اشترى معاوية دهاة الرجال في عصره بالإمرة والمال والاستلحاق بالنسب ، وصانع الرؤساء ، وداهن أعداءه ، وبذل وافر المال ، وتظاهر بالحلم والاغضاء عن خصومه أجمعين ، حتى إذا اتسق له الامر ، وتم له الملك ، أظهر دخيلة نفسه ، وجعل الخلافة ملكا عضوضا .
قتل معاوية كثيرا من شيعة علي من أشباه حجر وعذب . وذلك حنقا منه عليهم وتوطيدا لملكه ، وفي سبيل تشييد ملكه لم يرتدع معاوية عن أي منكر يفعله بأعدائه ، أو أوليائه . وقد انصرف في أول عهده إلى توطيد أساس ملكه . ومن بعده إلى توريثه لعقبه .
ثم دخل معاوية الكوفة ، وخطبهم فقال : إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ، ولا لتصوموا ، ولا لتحجوا ، ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك ، إنما قاتلتكم لاتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون