|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 19896
|
الإنتساب : Jun 2008
|
المشاركات : 29
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
الريف العراقي والاهمال السلطوي
بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 11:29 PM
الريف العراقي والاهمال السلطوي
ان للريف اهتمام خاص وكبير من قبل الدول الصناعية المتطورة باعتباره رافدا حيويا مؤثرا في عملية التنمية لما يمتلكه من مقومات استثمارية وتعبوية تمكن من استغلال الطاقات البشرية وتوجيهها نحو العمل المثمر المنفعي بالاضافة الى ما يوفره من موارد وقودية وغذائية لها الدور البارز في دعم المشاريع الصناعية .
ولقد كان من اثر تاخر الريف العراقي وبالتالي انحطاط المستوى الذهني والانتاجي للفلاح العراقي أن ضعفت امكانيات القوى العاملة وتناقصت قدراتها في الانتاج مما ادى الى تنامي وتزايد مؤشرات البطالة والتعطيل نتج عنه تنامي رغبة الفلاحين في الهجرة الى المدن بشكل عشوائي غير منظم ممتهنين اعمال ومهن تنضوي تحت سقف البطالة المقنعة كسلاح اضطراري للمعيشة اضافة لظهور ظاهرة عجزية مقيتة ومخجلة الاوهي التشرد والتسول الفوضوي .
ولانستغرب اذا ما لاحظنا جمود التطور التنموي في الريف العراقي وبقاؤه على ما كان عليه في القرون الماضية وفي الوقت الذي نلاحظ فيه ان التطور السياسي والفكري والاقتصادي قد بلغ ذروته في اغلب المدن العراقية نجد ان الريف ما زال يعتبر بؤرة وموقعا للامراض والاوبئة الفتاكة كالبلهارزيا والملاريا والكوليرا مع عدم وجود مرافق صحية وخدمية وتعليمية بالمستوى المطلوب لدولة حضارية كبيرة مثل العراق كان في يوم ما مهدا مشعا للحضارات المدنية والفكرية لاقرار جميع المؤرخين مما جعل الريف العراقي وصمة مزرية في فخارنا الوطني وجرح نازف في جسد الشعب العراقي خاصة وان الريف يشكل نسبة كبيرة جدا من جغرافية العراق السياسية والاقتصادية .
ويقينا ان مشاكل الريف والفلاح العراقي كان سببها الرئيسي اهمال الحكومات المتعاقبة على السلطة والتي جعلت من الريف والفلاح صفرا على الشمال مع وجود امتيازات نوعية كبيرة تحققت للمدن دون مراعاة الموازنة بين المدينة والريف مضافا اليه عدم تشريع قوانين ودساتير واضحة تضمن للفلاح حقوقه بعد اعلامه بواجباته الوطنية باعتباره عضوا مؤثرا في مكونات النسيج العراقي .
واعتقد ان من افضل البرامج التي يفترض ان تنتهجها الحكومات العراقية مهما كان لونها وشكلها للقضاء على التخلف الصحي والتعليمي والتنموي في الريف هو شمول جميع الوزارات العراقية المؤثرة ببرنامج اصلاح الريف من خلال لجان مهيكلة وثابتة من وزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة المالية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية اضافة الى وزارة الزراعة بحيث تتقاسم العمل دون ان تتكل وزارة على اخرى في التنفيذ ولا باس اذا ما تطورت هذه اللجان في عملها وتقنيتها لتنبثق من كوادرها نواة جديدة لوزارة جديدة تعنى خصوصا بمستوى النهوض التنموي والفكري للريف والفلاح العراقي وفقا لخطة عمل مميزة ونوعية تتلائم مع طبيعة ومكونات الريف العراقي الواقعية والملموسة دون الحاجة الى تطبيق بعض النظريات التي لا تتفهم ملامح الريف والفلاح في العراق .
ومن الافضل ان تاخذ هذه الوزارة الجديدة على عاتقها مسؤولية الاصلاح الريفي الشمولي (الصحي والاجتماعي والزراعي والثقافي) بحيث تركز في جانب مهم واستراتيجي الا وهو كيفية النهوض بمستوى الريف من خلال بذل الجهود النوعية والكمية مع الاخذ بنظر الاعتبار ضرورة ديمومة هذه المشاريع الاصلاحية حتى لو تبدلت الوان واشكال السلطات الحاكمة لعلنا نستطيع ان نصل بالريف الى مستوى يضاهي مستويات الارياف في الدول الصناعية المتقدمة والتي سبقتنا في الكثير من مجالات التقدم والتطور الزراعي والصناعي والتجاري بسبب سوء تصرفات السلطات الحاكمة التي تولت قيادة الدولة العراقية .
مهدي العامري
|
|
|
|
|