أنشودة اليقين ( في رثاء سيد الشهداء ) (ع)
عزّ في القلب المصابا * بعدما زلّ وتابا
نشوة الموت يقينا تصرع القوم الذئابا
حجب الشمس عويل وجوىً بالدمع ذابا
الشمر وغدٌ ثم فضٌ ثم اعمى
جُن ياصاح جنوناً شق بالكفين هاما
قطع الرأس وأمسى يحتسي الخمر زؤاما
نال بالشتم عليا وكذا السبطين جاما
بالثنيات علوٌّ قاعدٌ منهم وقاما
دكدك الكون اظطرابا وهوى النجم وغابا
صوت نيران مدوي وجوىً بالدمع ذابا
كيف بالاوصال سيفٌ دار بالحر وطر
فرطّ الماء لكبدٍ حين بالطف انهمر
كيف يرضى القوم نهبا والمصاريع شذر
ظاقت الدنيا بثلو فوق رمضاء عثر
هذه عين ودمع شف جفنيها وتر
بلسم الدم رضابا فاض بالترب وطابا
ذهب السعي بقوم وجوىً بالدمع ذابا
ليت يامولاي اني عند محراب الطفوف
اتقي بالصدر سهما ان بدى بين الصفوف
ملءَ القرب فرتا حينها اعطى الكفوف
سار بالموت عظيمٌ قبل ما تمضي السيوف
دقت الهيجاء بابا ونزوى طفل وشابا
خط بالعذراء خوف وجوى بالدمع ذابا
ربي بالرسل اجرني فانا ذاك الدخيل
ان عندي كربلاء روضة تشفي العليل
طائرٌ يرنو قتيلاً ضاق بالافق السبيل
كلما ينساب جرحٌ قبّلَ الجرح القتيل
شطَّ بالرمضاء شوقٌ وجفى الخلُّ خليل
سئم الوجد وخابا من هوى الصرح اغتصابا
ليت شعري بسمومٍ وجوىً بالدمع ذابا
كلما يثني فؤادي ينثني قلب الرضيع
وحبا الله لنحرٍ يوم بالدم نفيع
ماجت الثكلى صراخا والنوى يطوي الشفيع
ليت ياجلباب عيني لن ترى ماقد يضيع
ان للموت حجابا يحجب الغض اللبابا
جعل الحزن حزيناً وجوىً بالدمع ذابا
عبدوا الشيطان نيهاً وكذا الثور المجنّح
فعلى النار سجيناً وغدا الجلاّد يمرح
فوق تيجان المحيّا هكذا السوط ترنّح
صرخت المذعور سهمٌ كلما ينساب يجرح
كل وغد لايبالي نسي الله وطوّح
زعزع الشيخ غضابا وغفى حين استطابا
ضلَّ بالطيف مزارٌ وجوىً بالدمع ذابا
(ع) لا يوم كيوم كربلاء ( في رثاء سيد الشهداء )
ضاقت عيوني ومزقت الحجابا
ونصبت حزنا للحسين مصابا
وذبحت في عرس التأسي قصائدي
وفتحت من فيض المآتم بابا
قد راح يحدوا بالسؤال مكابرٌ
دهراً فصادف بالطفوف جوابا
وعشقت من كثر الرزايا مدامعي
وهدمت صرحاً يمتطيه عتابا
وكنت اذا عند اليتامى مودعٌ
الا وسالت في الخدودِ صبابا
أو كان زهواً بالحتوف وعفّرت
تلك الوجوه من الدماء خضابا
لو كان يوسف بالقميص مسربلاً
ضاقت دهوراً بالبكاء ذئابا
فكيف شلوك ياصريع بتربةٍ
عصر التوسمُ بالنحور رضابا
وفي صمّ الصعاب تشبث خاطري
تيهاً وعاد على السفوح ترابا
أو كاد جرحٌ تستغيث صروفه
بدأ التودد لو يعاد شبابا
مشت النفوس على الطفوف كأنما
تمشي الاسود الى العرين خبابا
وتجلّدت فيهم خفافاً عصبةٌ
مدوا القلوبَ مسالحاً ورقابا
شدّ الغلات بغيّهم فارتابهم
شد الخريفُ على الشتاء نقابا
شقت لكم مولاي كل كريمةٍ
اصلاً وفرعاً بالسماء سحابا
لا ينثني عزم الاُباة فأنما
ضمَّ الحروف من الضياع كتابا
نُملي الصدور محاجري وغليلها
يقم الصلاة وادمعي محرابا
قرة العين ومنهاج الثائرين ( في رثاء سيد الشهداء (ع) )
ياحبيب الثائرين وذرات التراب
ونبراس المثاني بفاتحة الكتاب
يا ثلة الرسل الكرام على المدى
واخوا الصحيفة والصحائف والخطاب
هل كان الاعراب في كبد الضحى
تبكي الحسين بما تجرع والقباب
او تدري ما يباغتها قريشٌ
كيف التجنّي بالاشاوسة الغضاب
او تعلم بالطفوف تقطعت
درر الصدور واسدلت الرقاب
او يعلم الانسان ان حياته
باتت هشيماً حين صادفها الضباب
هل جاء بالتورات صبر اضحيةٍ
مثل الحسين وفي الانجيل بالعزاب
ولا يحيى صريع بعد معضلةٍ
الا واخفق بالمسائلة الجواب
افردتُ قلبي على علانه دنفاً
من ذا يشاطر بالمعادلة الحساب
ان لم اكن متطرفاً لرثائهم
فمن المؤكد يحتكم العتاب
حطّت امية من عشواء فعلتها
نطوي الفضائل او تقاسمها الذئاب
لكل حرٍّ جدارا يستضل به
وجدار عبدالشمس هاتكة الحجاب
ما كان فيها للجواد بقيتاً
ولا هي عند الموت تعتصر الثواب
اشياخهم نطفٌ في رحم فاجرةٍ
من عبدهم وطرٌ تضاجعهُ الكلاب
هاذي اصولكم وتلك فروعكم
بيد المنون فأيكموا الغراب
..؟
هاذي قبوركم وتلك قبورهم
تحف الزمان يعانقها السحاب
وانت يافرات مادهاك وقد
شربَ التّردّي وسال فيك اللعاب
او ما تستحي يافرات وتمضي
ان بعد الذنوب ينهمر الخراب
تصد بمائك يافرات لمن
لصيحات الحسين وطفل الرباب ...؟
خرجت من القُربى يافرات كئيبٌ
عفنٌ غليظٌ لمقبرة الذباب
تمرغت الامهات وانت البخيل
على ابوابك فافتح لجودك باب
مات التوسل يافرات وقد
يكفي التذلل للشقي اللباب
ما قامت القيامة والساعة فيها
ان الحسين قيامته عُجاب
لا ينمحي ذكر الحسين وكربلاء
فللحرِ حب سخيٌ كريم الشعاب
الشاعر
فالح الحاج حميد العبودي
بغداد / الحسينية / مجمع الشهيد الصدرقدس سره الشريف