجب أن يكون دون واسطة وشفاعة وتوسل وأنه يجب أن يكون بشكل مباشر مع الله تعالى لقربه تعالى منا.
فيرد على كلامه وادعائه هذا: ان المسلمين استغاثوا برسول الله (ص) ليدعو لهم ويغيثهم وينزل لهم المطر ولم يدعوا الله تعالى مباشرة في هذه الحالة واستجاب لهم بهذه الطريقة على أتم وجه حتى كادوا يغرقون.
وكذلك فعل عمر بن الخطاب حينما استسقى بالعباس عم النبي(ص) وأكد أنهم كانوا يستسقون بالنبي (ص) ولم يدع الله تعالى مباشرة بل احتاج عمر لعم النبي (ص) ليستسقي المطر.
وهذه سيرة المسلمين قابل عن دابر مستمرة في هذا العمل.
فماذا يسمى هذا الفعل وكيف يطبقون هذه الآية الكريمة وهذا التنظير على فعل سلفهم كما ذكرناه خصوصاً مع قوله تعالى: ((وابتغوا إليه الوسيلة))؟!
2- أما قولهم بأن التوسل بدعة.
فهذا باطل أيضاً! لأن رسول الله (ص) قد علم أحد الصحابة فعل ذلك والتوسل به إلى الله تعالى كما في حديث الغدير الذي أجمعوا على صحته كابن تيمية والألباني وغيرهم، فقد روى الترمذي وصححه ابن ماجة (1/441) والحاكم في مستدركه (1/313و 526و 519) والهيثمي في (مجمع الزوائد 2/ 279) وصححه الطبراني أيضاً في معجمه وأحمد (4/138) والنسائي وابن خزيمة وصححه الالباني في (صحيح الجامع الصغير ح1279) قال: اللهمَّ إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللهمَّ فشفعه في) .(صحيح) الروض 661، المشكاة 2495:حم،ابن خزيمة,طب،طس.
وكذلك ما رووه بعد وفاة النبي (ص) وفي زمن عثمان .... وقد نفع صاحبه.
3- أما الاستغاثة.
فان حال محمد وآل محمد بعد الموت والانتقال عن هذه الدنيا الفانية ومفارقتها بأجسادهم تبقى أرواحهم قائمة حية مستمرة وتزداد القابلية حينئذ فتخترق حواجز الزمان والمكان التي تحدد المادة وتتحكم في قابلياتها وأما الروح فليس بمادة ولا هي خاضعة لقوانين المادة فلا حدود لها ولا تأثير للزمان والمكان عليها...
ولذلك كان(ص) يقول كما رواه الهيثمي في (مجمع الزوائد 9/24) عن ابن مسعود عن النبي (ص) قال: (إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام)، قال: وقال رسول الله (ص): (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم) قال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وكذلك في الصلاة والسلام على رسول الله (ص) قد وردت الاحاديث بأنه (ص) يرد السلام ويسمع الصلاة عليه وتعرض عليه يوم الجمعة، وغير ذلك مع أنه (ص) لم يكن يسمع كل ذلك في حياته ولا تعرض عليه اعمال أمته!!
وهناك حديث عندهم يأمر بالاستغاثة بغير الله تعالى وهو قوله (ص): (إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفلاة من الأرض لا يرى بها أحداً فليقل: أعينوني عباد الله ، فإنه سيعان) رواه ابن ابي شيبة في مصنفه (7/132) وكذلك رواه أبو يعلى والطبراني عن ابن مسعود قال: قال رسول الله(ص): (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله أحبسوا يا عباد الله احبسوا فإن لله حاصراً في الأرض سيحبسه (عليكم).
وعقد الهيثمي في (مجمع زوائدة 10/123) باباً بهذا الشأن وهو: باب ما يقول إذا انفلت دابته أو أراد غوثاً أو أضل شيئاً: ثم ذكر حديثاً عن عتبة بن غزوان عن نبي الله (ص) قال: (إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله اعينوني فإن لله عباداً لا نراهم)، وقد جرب ذلك ... رواه الطبراني... وأتبعه بحديث ابن عباس أن رسول الله (ص) قال: (إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله..) رواه الطبراني ورجاله ثقات. ثم روى حديث ابن مسعود الذي ذكرناه عن أبي يعلى والطبراني .
والملائكة وعباد الله هم غير الله قطعاً وهذا أمر بالاستغاثة بهم مع عدم حضورهم ورؤيتهم ولم يأمرهم بالإستغاثة بالله.
فهل رسول الله (ص) يعلم أمته الشرك ويأمرهم بفعله أم إنه يعلمهم أن لله تعالى عباد صالحون وأولياء مصطفون بهم تستجاب الدعوة وبهم يستغاث لأن الله تعالى أكرمهم وأعلى قدرهم في الدنيا قبل الآخرة فجعلهم سبله وسبل نيل عونه تعالى وغوثه (( ورفعنا لك ذكرك )) وقد أمرنا تعالى بذلك وأحبه فقال (( وابتغوا إليه الوسيلة )).
ومع كل هذا يجب الاعتقاد بأن هؤلاء عباد لله فقراء لا يملكون شيئاً ولا ذرة ولا حولاً ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الغني عن العالمين .