اعلم ان التوبة اول مقامات الدين، و راس مال السالكين، و مفتاح استقامة السائلين، و مطلع التقرب الى رب العالمين، و مدحها عظيم، و فضلها جسيم، قال الله-تعالى-:
«ان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين» (21)
و قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «التائب حبيب الله، و التائب من الذنب كمن لا ذنب له» . و قال الباقر-عليه السلام-: «ان الله-تعالى- اشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته و زاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله اشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها» . و قال -عليه السلام-: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له، و المقيم على الذنب و هو مستغفر منه كالمستهزئ» . و قال الصادق-عليه السلام-: «ان الله يحب من عباده المفتن التواب» : يعني كثير الذنب كثير التوبة. و قال-عليه السلام-:
«اذا تاب العبد توبة نصوحا، احبه الله فستر عليه» فقلت: و كيف يستر عليه؟
قال: «ينسى ملكيه ما كانا يكتبان عليه، و يوحى الى جوارحه و الى بقاع الارض ان اكتمي عليه ذنوبه، فيلقى الله-عز و جل-حين يلقاه و ليس شىء يشهد عليه بشيء من الذنوب» . و قال الصادق-عليه السلام-: «ان الله -عز و جل-اعطى التائبين ثلاث خصال لو اعطي خصلة منها جميع اهل السماوات و الارض لنجوا بها: قوله-عز و جل-:
«ان الله يحب التوابين. . . » الى آخره (22) ، و قوله:
«الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يؤمنون به و يستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة و علما فاغفر للذين تابوا-الى قوله-و ذلك هو الفوز العظيم» (23) .
و قوله: «و الذين لا يدعون مع الله الها آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق اثاما، يضاعف له العذاب يومالقيامة و يخلد فيه مهانا، الا من تاب و آمن-الى قوله- و كان الله غفورا رحيما» (24) .
و قال ابو الحسن-عليهما السلام-: «احب العباد الى الله المنيبون التوابون» .
--------------------------------------------------------------
21) البقرة، الآية: 222.
22) البقرة، الآية: 222.
23) المؤمن، الآية: 7-9.
24) الفرقان، الآية: 68-70.
منقول نصا من كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين
- التوبة: هي الرجوع من الذنب بالقلب واللسان والجوارح، وترك المعاصي في الحال، والعزم على عدم المعاودة في المستقبل، وتدارك ما يمكن تداركه.
- هل التوبة واجبة على الفور، أم أن وجوبها ليس فورياً؟
- التوبة واجبة على الإنسان فوراً عقلاً وشرعاً، فالعقل يحكم بوجوب الاحتراز عن الذنوب التي تدخل العبد في المهالك، وتضيع عليه ثواب الآخرة، أما شرعاً،فقوله تعالىيا أيها الذي آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم)، وقال تعالىتوبوا إلى الله جمعياً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)التائب حبيب الله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وأما في وجوب التوبة على الفور فلاشك فيه، لأن ضرر الذنوب يجب دفعه على الفور فلا مجال للتسويف والتأخير، وقد قال الإمام الصادق(عليه السلام)تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة)، وعن أمير المؤمنين(عليه السلام) في أحد كتبه إلى بعض أصحابهفتدارك ما بقي من عمرك، ولا تقل غداً أو بعد غد، فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف، حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون).
- ما هي النتائج المترتبة على التوبة؟
من نتائج التوبة:
غفران الذنوب، قال تعالىإلاّ من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله)التوبة تجبّ ما قبلها).
نزول الرحمة على التائب، قال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)التوبة تستبدل الرحمة).
طهارة القلب: قال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)التوبة تطهر القلوب وتغسل الذنوب).
- بماذا يعرف التائبون؟
- من علامات التائب؟
1-الندم على فعل الذنب. 2-الاعتراف بالذنب إلى الله فقط من دون ذكر الذنب للناس. 3-إصلاح ما قد فسد بفعل الذنب. 4-عدم العود على الذنب. 5-النصيحة للآخرين
من رحمة الله تعالى بهذا الإنسان الضعيف أنه فتح له باب التوبة ، وأمره بالتوبة، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي في مناسبات كثير طوال العام و الايام وذلك في الصلاة و الدعاء و موسم الحج و شهر رمضان.
لذلك لا يوجد عذر في تأخير التوبة و ارجوع عن الذنب..
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل اللهم فرج الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف
والعن اعداهم أجمعين من الأولين الى الآخرين
شكرا أخي العزيز (خادم المذهب)
موضوع في غاية الروعة وجميل
وموفق لكل خير ونتمى الأكثر
ونتمنى منك تفاعل أكثرفي منتدى الكتاب
موفقين لكل خير
والتوفيق للجميع