إليك يا زهرة الإسلام..
إليك يا أصغر الأنصار..
يا مولاي يا من لا يرد من لجأ إليك..
يا سيدي يابن ريحانة رسول الله..
إليك يا مولاي يا عبد الله الرضيع..
اكتب كلمتي المتواضعة لتعبر عن حبي واشتياقي لك..
إليك يا من كنت وما زلت شمعة منيرة في كل فؤاد..
انت يابن رسول الله ..
صلى الله عليك يا مولاي ايها الملاك الذبيح..
لقد حيرت العقول وأذهلتها يا سيدي بتلقيك سهم الغدر..
أخبرني.. كيف شعرت حين وصل السهم إلى منحرك الطاهر؟
خبرني لعلي استطع أن أعينك بشعوري ودموعي وانت تبث علي قصة ذلك اليوم العظيم
قص علي حكاية كربلاء فوالله يا سيدي ما زلت مذهولة العقل..
أخبرني بشعور غريب كربلاء وهو يرى دمائك الزاكية تسيل من منحرك على أنامله الطاهرة
اخبرني بشعورك وأنت تراه يحمل دمك الطاهر موجه يده إلى السماء...
كان وقوف أباك الحسين يبكي حتى الحجر...
أصبحنا لا نعرف سبب صرخاتك حين تلقيك سهم الغدر يا طير الجنان..
هل كنت تبكي لألم الجرح ؟.. أم لألم العطش ؟...
أم كان بكائك وصرخاتك نداءاً لنا لنقف إلى جانب شهيد الأمة وغريب كربلاء عليه السلام...
وهو يقف حزينا لا ناصر له بعد أولاده وأخوته وأصحابه الذين ذهبوا وتركوه يعاني..
لقد بقي مذهولا يعاني..
شدة العطش ..
ألم الوحدة ..
حرق الخيام .. وصراخ العائلة والأيتام ..
يا لها من فاجعة لقد ابكت سموات الرحمن ..
نعم يا سيدي.. لابد أن يكون هذا سبب صرخاتك البريئة المملوئة بالألم والعتاب..
كنت تعاتبنا وانت ترى والدك المظلوم لا ناصر له ولا مواسيا يواسيه وهو في تلك الحالة..
لم يكن له معينا وناصرا سوى الخالق الرحمن
لقد ذهبت يابن رسول الله..
لقد ذهبت يابن فاطمة الزهراء..
ذهبت ولكن ما زالت صرخاتك مستقرّة...
ذهبت واسترحت ولكن بعد أن أوصلت النداء الى أسماعنا ودوت صرختاك العوالم بحنجرتك البريئة مناديا الا من ناصر ينصر أبي الا من مغيت يغيثه...
وها نحن جئناك يا سيدي نستميحك عذراً يا مولاي أيها الملاك العظيم..
ونقول لك....
"لبيك يا داعي الله, لبيك يابن رسول الله, لبيك يابن كعبة الأحرار"
ليتنا كنا معكم سادتي... ليتنا قتلنا بين أيديكم الطاهرة
ولكن...
ستبقى دموعنا تجري لكم ومن أجلكم سادتي ..
سيبقى القلب ينعاكم ويهتف باسمائكم رغم أنوف أعدائكم
سنبقى نحيي مراسم عزائكم إلى أن تفنينا هذه الدنيا..
فما لنا فيها سوى خدمتكم أيها الأطهار وأرواحنا مرهونة لكم
عليكم مني السلام ما بقيت وبقي الليل والنهار
ولا جعله الله آخر العهد مني....