على شرفة الزمن تتجول الافكار, فتمزج الماضي بالحاضر, ترتدي وشاح الايام لتتنقل بين ازقة الذكريات
تجوب شوارع الانين.
رايتُها تعزف بقيثارة اللوعة كلمات الشوق المتدفق من صدر الاصرار
ترتجِفُ وبريق عينيها يشير الا ان هيّا بنا معاً
نُبعثِر ابياتنا هنا على قارعةِ الطريق, نتجاذب فنون الحديث,
يشكوا كلانا للاخر شهقات روح خاوية من على جذع السنين الصارمة القاتمة.
ذاك لونها الاسود يُبكيني , يشجيني , يُعيد عليّ ذكريات تلك الوجوه اللتي كنتُ اتفقّدها هُنا كل صباح....
ارى ابتسامةً تعلوها تبعثُ في الروحِ ِ بهجة وامل.
كانوا هنا!,... لكنهم ادركوا سرعان رحيلهم فحزموا امتعتهم واتجهوا حيث تهوى قلوبهم
اتقنوا فنّ ترجمة العشق العرفاني.
فدَوّنوهُ في سِجلات افأدتِهِم , والفرحُ يملئ صدورهم
كانوا معنا يوما وتركوا بصمة بقاء ابدي معنا..ـــ
رحلوا... ليخلدوا في ذاكرة الدهر, وبقينا... لنفنى ذات يوم ويُمحى ذكرنا.
سرعان ماتيقنوا انّ لبريق العشق قوة يستطيعون منها الوصول الى ماراموا اليه فوصلوا حقا
سحابات الحب تغشيهم, وتكللهم هالات النور, فكان هذا نصيبهم مما طلبوه.
ليتني اعلم اي احساس ذاك اللذي كان ينتابهم حين كانوا يسيرون في ذالك الطريق اللذي قل سالكيه
ليتني اعلم حين هوى احدهم اين رنت عينه عند اخر رمقة؟
ليتني اعلم على صدر اي معشوق فاضت روحه في سوح الفداء؟
فاصبحت العوالم تدّعِيهِم لنفسِها في كل حين
وحسرات الروح تتنهد بشجى, وقلب ام ٍ نبضاته.. الا وداعا بني..
ايقضوا احلام امة غفت على وعود الظلم فانضجوا بحرارة دمائهم ضمائر كادت ان تبلى.
فخشعت لهم الدنيا وتكلمت دمائهم المتدفقه من نداء الحسين,
الاهيهات منا الذلة ..
كفاك يادهر حصد سنابل الامل وتغييب جباهٍ ابت الا ان تسجد لبارئِها
كفاك ترويع قلب ام مابرح الدمع يعلوا وجنتيها المحمرتين الحانيتين
كفاك يادهر, فهاهنا .....
بدء البكاء يعلوا من مساكين افجعتهم برحيل احبتهم
سكاكين غدرك مابرحت تقطع اوصالهم
تسرق منهم شذرات حياتهم النابعه من صفاء القلوب الطاهرة
كفاك ..ـــ
فمدينتي ضجت بصراخـ،،
رُسِمت لها لوحة لباسها حزن وحنين, فتلونت بلون الدم الاحمر اللذي كان مبدعوه من سكنوا في غياهب السجون وكان لهم نصيب من تلك الاعتقالات المليئه بالجرم والقسوة...
فاستطاعوا ان يحوّلوا صرخات القهر والاستبداد الى نبضات ثورة وفداء!
مدينتي الجميلة .. اراها تتزمل بحروفٍ سُطرت على ارضها, تختزن قهر الايام فتتصاعد منها هتافات الاباء مدوية غير ابهة بما يحوطهاــ
عَزَفَت الحان ماتختزنه من ابداع ٍ متجلي بابطال ٍ تركونا ليبقوا في الروح شحرجات لن تنسى ..ـــ
لم يكونوا بحاجة الى مكبرات صوت ليوصلوا مبتغاهم
بل همسات الحق سرت في امشاجهم فنُثرت هنا وهناك, لتصل برقّة الى قلوب وعت الحق وقبلته وامنت به.
كم انا بحاجة حقا الى ان اصرخ
لكن اي صراخ؟
ترى ماذا يعبرعمابداخلي من شوق لهم وامتنان لقلوبهم اللتي حوت العالم؟
مع ان العالم لم يحويهم لانه تصاغر امام عظمتهم فطأطأ الرأس واختار ان يكون لعبة صغيرة بين اصابعهم المملوئه برونق الحياة الابدية ...
فأخترت ان اصمت ،!
لاحاول ان اُوصل لهم صرخاتي كماصرخاتهم المتقنه اللتي كانت هدير حق تناثرت من اعالي السماء فكانت قيما ودروسا وفداء ..