|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 21732
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 300
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
مؤامرة السقيفة
بتاريخ : 08-10-2009 الساعة : 10:25 AM
مؤامرة السقيفة
وقف أبو بكر –وبين يديه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة الجراح : حفار القبور بالمدينة-وقال للحاضرين : إني ناصح لكم في احد هذين الرجلين : أبي عبيد ة الجراح أو عمر ،فبايعوا من شئتم منهما !!
فقال عمر – حسب الخطة المسبقة -: معاذ الله ان يكون ذلك وأنت بين ظهرنا .. ابسط يدك لأبايعك
وتبعة أبو عبيدة ...فبايعاه1
وهكذا وقعت الفتنه "والفلتة" كما عبر عمر بن الخطاب عنها فيما بعد
ولكن .. هل انتهى الأمر بهذه البساطة؟!
كلا لقد جرد عمر بن الخطاب سيفه، وجعل يطلب البيعة لصاحبة تحت السيف والتهديد!
وهنا احتد النزاع والجدال فمن الناس من بايع خشية القتل، ومنهم من تحدى القوم ووقف وخطب وحذر
يقول ابن قتبية2 فقام الحباب بن المنذر وقال : يا معشر الأنصار املكوا على أيدكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه 3 فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر ،فان أبو عليكم ما سألتم فاجلوهم عن بلادكم، وتولوا هذا الامرعليهم –والله- أولى بهذا الأمر منهم والله لا يرد على احد ما أقول إلا حطمت انفه بالسيف
قال عمر بن الخطاب : فلما كان الحباب هو الذي يجيبني ،لم يكن لي معه كلام
وكان سعد بن عبادة – زعيم الخزرج – قد حضر السقيفة وهو مريض ،وعند ساد الفوضى –بعد بيعة –كاد سعد ان يسحق تحت الإقدام ..فصاح قتلتموني ..قتلتموني
فقال عمر: اقتلوا سعد اقتلوا سعدا...قتله الله
فوثب قيس بن سعد ،واخترط سيفه، وقبض بلحية عمر وصرخ في وجهه : والله يا بن صهاك الحبشية 4 الليث في الملأ والجبان في الحرب ،لو حركت منه شعره ،لما رجعت وفي وجهك واضحة !
فأراد أبو بكر ان يهدا الموقف ،لئلا ينقلب الأمر عليه فنقال :مهلا يا عمر
فقال زعيم الخرج مخاطبا عمر: يا بن صهاك الحبشية، إما والله لو ان لي قوة على النهوض لسمعت منى في سككها زئيرأ يزعجك وأصحابك، ولألحقتكم بقوم كنتم فيهم إذنابا أذلاء تابعين غير متبوعين فلقد اجترأتم على الله وخالفتم رسوله
فأرادوا ان يأخذوا البيعة منه فقال : لا والله حتى لرميكم بكل سهم في كنانتي، واخصب منكم ورمحي ،وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي ،وأقاتلكم بمن معي من أهلي وعشيرتي لا والله لو ان الجن اجتمعت لكم مع الإنس ،ما بايعتكم حتى اعرض على ربي اعلم حسابي
ثم صاح : يا أل الخزرج احملوني عن مكان الفتنه فحملوه من دون ان يبايع هو
و اصحابه5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 –كتاب الامام والسياسة :ج1ص16 لابن قتبيه وقد قالوا عنه: هو العالم الفاضل الفقيه أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتبيه الدينوري من علماء أهل السنة في القرن الثالث الهجري ومن أئمة الأدب والنحو والتاريخ ولد ببغداد عام 213 هـ وتوفى عام 276 هـ وله كتب كثيرة ومن أشهرها كتابه هذا المعروف بتاريخ الخلفاء وقد طبع عدة مرات في مصر والعراق ولبنان
2 –يقصد بذلك عمر بن الخطاب وحزبه لان كلامه هنا جاء ردا على كلام عمر
3 –صهاك :جدة عمر كان يعير بها لكونها من أهل الفساد
4 – كتاب النوادر في الأحاديث:ص114 تاريخ الطبري:ج3ص207 شرح نهج البلاغة لابن الحديد ج2 ص37 طبعة مصر
5 الإمامة والسياسة:ج1ص17 تاريخ الطبري ج3 ص 198
يتبع
منقول من كتاب "الإمام علي " خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"
للكاتب محمد إبراهيم الموحد القزويني
|
|
|
|
|