|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 24498
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 22
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
عزف منفرد تخليدالقاتل ونسيان المقتول
بتاريخ : 07-11-2009 الساعة : 12:45 AM
ما من شعب في الدنيا عانى من احتلالات وابتلي بغزوات طوال تاريخه مثل شعب العراق، وقد أكسبت هذه الاحتلالات والغزوات شعب العراق خبرات عالية وفنوناً مبتكرة في مقاومة المحتلين والغزاة والانتصار عليهم، لذلك فإني أود أن أطمئن الذين يرون صورة ما يجري في العراق اليوم بالمقلوب ويملأ اليأس قلوبهم إلى أن شعب العراق سيعلن انتصاره النهائي والحاسم على المحتلين وأزلامهم بين لحظة وأخرى.
ولكننا لم نعدم ولن نعدم أن نجد بين صفوف هذا الشعب من يتعامل مع الغزاة وأزلامهم لغرض في نفسه، ولكن هؤلاء دائما هم استثناء للقاعدة، والاستثناء لا يرقى الى القاعدة لا عددا ولا كماً ولا قوة.
مثال هذا الاستثناء صورة المعتم بعمامة سوداء الذي تناقلت الصحف ووسائل الاعلام ومواقع الانترنت صورته، الأسبوع الماضي، وهو يقوم باهانة العمامة التي نجلُّها لمعانيها الرمزية، بالوقوف وراء منصة كسيت بالعلمين الأميركي والبريطاني، وألقى كلمة بارك فيها بناء جدارية تذكارية في البصرة تخلّد جنود الاحتلال البريطاني!.. في الوقت الذي أطلق رئيس الحزب الوطني البريطاني (نك غريفين) دعوة يطالب فيها علناً بشنق كلٍّ من براون وبلير ومحاكمة جنرالات الجيش لتلطيخهم سمعة القوات المسلحة البريطانية... بعد خوضهم حرباً إجرامية غير شرعية ضد العراق!!
وأولاء هم أهالي العسكريين البريطانيين الذين قتلوا في العراق يطالبون لجنة التحقيق في بريستول بتحميل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير المسؤولية عن مقتل أبنائهم، في حرب وصفوها بأنها الحرب غير الشرعية على العراق.
وقالت عائلة الضابط بريتشارد (35 عاما) الذي قتل مع ثلاثة ضباط آخرين في كمين نصبه مسلحون لسيارتهم في العراق: “نحن نعتقد أن الحرب كانت خاطئة وغير شرعية، وأن المملكة المتحدة والولايات المتحدة لم تستطيعا إقناع الأمم المتحدة بإقرار الحرب بسبب أصوات أعضاء دول أخرى”، و”إننا نعتقد أن مؤامرة حيكت بين بلير والرئيس بوش للقيام بغزو العراق تحت ذريعة أن (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين يملك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل وأنه كان يعد لاستخدامها ضد دول أخرى في العالم”.
ولكي لا نظلم العمائم كلها ولا نظلم المدينة التي هو منها سنذكر اسم هذا الشخص ليتحمل وزر تصرفه أمام التاريخ والشعب: عبد العال الموسوي، الذي لفظ العراقيون اسمه هكذا: (عبد العال المو سوي)، ولا يخفى على لبيب ما يعني الاسم الأخير.
لابد أن هذا الشخص، الذي لا يمثل إلا نفسه وجوقة المنطقة الخضراء، يعيش خارج الزمن فلم يسمع بالاحتجاجات التي أطلقها أبناء البصرة ضد نقل هذه الجدارية التذكارية من قاعدة عسكرية بريطانية إلى وسط مدينة البصرة، ولم يبلغه أن شباناً غاضبين في محافظة البصرة هددوا بعدم السماح بإقامة الجدارية التي ترمز إلى قتلى الجنود البريطانيين وسط المدينة، مؤكدين أنها ستنسف خلال الساعات الأولى من نصبها، لأنها دالة عار على أهل البصرة، كما وصفها أحدهم.
وقد سخر أحد هؤلاء الشبان وعمره (19 عاما) من نصب الجدارية وسط المدينة بقوله: إن البريطانيين لا يحتاجون إلى تخليد جنودهم القتلى في الاحتلال الأخير للمدينة، فمقبرة الإنجليز في منطقة الحكيمية مازالت شاهدة على احتلالهم الأول، وتوقع غيره أن يكون يوم نصب الجدارية في البصرة يوما غير عادي، وقال: من المتوقع أن يخرج جميع أهل البصرة في تظاهرة احتجاج صاخبة تغلق خلالها الدوائر والكليات والأسواق، ولن يعود الأهالي إلى بيوتهم إلا بتحطيم تلك الجدارية.
بالله عليكم، وقد قرأتم كتب التاريخ، وسمعتم الحكايات عن الشعوب والحكومات، هل وجدتم في طول التاريخ وعرضه من يمجد محتلاً لأرضه منتهكاً لعرضه سالباً لخيرات بلده؟
كيف يجرؤ هؤلاء على فعل ذلك في مدينة هي الأولى التي مصرت في العراق بعد الفتح الإسلامي وتسكنها قبائل عربية شديدة الحساسية بكرامتها، وذبح هؤلاء القتلة، الذين يراد تخليدهم بنصب، الآلاف من شبابها ونسائها وأطفالها وشيوخها، وهدموا أبنيتها وأشاعوا الرعب في أرجائها وقطعوا نخيلها، الذي تشتهر به، ولوثوا ماءها ودنسوا أرضها وانتهكوا عرضها، وقاومهم أهلها لما أحدثوه فيها من النكبات والدمار؟!
إذا حدث ونجح المحتل وأزلامه في نصب جدارية الذل والعار في وسط مدينة البصرة من دون أن ينفذ شبان البصرة تهديدهم بإزالتها الآن، فإن العراقيين سيحطمون هذه الجدارية وكل ما يمت للاحتلال بصلة عاجلا أم آجلا، ويقيمون بدلاً عنها نصباً وتماثيل لمن قتلهم المحتلون البريطانيون فيها، كما فعلوا في الرابع عشر من تموز 1958 حين حطموا تمثال رمز الاحتلال البريطاني الجنرال (ستانلي مود)، قائد القوات البريطانية التي زحفت على بغداد واحتلتها يوم 11 آذار 1917م، ولذلك حديث آخر في مقالتنا الجديدة بعون الله، لما في روايتها من مغزى وفائدة وطرافة وعبرة.
|
|
|
|
|