امرأة خافت الله فأعزها الله !!! قصة من روائع القصص
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة حقيقية حدثت فيسالف العصر والأوان ..
أسأل الله أن يتعبر قارئها ..
يحكى أن رجلاً تزوجامرأة آية في الجمال ..
فأحبها وأحبته وكانت نعم الزوج لنعم الرجل ..
ومعمرور الأيام اضطر الزوج للسفر طلبا للرزق .. ولكن ..
قبل أن يسافر أراد أن يضعامرأته في أيدٍ أمينة لأنه خاف من جلوسها وحدها في البيت
فهي امرأة لا حول لهاولا قوة فلم يجد غير أخ له من أمه وأبيه .. فذهب إليه وأوصاه على زوجته وسافر ولمينتبه لحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : الحمو الموت !!
ومرت الأيام .. وخان هذاالأخ أخيه فراود الزوجة عن نفسها إلا أن الزوجة أبت أن تهتك عرضها وتخون زوجها .. فهددها أخو الزوج بالفضيحة إن لم تطيعه .. فقالت له افعل ما شئت فإن معي ربي وعندماعاد الرجل من سفره قال له أخوه على الفور أن امرأتك راودتني عن نفسي وأرادت خيانتكإلا أنني لم أجبها !!
طلق الزوج زوجته من غير أن يتريث ولم يستمع للمرأة وإنماصدق أخاه !
انطلقت المرأة .. لاملجأ لها ولا مأوى ..
وفي طريقها مرت على بيت رجل عابد زاهد .. فطرقت عليهالباب ..
وحكت له الحكاية .. فصدقها وطلب منها أن تعمل عنده على رعاية ابنهالصغير مقابل أجر .. فوافقت ..
في يوم من الأيام خرجهذا العابد من المنزل .. فأتى الخادم وراود المرأة عن نفسها ..
إلا أنها أبت أنتعصي الله خالقها !!
وقد نبهنا رسولنا الكريمصلى الله عليه وسلم إلى أنه ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما !
فهددها الخادم بأنه سينال منها إذا لم تجبه ..
إلا أنها ظلت على صمودهافقام الخادم بقتل الطفل !
عندما رجع العابد للمنزلقال له الخادم بأن المرأة قتلت ابنه ..
فغضب العابد غضباً شديداً .. إلا أنهاحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى ..
وعفى عنها .. وأعطاها دينارين كأجر لهاعلى خدمتها له في هذه المدة
وأمرها بأن تخرج من المنزل
قال تعالى : (والكاظمينالغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين(
خرجت المرأة من بيتالعابد وتوجهت للمدينة فرأت عددا من الرجال يضربون رجلا بينهم ..
فاقتربت منهموسألت أحدهم ..
لمَ تضربونه ؟؟ فأجابها بأن هذا الرجل عليه دين فإما أن يؤديهوإما أن يكون عبداً عندهم ..
فسألته : وكم دينه ؟؟
قال لها : إن عليهدينارين .. فقالت : إذن أنا سأسدد دينه عنه ..
دفعت الدينارين وأعتقت هذا الرجلفسألها الرجل الذي أعتقته : من أنت ؟
فروت له حكايتها فطلب منها أن يرافقهاويعملا معا ويقتسما الربح بينهما فوافقت ..
قال لها إذن فلنركب البحر ونترك هذهالقرية السيئة فوافقت ..
عندما وصلا للسفينة أمرها بأن تركب أولا ..
ثم ذهبلربان السفينة وقال لها أن هذه جاريته
وهو يريد أن يبيعها فاشتراها الربان وقبضالرجل الثمن وهرب ..
تحركت السفينة ..
فبحثت المرأة عن الرجل فلم تجده ورأت البحارة يتحلقون حولها
ويراودونها عننفسها فتعجبت من هذا الفعل ..
فأخبرها الربان بأنه قد اشتراها من سيدها ويجب أنتطيع أوامره الآن فأبت أن تعصي ربها وتهتك عرضها وهم على هذا الحال إذ هبت عليهمعاصفة قوية
أغرقت السفينة فلم ينجو من السفينة إلا هذه المرأة الصابرة وغرق كلالبحارة ..
وكان حاكم المدينة فينزهة على شاطئ البحر
في ذلك اليوم ورأى هبوب العاصفة مع أن الوقت ليس وقت عواصف ..
ثم رأى المرأة طافية على لوح من بقايا السفينة فأمر الحرس بإحضارها ..
وفي القصر .. أمر الطبيببالاعتناء بها ..
وعندما أفاقت .. سألها عن حكايتها .. فأخبرته بالحكاية كاملة ..
منذ خيانة أخو زوجها إلى خيانة الرجل الذي أعتقته فأعجب بها الحاكم وبصبرهاوتزوجها ..
وكان يستشيرها في كل أمره فلقد كانت راجحة العقل سديدة الرأي وذاعصيتها في البلاد ..
ومرت الأيام .. وتوفيالحاكم الطيب ..
واجتمع أعيان البلد لتعيين حاكم بدلاً عن الميت ..
فاستقررأيهم على هذه الزوجة الفطنة العاقلة فنصبوها حاكمة عليهم فأمرت بوضع كرسي لها فيالساحة العامة في البلد ..
وأمرت بجمع كل رجال المدينة وعرضهم عليها ..
بدأ الرجال يمرون منأمامها فرأت زوجها .. فطلبت منه أن يتنحى جانباً
ثم رأت أخو زوجها .. فطلبت منهأن يقف بجانب أخيه ..
ثم رأت العابد .. فطلبت منه الوقوف بجانبهم ..
ثم رأتالخادم .. فطلبت منه الوقوف معهم ..
ثم رأت الرجل الخبيث الذي أعتقته .. فطلبتمنه الوقوف معهم ..
ثم قالت لزوجها .. لقد خدعك أخوك .. فأنت بريء .. أما هوفسيجلد لأنه قذفني بالباطل !
ثم قالت للعابد .. لقد خدعك خادمك .. فأنت بريء .. أما هو فسيقتل لأنه قتل ابنك !
ثم قالت للرجل الخبيث .. أما أنت .. فستحبسنتيجة خيانتك وبيعك لامرأة أنقذتك !
وهذه هي نهاية القصة وفي ذلك نرى أن اللهسبحانه وتعالى
لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن يتق الله
يجعل له مخرجا ويرزقهمن حيث لا يحتسب ..