الشبهة التاسعة
قال الوهابي مدلساً :
لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنيفية أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له:
( يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى ) منتهى الآمال ج1 ص 454
الرد :
منتهى الآمال لعباس القمي طاب ثراه
– الجزء الأول – ص 249 – الفصل الخامس من سيرة الإمام الحسين عليه السلام – باب في توجه مولانا سيد الشهداء من مكة إلى كربلاء
وروى ايضا بسند معتبر عن الصادق عليهالسلام انّه قال : سار محمد بن الحنفية الى الحسين عليهالسلام في الليلة التي أراد الخروج صبيحتها عن مكة ، فقال : يا أخي انّ أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بابيك وأخيك
(( انا اقول كتاب بلا عنوان : الغدرة هم الخوارج و النواصب كما جاء به التاريخ و هم من قتل ابيه و اخيه )) ، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى ، فان رأيت أن تقيم فانّك أعزّ من في الحرم وأمنعه .
فقال : يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم
، فاكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت ، فقال له إبن الحنفية : فان خفت ذلك فصر الى اليمن أو بعض نواحي البرّ ، فانّك أمنع الناس به ولا يقدر عليك ، فقال : أنظر فيما قلت
فلمّا كان في السحر ارتحل الحسين عليهالسلام فبلغ ذلك إبن الحنفية ، فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها ، فقال له : يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك ؟ قال : بلى ، قال : فما حداك على الخروج عاجلاً ؟ فقال : أتاني رسول اللّه صلىاللهعليه وآله بعد ما فارقتك فقال :
«
يا حسين أخرج فانّ اللّه قد شاء أن يراك قتيلاً » .
فقال له إبن الحنفية : انّا للّه وانّا اليه راجعون ، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك ، وأنت تخرج على مثل هذه الحال ؟ قال له :
قد قال لي : انّ اللّه قد شاء أن يراهنّ سبايا . وسلّم عليه ومضى
(1) .
وفي روايات معتبرة انّه جاء كل من العبادلة (عبد اللّه بن عباس ، وعبد اللّه بن الزبير ، وعبد اللّه بن عمر) ومنعوا الحسين عليهالسلام من السير نحو العراق ، فكان يجيب كل واحد منهم جوابا شافيا ثم يوّدعه ويذهب
.
وروى أبو الفرج الاصبهاني وغيره انّه : جاء به عبد اللّه بن عباس ، وقد اجمع الحسين عليهالسلام رأيه على الخروج وحققه ، فجعل يناشده في المقام ويعظم عليه القول في ذمّ أهل الكوفة ، وقال له
:
انّك تأتي قوما قتلوا أباك ، وطعنوا أخاك
، وما أراهم الاّ خاذليك ، فقال له : هذه كتبهم معي ، وهذا كتاب مسلم باجتماعهم ، فقال له إبن عباس : أما اذ كنت لابد فاعلاً فلا تخرج أحدا من ولدك ولا حرمك ولا نسائك ، فخليق أن تقتل وهم ينظرون إليك كما قتل إبن عفان ، فأبى ذلك ولم يقبله .
ايضا هــــذا النص ليس من صالح الوهابي
لانه جاء في الفصل ان محمد بن الحنفية رضي الله عنه قال للحسين عليه السلام :
، فقال : يا أخي انّ أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بابيك وأخيك
(( انا اقول كتاب بلا عنوان : الغدرة هم الخوارج و النواصب كما جاء به التاريخ و هم من قتل ابيه و اخيه ))
و ايضاً جاء :
جاء به عبد اللّه بن عباس ، وقد اجمع الحسين عليهالسلام رأيه على الخروج وحققه ، فجعل يناشده في المقام ويعظم عليه القول في ذمّ أهل الكوفة ، وقال له
:
انّك تأتي قوما قتلوا أباك ، وطعنوا أخاك ،
وما أراهم الاّ خاذليك
(( أقول انا كتاب بلا عنوان : قتلة امير المؤمنين عليه السلام كلهم من الخوارج و النواصب اصحاب معاوية و الغدرة التي غدرة بالإمام الحسن عليه السلام كلهم من النواصب و الخوارج وسوف افصلها لاحقاً ))
و أما قصة الإمام الحسن عليه السلام معروفة و لا يكاد شخص إلا راسمها في عقله :
و هنا سوف انقل لكم من احد الكتب ماهي التركيبة السكانية لأهل الكوفة
و لأجل من كانوا اهل الكوفة يوالون (( طبعا الى دولة بني امية و رئيسها معاوية ))
منتهى الامال لشيخ عباس القمي - ص 186 في ترجمة الامام الحسن عليه السلام
حتى أرسل معاوية جيشا جرّارا نحو العراق ، وارسل جواسيسا الى الكوفة من المنافقين والخوارج الذين كانت طاعتهم لأمير المؤمنين عليهالسلام خوفا على أنفسهم ورهبة من سيفه كعمر بن حريث ، والأشعث بن قيس ، وشبث بن ربعي وامثالهم من المنافقين الخونة.
فكتب معاوية الى كل واحد من هؤلاء : انّك لو قتلت الحسن اعطيك (200) الف درهم ، وأزوّجك احدى بناتي ، وأجعلك أميرا على جيش من جيوش الشام فأغرى كثيرا من المنافقين بهذه الحيل ، وجعل قلوبهم تهوى إليه ولا تريد الحسن عليهالسلام وتنفر منه ، حتى ان الامام عليهالسلام أصيب بسهم من أحد هؤلاء الخوارج لكنه سلم منه.
وكانوا يكتبون الرسائل الى معاوية خفيةً ، ويظهرون ودّهم له وموافقتهم معه ، فلمّا بلغ الحسن عليهالسلام خروج معاوية الى العراق ، صعد المنبر فحمد اللّه واثنى عليه ودعا الناس الى حربه ، وصدّه عن البلاد .
لكنهم سكتوا جميعا ولم يتكلم منهم أحد ، فقام عديّ بن حاتم من بينهم فقال :
« سبحان اللّه ما أقبح هذا المقام ، ألا تجيبون امامكم وإبن بنت نبيكم! أين خطباء مصر الذين ألسنتهم كالمخاريق في الّدعة فاذا جدّ الجدّ فروّاغون كالثعالب ، أما تخافون مقت اللّه ولا عنتها وعارها »(1) .
فقام جمع آخر وقالوا كمقالته فقال عليهالسلام : ان كنتم صادقين فالموعد ما بيني وبينكم معسكر النخيلة ، فوافوني هناك واللّه ما وفيتم لمن كان خيرا منّي فكيف تفون لي ؟ وكيف أطمئنّ اليكم وأثق بكم ؟
فركب عليهالسلام بعد نزوله عن المنبر وركب معه من أراد الخروج ، وتخلّف عنه خلق كثير ، لم يفوا بما قالوه وبما وعدوه ، وغرّوه كما غرّوا أمير المؤمنين عليهالسلام من قبله ، فقام عليهالسلام خطيبا وقال :
« قد غررتموني كما غررتم من كان قبلي ، مع أي امام تقاتلون بعدي ؟مع الكافر الظالم الذي لم يؤمن باللّه ولا برسوله قطّ ، ولا أظهر الاسلام هو ولا بنو امية الا فرقا من السيف ») .
الى ان قال ...ثم قال
:
« أما بعد فو اللّه انّي لأرجوا ان اكون قد أصبحت بحمد اللّه ومنّه وأنا أنصح خلق اللّه لخلقه ، وما اصبحت محتملاً على مسلم ضغينة ولا مريدا له بسوء ولا غائلة ، ألا وانّ ما تكرهون في الجماعة خير لكم ممّا تحبون في الفرقة . الا وانّي ناظر لكم خيرا من نظركم لأنفسكم ، فلا تخالفوا امري ولا تردّوا عليّ رأيي ، غفر اللّه لي ولكم ، وأرشدني واياكم لما فيه المحبة والرضا »(2) .
فنزل من المنبر ، وأخذ المنافقون ينظر بعضهم الى بعض وقالوا : ما ترونه يريد بما قال ، نظنّه واللّه يريد أن يصالح معاوية ويسلّم الامر إليه ، فقام هؤلاء المنافقون وقد كان بعضهم على مذهب الخوارج باطنا وخفية فقالوا : « كفر واللّه الرجل » .
ثم شدّوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاّه من تحته ، ثم شدّ عليه عبد
الرحمن بن عبد اللّه فنزع مطرفه عن عاتقه ، فبقى جالسا متقلدا السيف بغير رداء ، ثم دعا فرسه فركبه وأحدقت به طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا من أراده بسوء ، فخرج عليهالسلام الى المدائن ، فلمّا مرّ في مظلم ساباط بدر إليه رجل من بني اسد يقال له الجراح بن سنان ، فأخذ بلجام بغلته وبيده مغول وقال : « اللّه اكبر أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل » .
ثم طعنه في فخذه ، وقيل بحربة مسمومة على فخذه ، فشقّه حتى بلغ العظم ، ثم اعتنقه الحسن عليهالسلام (من الوجع) وخرّا معا الى الارض ، فوثب إليه شيعة الامام فقتلوه وحملوا الامام عليهالسلام على سرير الى المدائن ، وأنزلوه
فهــذا النص ضد الوهابي لكنه مدلس و في نفس الوقت غبي