القوات الأمنية تداهم أخطر (مصنع للحافلات المفخخة) في مزرعة شيعية بمنطقة أبو غريب
بتاريخ : 17-10-2009 الساعة : 12:25 PM
بغداد\واشنطن\الملف برس: داهمت القوات الأمنية أخطر مصنع للحافلات المفخخة في مزرعة شيعية بمنطقة أبو غريب، واعتقلت عدداً من المتمردين المطلوبين منذ سنوات لكن عناصر القاعدة التي تعمل في المصنع فرّت قبيل المداهمة. وبدا لخبراء محترفين أن المصنع يتوفر على كل تحتاجه عناصر القاعدة في عملها، فيما كان أداؤهم المتقن يؤكد احترافهم في صنع الجريمة الإرهابية.
ووصف خبراء عسكريون (ما عمله متمردو القاعدة) بأنه (عمل محترفين)، وقالوا إن حافلة وجدت في حقل غربي العاصمة بغداد، ولكنْ لا شيء في الحقل يثير الشكوك، لأنه يبدو طبيعياً جداً. لكنّ هذا الذي أعدّته ميليشيات القاعدة في العراق، جزء من (حادلة الإرهاب) التي تجلب الموت للعراقيين!.
وحسب مراسل للأسوشييتد برس، فإن أبو غريب هو مكان المزرعة التي تبعد 20 كيلومتراً عن بغداد.. هُجرت من قبل مالكيها السكان الشيعة خلال موجة العنف الطائفي التي اجتاحت أنحاء البلد في سنتي 2006 و2007. كان ذلك عندما تحرّك المتمردون السُنّة التابعون للقاعدة داخل العراق، وأنشأوا مصنع قنابلهم الذي يعكس عملاً محترفاً، ذلك أنّ العاملين فيه كانوا منتبهين جداً لأدق التفاصيل، بحسب وصف الوكالة.
وبعدما انقضّت القوات الأمنية العراقية على المزرعة، اكتشفوا أن كل شيء فيها يمثل كامل متطلبات مفجرين القنابل الذين يسعون إلى قلب الحياة العراقية الى جحيم. وبالإضافة إلى وجود المتفجرات في كل مكان، وجدت قوة الانقضاض شبكة لتوزيع الأسلاك الكهربائية، الهواتف المحمولة، والبطاريات..وكل الأدوات التي تستخدم في الحياة اليومية، متوفرة بأيد يمكن أن توقع الخراب بالعراق!.
ويقول اللواء عبد الكريم الشويلي، رئيس الدائرة الأمنية للجيش العراقي في قطاع غربي بغداد الذي تقع ضمنه منطقة أبو غريب: ((إن مشغلهم هذا احتوى مولدات كهرباء، ومعدات غاز الأوكسجين والأسيتيلين..وكل شيء يحتاجونه لتحويل سيارة ما الى عربة مفخخة)). وأضاف: ((ولكنْ اكتـُشف كل ذلك، قبل أن يتمكن متمردو القاعدة من أن يستعملوه في المنطقة)).
ويشير مراسل الأسوشييتد برس أن المحترفين في صناعة الحافلات أعربوا عن اندهاشهم من دقة معايير العمل التي أظهرها المتمردون في المصنع المكتشف داخل المزرعة. كان السيارات نسبياً جديدة، وفي حالة جيدة. لكنها قد عُريت حتى هيكلها الأساسي، إذا أزيلت عنها المقاعد، وفرش أرضيتها، وحتى أجزاء من إطارات هيكلها قد أزيلت لخلق المزيد من سعة المكان للمتفجرات.
وأوضح اللواء الشويلي أن كل منطقة فارغة قد حُشيت بالمتفجرات التي بلغت زنتها نحو طنين ونصف، قبل أن يعيد عناصر القاعدة بناء الحافلة من جديد، لوحة بعد لوحة، ومقعداً بعد مقعد. وكانت شرائح المعدن قد وضعت حول مكان الحافلة بانتظار أن تأخذ حجمها. وقسم خزان الوقود الى قسمين، إذ قللت سعته من 300 لتر (78 غالون) الى فقط 50، ليحشروا في نصف المكان الآخر من الخزان المزيد من المتفجرات.
وأوضح الجنرال الشويلي أن ((المخابئ كانت مجهزة بشكل ذكي، وبدقة شديدة. وهي طرق عُرفت القاعدة باستخدامها. وكل شيء أنجز بطريقة يصعب اكتشافها. ولو كانت هذه الحافلة قد ملئت بحمولتها وجرى تفجيرها في منطقة آهلة بالسكان في بغداد، فإنها يمكن أن تؤدي الى مذبحة كبيرة، ولكان الدمار الذي ستتركه مفزعاً)).
وعندما هاجم جنود المزرعة الحقل، اكتشفوا أيضا مخبأ لبنادق أوتوماتيكية، ومخزناَ للقنابل الممغنطة، كانت مخفية براميل بلاستيكية، عُثر عليها مدفونة. ومثل هذه الأدوات تُعرف بـ((القنابل اللاصقة)) التي تُربط على سيارة ما، وتكون مهيأة للانفجار، عندما تبدأ السيارة بالحركة.
وتؤكد الأسوشييتد برس أن (مصنع قنابل أبو غريب) كان فارغاً من وجود الأشخاص عندما داهمته القوات الأمنية العراقية، لكن 4 أشخاص اكتشفوا في المنطقة قد احتجزوا. وأحدهم كان مطلوباً خلال السنوات الثلاث الماضية. وعثر في المكان على طعام طازج في مطبخ بيت ريفي، وهي إشارة الى أن صانعي القنابل قد هربوا فقط قبيل وصول القوات الأمنية.
وقال اللواء الشويلي ((إن القوات الأمنية وعبر عمليات مختلفة، كانت قد عثرت قبل شهر واحد على 12 حزاماً ناسفاً في منقطة أبو غريب)). وأوضح الشويلي أن اثنين من القائمين بعمليات انتحارية قتلا خلال الأسابيع القليلة الماضية بمجرّد اقترابهم من حواجز الطريق. وبيّن أن المتمردين انسحبوا لكي يعيدوا تجميع أنفسهم في المناطق الزراعية التي توجد فيها أعداد من البنايات المهجورة، ليختاروا بعضها للمكوث فيها، بعد أن طردوا من العاصمة نفسها.
وفي الجيش العراق –تؤكد الأسوشيتد برس- ثمة ثقة عالية أن القاعدة سوف تُقهر. وبهذا الصدد يقول العقيد رحيم كاظم رسن، الذي هاجم رجاله المزرعة بعد إنذار من فيها: ((نحن منهمكون بمعركة ضد الإرهاب الذي هو الآن في حالة تراجع. وعملنا تقريباً قد اكتمل)).
وتجدر الإشارة الى أن آخر هجوم كبير للمتمردين، ضمن منطقة بغداد هو الذي وقع في 19 آب، أي قبل نحو شهرين مضيا. وفي ذلك اليوم، فجر انتحاريان حمولات متفجراتهم القاتلة التي أخفت في صهاريج ماء أمام واجهتي مبنيي وزارتي المالية والخارجية. وأسفر الانفجارات المتوأمان عن مقتل 95 شخصاً، وجرح نحو 600 آخرين.
التعديل الأخير تم بواسطة بنت الوادي المقدس ; 17-10-2009 الساعة 12:30 PM.