[فرات الواسطي]

كتابات - د.علي التميمي

الترشيح للانتخابات البرلمانية ظاهرة تختصر أخلاق ألافراد والكتل وألاحزاب وتعبر عن مدى نضج العمل السياسي لدى هؤلاء ومدى قدرتهم على ممارسة العملية ألانتخابية بعقلية متوازنة ومزاج منفتح ونكران للذات وذوبان في الجماعة للصالح العام ؟ ... ولكن من يجري مسحا للافراد الذين تقدموا للترشيح وللاحزاب وللكيانات وللائتلافات التي بدأت تتشكل لايجد من ذلك شيئا ؟ ... بل يكتشف ما هو مرعب ومخيف لان فيه موتا لمستقبل البلد وحياته السياسية ؟ وسنضع أمام الباحث عن الحقيقة الصورة ألاتية :-
1- لازالت الشهادات المزورة وأصحابها حاضرون بقوة وأصرار مما يعني أن القانون لازال غير معمول به ؟ وأذا كانت المفوضية يحلو لها أن تطلب الشهادة الجامعية وألاعدادية نقول لها أن الذي أستطاع تزوير أي منهما فأنه يستطيع تزوير ألاثنين ؟ فالعبرة ليست بكثرة الشهادات وأنما بمقدار مصداقيتكم على كشف التزوير ورفض أصحابه ولا نرى الى ألان أن هناك جدية في هذا ألامر ؟ وألامثلة كثيرة والمصاديق أكثر ؟
2- لازال الترشيح قائم على الحزبيين والمعارف والمتملقين وهو الصفة الغالبة ؟ الا من عمد للانتخابات الاولية .
3- لازال الترشيح لايأخذ بالحاجة الحقيقية للوطن والمواطن في ألامور التالية :-
أ‌- الكفاءة والخبرة
ب‌- الصدق وألامانة
ت‌- الشعبية المميزة
4- غالبية المرشحين من الوجوه القديمة والتي عرفها الناس بمصالحها الشخصية ونزواتها الذاتية والتي ساهمت في تخريب ألاقتصاد الوطني وأكتنزت من المال الحرام ما يجعلها ملعونة الى أخر الدهر ؟
5- أغلب الذين فشلوا في تحليل لغة الجسد وكشفهم هذا العلم بأنهم من الكذابين ومن المحتالين ومن ذوات الميل الدكتاتوري هم اليوم من المرشحين على رأس قوائم أحزابهم وكتلهم وأئتلافاتهم ؟
6- كثير من المرشحين لايمتلكون حسا وطنيا ولا ولاءا للعراق وهذه حقيقة مفجعة لاتوجد في أي بلد في العالم ؟
7- بعضهم يكرر نفس الشعارات السابقة في محاربة الفساد وهم من أسس لفساد هذه ألايام ؟
وفي الوقت الذي يفشل مجلس النواب ثمان مرات في التصويت على قانون ألانتخابات وهي قضية متعمدة يسارع مجلس الرئاسة الى منح أعضاء مجلس النواب جوازات سفر دبلوماسية لهم ولازواجهم وأطفالهم ويبررون ذلك نتيجة خدماتهم ومسواتهم بالوزراء ؟ وتكاد أن تكون هذه رشوة باهتة ومناورة ساذجة ومضحكة لاناس أبتلي بهم الوطن وأصبحوا هم المشكلة ؟ وهذه ألاخلاقية هي نفسها التي ترشح اليوم وتصنع مستقبلا مظلما لاهل العراق ؟ أن عملية الترشيح لاتجد فيها منظومة أخلاقية ولا تجد فيها حسا وطنيا ولا تجد فيها حرصا على كفاءة ولا تجد فيها رغبة في تجربة ولا تطلعا لوعي ولا تأسيسا لكرامة ؟ بل تجد فيها أغراءا لمشاركة الغريب ورئيس مجلس النواب لآحد الدول المجاورة سيزور بغداد من أجل الشأن ألانتخابي يوم 4|11|2009 . وهم مستعدون لسماع مشورته وربما على تلك المشورة سيظهر أئتلاف جديد بوجوه قديمة ومرفوضة من القاعدة الشعبية العراقية ؟ وهو أختصار للتردي ألاخلاقي الذي عليه مثل هذه الكتل وتلك ألاحزاب وهذه ألائتلافات التي يجمعها المال وتغريها السلطة وبعدها ستكون نثارا في كل الزوايا والخانات ومرابع السياسة المنحرفة ؟ أن المرحلة الحالية من العمل في المشروع السياسي وفي عملية ألانتخابات هي تراجع مفزع ومخيف لآصول العملية ألانتخابية من حيث ألاخلاق وألامانة ومن حيث أنعدام الجدية والحيوية وأستهلاك الوقت في الحصول على أمتيازات فردية كالتي صادق عليها مجلس الرئاسة يوم 3|11|2009| ؟ أو كالتي صادق عليها مجلس الوزراء في منح الوزراء قطع أراضي بحدود 600 متر على ضفاف نهر دجلة ؟ وما سعى اليه مجلس النواب الفاشل في التصديق على قانون ألانتخابات من الحصول على قطع أراضي مماثلة على ضفاف دجلة ؟ ولم يعتبروا بسلفهم صدام حسين كم ترك من قصور ومزارع ولم تمنعه من صعود حبل المشنقة ؟ أن في الترشيحات ألانتخابية تأسيسا لفساد قادم وأستمرار فوضى أدارية وأخلاقية لا أحد يدري الى أين ستأخذ البلد ؟ ولكن أهل الخبرة والدراية يعرفون أن هذا الحال لايحمد عقباها وأن حساد العراق حققوا ما أرادوا وأعداء العراق مرتاحون لما يجري ؟ والمخلصون من أبناء العراق تأخذهم الحسرة وتحتقن في عيونهم الدمعة ؟ ويحق للشريف أن يبكي على وطنه وعرضه وماله ولهذا كانت تفدى ألاوطان وتعلن حالات الجهاد بوعي ألانسان ؟

مقول