[جند النور]

- مهدي جاسم

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والتي حددها مجلس النواب الموقر موعد السادس عشر من كانون الثاني من العام المقبل 2010 لأجراءها والتي سيتم من خلالها انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والبرلمان العراقي . وهذه هي الانتخابات الثانية التي جرت في العراق الجديد بعد سقوط النظام السابق , والتي رُوج لها على أن تكون هذه المرحلة الجديدة والتي لم يشهد لها العراق مثيلا ولا حتى في المنطقة العربية بأسرها أنموذجا للديمقراطية والحرية والنزاهة والرفاهية لشعب ذاق مرارات السنين السابقة والتي سبقتهى انتخابات عام 2005 , ورسموا صورة وردية للعراق المتحضر والمترف اقتصاديا ومعنويا وأجتماعيا , لكن المواطن المسكين العراقي أنجلت عليه كذبة الشعارات الرنانة ومُلأت الشوارع والاسيجة وأعمدة الكهرباء وواجهات المحلات بالكثير من صور المرشحين التي لم نراهم ولا نعرف شيئا عنهم , ذهبوا المساكين الى صناديق الاقتراع وهم فرحون بالحبر الازرق وهو يلون اصابعهم عساه أن يجلب لهم الخير معه , فما الذي جرى بعدها ؟ فازت قوائم وخسرت اخرى وهلهل الكثير ممن فازت قائمته التي انتخبها وبدأ المواطن ينتظر الفرج والخير الذي سيهل عليه من حيث لا يحتسب , مرت الأيام والأشهر والسنون والعيون تتربص اليوم وغداً أنشاء الله آتي الخير لا محال . لكن وكما يقول المثل( ضحكوا على اللحايه) . لا خير ولا أعمار ولا بناء ولا كهرباء ولاهم يحزنون , وهنا أريد بمقارنة بسيطة بين الحياة المعيشية التي يعيشها الذي ذهب وآنتخب وبين الحياة المعيشية المترفة التي يعيشها من فاز وأُنتـُخب وفتحت له أبواب الجنة بين مصدق ومكذب . لكن هل تعلم ايها الناخب الكريم يامن ضحيت بحياتك حتى تـُوصلَ من آنتخبته الى هذا العز والجاه ماهي الرواتب والمخصاصات التي يتقاضوها ابتداءاً من رئيس الجمهورية ونزولا الى اعضاء مجلس النواب ؟ وهل تتناسب هذه الرواتب والاموال مع ماقدموه لهذا الشعب المغلوب على أمره والذي يستحق منا ان نقف الى جانبه و نناصره بكل مانستطيع حتى ولو بالكلمة وهذا أضعف الايمان ؟ . وحتى يكون المواطن على آطلاع ودراية عما يدور حوله وعندما يعطي صوته مرة أخرى يجب أن يكون هناك مقابل لهذا الصوت ولا يكون رخيصاً ونحاسبهم لماذا انتخبناكم وماذا قدمتم لنا ؟ هل تعلمون أن راتب رئيس الجمهورية وبحسب المعلومات والأرقام تقول إنه يتقاضى 55 مليون دينار شهريا يعني ألراتب الأسمي و25 مليون دينار مخصصات ضيافة تتبعها مخصصات اضافية اخرى تقدر ب15 مليون دينار اي اجماليا يصل راتبه السنوي حوالي نصف مليون دولار . اللهم لاحسد لأن الرجل كبير القوم يعني لازم يختلف عن الرعية مقاماً وحجماً , أما الاخوة البرلمانيون الله يعطيهم الصحة والعافية فيصل راتب عضو البرلمان الى مايقرب من 45 مليون دينار يعني اذا حولناه بالدولار يصل الى مايقرب من 35 الف دولار هذا من غير رواتب الحماية الشخصية , وبحساب العرب سنويا يستلم عضو البرلمان مايقرب من 11 مليون دولار وكما يقول الممثل الكبير عادل إمام في مسرحية الواد سيد الشغال حداشر مزرور زرار ليه , يعني الى ثلاثمئة وستين الف دولار خلال دورة برلمانية واحدة , أما اذا( فكينه) عيونه وجمعنا رواتب جميع أعضاء مجلس النواب الذين عددهم 275 خلال سنة واحدة لحظه خلي أروح اجيب حاسبة لان الحساب مو مال أصابع يصل مجموع الرواتب للسنة الواحدة يا محفوظين السلامة والبكة مئة واثنين وثلاثين مليون دولار حيييييييييييييل , طيب اذا ضربنا هذا الرقم بدورة برلمانية ومدتها اربعة أعوام يبقى الحساب عدكم لان آني ضعيف بالحساب اقصد الرياضيات , هذا من غير نائبي رئيس الجمهورية و مجلس رئاسة البرلمان ومن غير المحافظين ومجالس المحافظات . فكيف سيكون الحال وعدد الارقام والرواتب وهناك مطالبات بزيادة عدد النواب الى 315 نائب . عزيزي القاريء الكريم ربما يفهمني البعض أنا محرض بعدم ذهاب المواطن للانتخابات لكن عندما نقرأ هذه الارقام الخيالية لرواتب موظفين ويجب أن يفهموا ويعلموا أنهم موظفون أوصلوهم الناس البسطاء الى هذه المواقع جاءوا لخدمة المواطن ,ويجب أيضا أن لا تجعلوا بينكم وبين من انتخبكم هوة كبيرة وعلامات آستفهام كثيرة وبين حقوقكم وواجباتكم تجاه شعبكم وبلدكم ؟ ولاتجعلوا دعاء المظلومين والمحتاجين والارامل واليتامى والذين هجروا من ديارهم بغير حق يقولون ربنا الله و حسبنا الله ونعم الوكيل؟ لكن لنتعض من التجارب ونحاسب من ننتخب لان خيرات وثروات البلد للجميع وكفانا جهلا وسذاجة فهل يلدغ المؤمن من جحره مرتين؟ وكما يقول المثل واحد ياكل دجاج واحد يتلكه العجاج , وحتى لا أكون شريكا في سرقة أموال العراقيين وحقوقهم أحمد الله أنني لم أنتخب أحداً اللهم آشهد.