توضيح بشأن الكوكب العاشر
فيما يلي توضيح فيما يتعلق بالكوكب الذي اكتشفه العلماء حديثاً، وسموه كوكب زينا، وسمعنا من بعض القراء عن معجزة قرآنية في قصة سيدنا يوسف عندما رأى أحد عشر كوكباً، وقالوا بأن الاكتشاف يمثل معجزة قرآنية، ولكن الحقيقة غير ذلك، لنقرأ...
منذ فترة وجيزة اكتشف العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا Nasa" كوكباً جديداً ورأوه للمرة الأولى بواسطة تليسكوب الفضاء هابل Hubble. وقد سمى العلماء هذا الكوكب البعيد باسم Xena . إن قطر هذا الكوكب بحدود 2400 كيلو متر، ويقع هذا الكوكب على أطراف المجموعة الشمسية حيث يبعد عنا 135 بليون كيلو متر، أي 900 مرة بعد الأرض عن الشمس! إن هذا الكوكب يدور حول الشمس دورة كاملة كل 10500 سنة!!
هذا ما أطلقته أبحاث علماء الغرب، ولكن بعض المسلمين سارعوا لإطلاق اسم المعجزة القرآنية على هذا الكشف، واستدلوا على ذلك بقول سيدنا يوسف عليه السلام: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) [يوسف: 4].
ولكن الكواكب المكتشفة عشرة كواكب فأين الكوكب الحادي عشر؟ لقد ذهب بعضهم إلى أنه يوجد حزام من الكويكبات يمكن اعتباره الكوكب الحادي عشر، وبالتالي تتحقق المعجزة القرآنية في الحديث عن الكواكب الإحدى عشرة قبل أن يكتشفها العلماء!
وهنا لا بد من توضيح يتعلق بما يسميه العلماء بضوابط الإعجاز العلمي. فللمعجزة القرآنية أسس وقواعد ينبغي اتباعها أثناء استخراج هذه المعجزة، فلا يجوز لأي مؤمن أن يفسر القرآن برأيه من دون الاستناد على حقائق كونية ثابتة تطابق النص القرآني.
إن سيدنا يوسف عليه السلام رأى 11 كوكباً، والسؤال: هل تشمل هذه الكواكب كوكب الأرض؟ بما أن سيدنا يوسف يعيش على الأرض وقد رأى من عليها الشمس والقمر، فأغلب الظن أن الكواكب التي رآها يوسف هي كواكب عددها 11 كوكباً وكوكب الأرض غير موجود بينها، وبخاصة أن القرآن لا يسمي الأرض كوكباً أبداً.
ولذلك يمكن الاستنتاج بأن العلماء اكتشفوا في الحقيقة 9 كواكب عدا الأرض، ويجب أن يكتشفوا كوكبين آخرين ويؤكدوا بأن المجموعة الشمسية لا تحوي سوى هذه الكواكب وعددها 11 عدا الأرض، وذلك حتى تثبت المعجزة القرآنية.
رسم توضيحي للكوكب العاشر ونرى الشمس تشرق عليه من الزاوية العليا على يسار الصورة، هذا الكوكب لا يمكن رؤيته بوضوح بسبب بعده الشاسع عن الأرض. فهو الجسم الأبعد عن كوكب الأرض ضمن المجموعة الشمسية. تبلغ درجة حرارة هذا الكوكب 240 درجة تحت الصفر!
ولذلك نرجو من الإخوة القراء أن ينتبهوا إلى أي اكتشاف جديد ويتثبتوا من مطابقته للنص القرآني قبل أن ينسبوه للقرآن، مع تسليمنا الكامل بأن القرآن قد تحدث عن كل شيء، والدليل أن الله تعالى يقول: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]، إلا أن المؤمن الحريص على كتاب ربه، عليه ألا يتسرع في اعتبار أي اكتشاف كوني يمثل معجزة قرآنية، بل ينبغي عليه أن يتحقق جيداً من هذا الأمر لأننا أمام كتاب الله تعالى، ولا يجوز لنا أن ننسب إلى هذا الكتاب ما ليس منه.